الملحدون العرب!!
هم ينكرون الغيب ويقصرون الإيمان على ما هو محسوس، ويرونه رأي العين، ويستهزؤون بالشعائر الدينية، ويشنون حربا على الأخلاق الحميدة.
ولا يوجد ثابت، بل كل شيء يتطور ويرتقي، ولا يلتفت الناس إلى ما في التاريخ القديم.
يعظمون الماديات والمحسوسات
يحاربون كل فضيلة، ويحتقرون العرب، ويمدحون الصهيونية، ويدعون إلى التغريب، ويؤمنون بنظريات فرويد في علم النفس، ونظرية دارون في أصل الأنواع، ودور كايم في علم الاجتماع التي هي أسس الإلحاد في العالم ونظريات (كارل ماركس) في الماديات.
فينكرون وجود الله سبحانه وتعالى، وينكرون معجزات الأنبياء، والجنة والنار والقيامة وغيرها من الغيبيات!!
- يدعون أن الدين سبب التناحر والبغضاء والكراهية، وهؤلاء كَذَبَةٌ، وهل قامت الحرب العالمية الأولى والثانية لأسباب دينية؟ أم لأسباب تقنية وعلمية؟
وكيف ينكرون وجود الله ويقولون: إن الطبيعة هي الخالقة؟ هؤلاء مشركون إذاً!
قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}(الطور: 35)، فالمخلوق لابد له من خالق، والمصنوع لابد له من صانع، والمفعول لابد له من فاعل، وهذه قضايا بدهية جلية واضحة، يشترك فيها جميع العقلاء.
- العدم لا يخلق شيئاً، والطبيعة الصماء لا تملك قدرة، وفاقد الشيء لا يعطيه، فكيف بالطبيعة تخلق شيئاً ولا تملك خبرة ولا إرادة ولا عقلاً ولا علماً؟
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}(الحج: 73).
< فالخالق كامل كمالا مطلقا؛ بحيث يكون مستغنيا عن غيره، ويكون أولا ليس له بداية وآخراً ليس له نهاية، ولا يحده زمان، ولا يحده مكان، وقادرا على كل شيء، وعالما بكل شيء ما كان وما يكون ومالم يكن لو كان كيف يكون، وهذه الخصائص لا يمكن أن تكون إلا لله الكامل من كل الوجوه.
وقالوا الصدفة العمياء هي التي أوجدت الأشياء بطريق الصدفة!! فهل العالم بهذا النظام العجيب والترتيب الحكيم الذي حارت فيه العقول ينسب إلى المصادفة؟! وكيف اجتمعت تلك الأجزاء على اختلاف أشكالها، وتباين مواردها وقواعدها؟ وكيف حفظت وبقيت على شكلها؟ وكيف تجددت المرة بعد المرة بهذا الإبداع والإتقان؟ وهل تخلق الطبيعة أفضل منها؟ والذي يعتقد ويصدق بأن الصدفة أوجدت هذا الكون، ليس بعاقل، قال تعالى: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(إبراهيم: 17).
- فإذا كان الأعرابي الذي لما سئل عن أدلة وجود الرب، فقال سبحان الله: إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، وليل داكن، ونهار ساج، ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير؟
- التفكر في المصنوع يدل على بعض صفات الصانع:
فلو تفكر هؤلاء في أنفسهم، هل ترون أرواحكم وأنفسكم وقلوبكم والنعم التي تتمتعون بها؟ فأنت خلقت من نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاما فكسيت العظام لحما، ثم صرت بشرا كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿58﴾أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}(الواقعة: 58 - 59).
- الأدلة الحسية المشاهدة، فهذه الكواكب والنجوم، وتعاقب الليل والنهار، والربيع، والصيف، والشتاء وتعاقبها، وطلوع الشمس من المشرق، وغروبها في المغرب، أليس الله -عز وجل- هو الذي يسيرها؟ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}(الأنبياء: 22) وانظر كم من باك يرفع يديه ويطالب ليتحقق له، أليس في هذا برهان محسوس لا ينكره إلا مكابر؟ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}(النمل: 62).
- معجزات الأنبياء والمرسلين - عليهم السلام - من عصا موسى - عليه السلام - وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص على يد عيسى - عليه السلام - وغيرها كثير! وخلق الناس على مر العصور: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: 21)، فلا يمكن أن يخلق مخلوق إلا بهدف: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}(المؤمنون: 115).
نسأل الله أن يهدي شبابنا ويثبتهم على الحق والدين.
لاتوجد تعليقات