رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 30 أبريل، 2012 0 تعليق

الملتقى العلمي العاشر بمدينة بوصاصو يختتم أعماله محذراً الشعب الصومالي من عدم الإنخداع بأفكار حركة الشباب المنحرقه

تعد الملتقيات العلمية الموسمية من أهم وسائل الدعوة التي اعتمدها الدعاة في الصومال؛ لما لها من أهمية بالغة في توعية الناس وتوجيه اهتمامهم إلى الأمور ذات الصلة بجوانب حياتهم المتعددة، وقد ابتدأت هذه الملتقيات في المنطقة الشرقية من الصومال منذ 1428 هـجريا الموافق 2003 ميلاديا، حيث أقيمت في مدينة بوصاصو- العاصمة التجارية للمنطقة- سلسلة من الملتقيات نظمها علماء الدعوة السلفية في الصومال، ولاسيما من جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، عولج فيها كثير من المواضيع المهمة المتنوعة في المجال الفقهي والعقدي والاجتماعي والدعوي والسياسي، كما أقيمت على هامش هذه الملتقيات نشاطات دعوية أخرى، من فتاوى ومحاضرات ولقاءات وزيارات ودورات لشرائح كثيرة من المجتمع، كما كان من عادة العلماء إصدار بيان في آخر كل ملتقى، يقدم فيه ملخص لما جاء فيه إضافة إلى توجيه النصائح وبيان المواقف من الأحداث المهمة.

       ويعد الملتقى موسما علميا ودعويا يهتم به الصوماليون في داخل البلاد وخارجها ويتابعونه باهتمام، ويشارك في بث فعاليات الملتقى عدد من الإذاعات المحلية والقنوات الفضائية الصومالية فضلاً عن المواقع الإلكترونية والبالتوك.

       وكان من عناوين الملتقيات السابقة: المعاملات المالية، الأسرة، العقيدة، عوامل نهوض الأمم، دراسة الحالة الراهنة والموقف منها، وكان هذا العنوان إبان سقوط المحاكم والغزو الإثيوبي، محمد رسول الله، وكان هذا العنوان بسبب الحملة التي شنتها دول الكفر على نبينا محمد [، الأزمة الصومالية من منظور إسلامي، الدين النصيحة، وكان آخر هذه الملتقيات، الملتقى العاشر الذي أقيم في مدينة بوصاصو، في مسجد الروضة بتاريخ 28-5-1433هـ الموافق 19-4-2012م تحت عنوان: الدعوة السلفية في الصومال- نحو انطلاقة رشيدة؛ وكان من المحاضرات التي ألقيت فيه: منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة والإصلاح، كلمات في المنهج، منهج أهل السنة والجماعة في باب الحكم على الناس، منهج أهل السنة والجماعة في الجهاد، مشروعية العمل الجماعي.

       ومن الأنشطة التي أقيمت على هامش الملتقى محاضرات لطلبة الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية، ودورة في تطوير العمل الدعوي لعشرين ومائة امرأة من رائدات الدعوة، ودورتان في حل الخلافات وقيادة العمل الدعوي أقيمتا لقيادات الدعوة في المنطقة، ومحاضرة عامة للنساء، ولقاء عام بالدعاة، ولقاءات خاصة بالعلماء وقيادات جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة في المنطقة.

ويهدف الدعاة من عقد مثل هذه الملتقيات إلى:

1- تسليط مزيد من الضوء على منهج الدعوة السلفية في التغيير والإصلاح، حتى يتمكن الدعاة من السير الحثيث بعيدا عن منهج التفريط والإفراط.

2-بيان موقف الدعوة السلفية من منهج التكفير واستباحة الدماء المعصومة بحجة الجهاد في سبيل الله.

3- تقديم منهج أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل العلمية والعملية التي حصل فيها لبس كبير، مثل مسألة الأسماء والأحكام والجهاد ومسألة العمل الجماعي في الدعوة إلى الله.

4-إتاحة الفرصة لعموم الناس للقاء العلماء وتقديم استفساراتهم واستفتاءاتهم؛ مما يتيح مزيدا من التلاحم والثقة والوعي بحقائق الأمور.

5-إتاحة فرصة التشاور وتبادل الآراء بين العلماء والدعاة الذين قدموا من مناطق مختلفة من البلاد.

6- توعية الشعب الصومالي وتوجيهه سواء في داخل البلاد أم الجاليات في الخارج.

7- تنشيط العمل الدعوي وتصحيح مساره، ومقارعة الأفكار المنحرفة.

8- رصد واقع البلاد وتحليله وإصدار الأحكام والتوجيهات والنصائح حول هذا الواقع.

9- إصدار الفتاوى الشرعية في النوازل والقضايا المشكلة.

البيان الختامي للملتقى

وقد أصدر العلماء والدعاة الذين شاركوا في هذا الملتقى البيان التالي؛ نصيحة للأمة وإبراء للذمة:

أولا: الدعوة والدعاة:

1- ندعو جميع المنتسبين إلى الدعوة السلفية أن يصدقوا في التمسك بالكتاب والسنة، وأن يطبقوا المنهج السلفي عقيدة وعبادة وأخلاقا.

2-ندعو العلماء والدعاة عموما إلى مضاعفة الجهود في نشر المنهج السلفي في مسائل: الدعوة والتغيير ومسألة الأسماء والأحكام والمعاملة مع العلماء والحكام وتأصيل النوازل والمستجدات.

3- يصرح العلماء بأن تكفير المسلمين واستباحة دمائهم اللذين تمارسهما حركة الشباب ليسا من منهج النبي [ والسلف الصالحين وعلماء الأمة،كما يصرحون بأن قتل المصلين عند عتبات المساجد أو تفجيرهم في أسواقهم وأماكن عملهم ليس جهادا؛ لذا نحذر الشعب الصومالي المسلم من الانخداع بهذه الأفكار المنحرفة.

4- ندعو جميع العاملين في مجال الدعوة أن يوطدوا أواصر الأخوة والتعاون فيما بينهم، وأن يوحدوا مواقفهم، وأن يتكاتفوا في حل مشكلات الأمة.

ثانيا: الأمة الإسلامية

5-ندعو الأمة الإسلامية إلى أن تقوم بواجبها في تعلم الدين والعمل به والدعوة إليه، وألا تتقاعس عن واجبها تحت تأثير الهزيمة النفسية بسبب الممارسات المنحرفة المشوهة لصورة الإسلام.

6-نحذر الشعب الصومالي من الحروب الأهلية وإراقة الدماء لنزاع قبلي أو ديني أو سياسي أو لمصلحة شخصية، وندعو إلى حل الخلافات عن طريق الحوار والتفاهم وفي إطار الشريعة الإسلامية.

7- ندعو الشعب الصومالي إلى الوقوف ضد أعمال القراصنة الذين ألحقوا الضرر بسمعته ودينه وأخلاقه، وأن يبتعد عن جميع أشكال التعامل معهم.

ثالثا: القيادات الصومالية

8- ندعو كافة القيادات الصومالية إلى الحفاظ على ثوابت الأمة الدينية والوطنية، وأن يسندوا مقاليد الأمور إلى أهلها الذين يتصفون بالكفاءة والأمانة.

رابعا: الشباب

9- ندعو شريحة الشباب إلى التزود بالعلوم الدينية والدنيوية، وأن يتحملوا مسؤوليتهم في خدمة دينهم ووطنهم في ضوء توجيهات العلماء والدعاة، ونحذرهم من جميع ما يضرهم ويسيء إليهم في دينهم ووطنهم من: التبعية الفكرية للغرب، وأعمال القرصنة، والأفكار الدينية المنحرفة.

خامسا: المرأة الصومالية

10- إن للمرأة دورا في غاية الأهمية في شؤون حياة الشعب الصومالي، ولاسيما في تربية جيل المستقبل، وتواجه المرأة الصومالية حملة شرسة تستهدف دينها وشرفها، وترمي إلى إزاحة المرأة عن دورها وزعزعة مكانتها؛ لذا ندعوها إلى التنبه لهذه المؤامرات التي تحاك ضدها، وأن تعلم أن كرامتها وشرفها في شريعة ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم .

سادسا: التجار ورجال الأعمال

11- نوصي التجار ورجال الأعمال بتقوى الله عز وجل، وأن يرفقوا بالشعب، وأن يحذروا من التجارة في الأدوية والأطعمة المنتهية صلاحيتها أو التي لا تشتمل على المواصفات العلمية المطلوبة، كما نحذرهم من التجارة في كل ما يسيء إلى دين الأمة وشرفها وأخلاقها.

سابعا: الجالية الصومالية في الشتات

12- ندعو الجاليات الصومالية في بلاد الغربة إلى التمسك بدينهم والاحتفاظ بصالح ثقافتهم، وأن يبادروا بالعودة إلى وطنهم أو السكنى في بلاد المسلمين للمحافظة على نشئهم، ونوصيهم بالتواصل مع المراكز الإسلامية في تلك البلاد.

ثامنا: المجتمع الدولي

13- ندعو غير المسلمين، شعوبا ودولا إلى عدم الانجرار وراء الدعايات المغرضة والصورة المشوهة للإسلام والمسلمين التي تقدمها بعض وسائل الإعلام المغرضة، كما نطالبهم بوقف جميع أشكال التدخل وإلحاق الضرر بالمسلمين.

14- ندعو الهيئات التي دخلت البلاد تحت اسم المساعدة والنفع العام التي ثبت تورط بعضها فيما يمس الدين والأخلاق، ندعوها إلى التوقف الفوري عن ذلك، كما ندعو الشعب الصومالي إلى الانتباه إلى تصرفات وأعمال هذه الهيئات والحذر منها.

15- ندعو المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب الصومالي للخروج من الأزمة الحالية، والابتعاد عن توظيف قضيته لأغراض غير نزيهة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك