رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 16 فبراير، 2015 0 تعليق

المعلوم من علاقة الحاكم والمحكوم

 رسالة قيمة لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز  -رحمه الله- بعنوان (المعلوم من علاقة الحاكم والمحكوم)، وهذه الرسالة عبارة عن عشرة أسئلة طرحت على سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ضمن الضوابط الشرعية التي وضعها أهل العلم مستندين فيها إلى كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم.

     وفيها يقول الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-: قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾(النساء: 59)؛ فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف. والنصوص من السنة تبين المعنى، وتفيد بأن المراد طاعتهم بالمعروف؛ فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بمعصية فلا يطاعون في المعصية لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها لقوله صلى الله عليه وسلم : «ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة، ومن خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية»، وقالصلى الله عليه وسلم : «على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة».

     ثم قال : فهذا يدل على أنهم لا يجوز منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان؛ وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تُؤمن.

     ويقول -رحمه الله-: إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم فيه من الله برهان فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج رعاية للمصالح العامة.

     ويقول -رحمه الله-: أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحق الاغتيال إلى غير هذا من الفساد العظيم؛ فهذا لا يجوز بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعوة لهم بالخير والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير، هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح المسلمين عامة؛ لأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير؛ لأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر.

     ويقول -رحمه الله-: فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعة، فيقفون مع النصوص كما جاءت، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل المعصية أو معاص وقعت منه بل عليهم المناصحة بالمكاتبة والمشافهة بالطرائق الطيبة الحكيمة، بالجدل، بالتي هي أحسن حتى ينجحوا وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير).

- ويقول مبينا -رحمه الله- الطريقة المثلى في التعامل مع ما يصدر من ولاة الأمر من معاص: «فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا بحدود الشرع، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور بالكلام الطيب والحكمة والأسلوب الحسن حتى يكثر الخير ويقل الشر».

- ويبين -رحمه الله- طريقة المناصحة بقوله: ويناصحوا من ولاهم الله بشتى الطرائق الطيبة السليمة، مع الدعاء لهم في ظهر الغيب أن يهديهم ويوفقهم ويعينهم على الخير، وأن يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق.

ويقول -رحمه الله-: «من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة».

- ويقول -رحمه الله-: «الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات ومن النصيحة لله ولعباده».

- ويقول -رحمه الله-: «يدعو للناس بالخير والسلطان أولى من يدعى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة؛ فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح أن يوفق للحق، وأن يعان عليه، وأن يصلح له البطانة، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، فالدعاء له بأسباب التوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل من أهم المهمات ومن أفضل القربات».

- ويقول -رحمه الله-: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع.

- وهذه الرسالة القيمة قد طبعت أول مرة  في نهاية السبعينيات (1970م) ولا أعرف حقيقة على وجه الدقة سنة طباعتها لأول مرة، إلا أنه قد أعيدت طباعتها مرات عدة كان آخرها منتصف شهر ديسمبر المنصرم (12/2010 م) ضمن حملة إعلامية لملتقى ثقافي أقامته جمعية إحياء التراث الإسلامي بعنوان: (فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يوم الأربعاء الموافق 29/12/2010م.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك