رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.محمد أمجد رازق 1 يوليو، 2014 0 تعليق

المـسـلــــمون فـي سيرلانكا بين مطرقة نسيان إخوانهم وظلم البوذيين عليهم


تخيم أجواء من التوتر على مقاطعة (كالوتورا) من المحافظة الغربية في سريلانكا وذلك عقب اعتداء البوذيين على المسلمين، واندلعت أحداث شغب، وقامت الشرطة بفرض حظر  التجول في تلك المنطقة حتى إشعار آخر.

     وتفيد المعلومات الواردة من هناك أن منظمة (بودوبالاسينا) البوذية المتطرفة نسقت اجتماعا ومسيرة احتجاج ضد المسلمين في مدينة (ألوتجاما) السريلانكية، واستخدم أمين عام تلك المنظمة الراهب البوذي (كالابودي أتي نجاناسارا) أثناء كلمته التي ألقاها في الاجتماع عبارات السب والشتم والتنقص والازدراء ضد المسلمين، بأسلوب يثير البوذيين إلى ممارسات عنصرية، واستخدام العنف ضدهم، والاعتداء على مساجدهم ومحلاتهم التجارية ونهب ممتلكاتهم، وذلك في أعقاب ما زعمت أن شابين من المسلمين اعتدوا على راهب بوذي، إلا أن هؤلاء المشتبه بهم نفوا تلك المزاعم بشدة رغم أنهم ما زالوا في السجن؛ حيث قام ذلك الراهب البوذي بتصوير حادثة اشتباكات كلامية بسيطة بينهما وبين سائق الراهب حدثت عند ازدحام  مروري بأن هذين الشابين اعتديا عليه.

     وبعد نهاية الاجتماع خرج مئات من البوذيين بقيادة رهبانهم في مسيرة احتجاج في مناطق المسلمين وهي: مدينة (ألوتجاما)، و(درجا تاون) و(بيروالا) السريلانكية، وقاموا أثناء هذه المسيرة بإحراق المساجد والاعتداء عليها، فضلا عن الاعتداء على محلات تجارية، ومنازل للمسلمين في المنطقة. فاضطر آلاف من المسلمين إلى اللجوء إلى المساجد، والمدارس الخاصة دفاعا عن أنفسهم.

     ويذكر شهود عيان أن عشرات من المحلات التجارية الخاصة للمسلمين احترقت احتراقا كاملا، وتعرض عدد من المسلمين لجروح فادحة بينهم نساء وطفل بعمر ثلاثة أشهر، وتشهد المنطقة حالة من الفوضى ووضعا خطيرا بسبب هذه الأحداث العنفية التي حدثت أمام رجال الأمن، وفشلوا في اتخاذ إجراءات قانونية سوى فرض حظر  التجول الذي مهد الطريق للغوغائيين البوذيين للاعتداء على المسلمين ونهب ممتلكاتهم.

وقد قام المشاغبون البوذيون بإطلاق النار بكثافة على من كان داخل المسجد بقرية (والبيتيا) في مدينة (ألوتجاما) السريلانكية من أجل حراسته، وذلك في منتصف الليل حين كان حظر التجول ساري المفعول.

     وقد أسفرت تلك الحادثة عن مقتل ثلاثة من الأبرياء المسلمين، وإصابة أربعة منهم بجروح بالغة، ويفيد المسلمون بأنهم واجهوا صعوبات في إدخال المصابين إلى المستشفى رغم أنهم في حالة حرجة. والجدير بالذكر أن إطلاق النار على المسلمين جاء رغم تعهدات الشرطة باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يخرق قانون حظر التجول، وتعزيزات أمنية في المنطقة؛ الأمر الذي يدل أن السلطات تقف وراء العنصريين.

هذا وقد أفادت الشرطة بعدم معرفتها بتلك الحادثة، وقد كشف موقع (سوناكر) بواسطة أحد الشهود الذي عاين الحادث أن أحد السياسيين في المنطقة، وأحد رجال الأمن هما اللذان قاما بإطلاق النار  على المسلمين مفاجأة؛ حيث أكد أنهما قاما بإطلاق النار على أقاربنا وهم في المساجد دون أن يبدوا أي تهديد لهم.

     وقد امتدت أعمال شغب ونهب ضد المسلمين طوال الليل وانتشرت في جميع أنحاء مقاطعة (كالوتورا)؛ حيث تعرض عدد من المحلات التجارية الواقعة في شارع محطة القطار  بمدينة (كالوتورا) التي يملكها المسلمون بعد منتصف الليل للنهب والتخريب، كما هاجم المشاغبون البوذيون عدداً من المسلمين بعد الساعة الثانية ليلا، بينما يزعم المسلمون عموما بانتشار العنف في سائر أنحاء سريلانكا إذا لم تتخذ السلطات إجراءات صارمة لوضع حد له.

     من جانبه هدد الراهب البوذي (نجاناسارا) أمين عام منظمة (بودوبالاسينا) بأن هذا الحدث ليس نهاية وإنما هو بداية عملياتنا، وذكر أن السياسيين البوذيين يقولون لنا: نحن عنصريون وأصوليون، وأنا أقول لهم الآن: نحن عنصريون وأصوليون كما يزعمون. جاءت هذه التصريحات للراهب البوذي (نجاناسارا) أثناء كلمته التي ألقاها في الاجتماع الذي انعقد في مدينة (ألوتجما) تحت حراسة الشرطة في ظل التوتر الذي شهدته المنطقة.

     وعلى الرغم من وجود دلائل واضحة تثبت أن المحرضين على أعمال الشغب والاعتداءت العنصرية ضد المسلمين هم: الراهب البوذي (كالابودي أتي نجاناسارا) أمين عام منظمة بودوبالاسينا البوذية المتطرفة، وأعوانه البوذيون المتشددون التابعون للمنظمة؛ حيث يوجد شريط فيديو يثبت ذلك بوضوح، فشلت السلطات في القبض عليهم، كما يدل هذا على عجز السياسيين المسلمين رغم أنهم يتولون مناصب عالية في الحكومة مثل وزارة العدل والتجارة وغيرهما.

اعتداء على مسجد بقرية (هريتودوا)

     اعتدى قبل أيام مجهولون بوذيون على مسجد بقرية (هريتودوا) الواقعة في مقاطعة (كالوتورا) من المحافظة الغربية السريلانكية، وذلك الساعة الحادية عشرة ليلاً، وقد خلف ذلك الاعتداء خسائر للمسجد وانكسار زجاجه. وصرح أعضاء هيئة إدارة المسجد أنه تَم إبلاغ الشرطة بتلك الحادثة، ويقوم رجال الشرطة بتحريات حولها، ولم يتم القبض على أحدٍ من الجُناة حتى الآن.

ويزعم سكان هذه المنطقة أن هذه الحادثة محاولة من قِبَل مجموعة بوذية عنصرية، جاءت من خارج المنطقة من أجل تدمير الوئام الديني والتعايش السلمي بين المسلمين والبوذيين، الذي تشهده المنطقة منذ أمد بعيدٍ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك