رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: علي صالح طمبل 21 أبريل، 2014 0 تعليق

المشهد السياسي السوداني: لا جديد للمواطن..!!


اتفاقيات تعقد، ومؤتمرات تقام، وتصريحات تطلق، وخطب رنانة تداعب الآذان، وتصريحات منمقة تزين المنابر، وترضيات سياسية باهظة الثمن، ووجوه تعود لتداول السلطة، وأخرى تختار القتال أو المعارضة.

الوجوه والشخصيات نفسها، الكلمات والعبارات ذاتها، والمحصلة: أن لا جديد على المواطن!!

     لا جديد على المواطن الذي يراقب المشهد السياسي ببرود يكاد يصل حد اليأس؛ فهو لا يهمه كل هذا الصخب السياسي، والضجيج الخطابي؛ إنما يهمه ما يتعلق بمعاشه ويمس حياته اليومية، وما دام هذا الشأن لا جديد فيه، وتزداد كل يوم وطأة الأعباء المعيشية وضغوط الحياة عليه؛ فسيظل ما يسمعه ويقرؤه ويشاهده في مسرح السياسة من قبيل الترف وضياع الوقت لمن كان مشرفاً على الغرق وهو يتشبث بقشة!

     المواطن يريد أخباراً من قبيل: إيجاد فرص العمل للعاطلين الذين حارت بهم السبل، وزيادة الرواتب التي تذوب في معمعة السوق، وتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية وأسعار المحروقات التي أحالت حياته إلى معاناة دائمة، ومجانية التعليم والعلاج اللذين أرهقا كاهله بارتفاع تكاليفهما، أو على الأقل: تخفيض رسومهما إلى أدنى درجة، وزيادة سعر الجنيه في مقابل العملات التي ألقى ارتفاعها المستمر بظلاله السالبة على سوق السلع والخدمات، ورصف الشوارع ونظافتها التي اختفت فيها مظاهر الحضارة، بما في ذلك شوارع الأحياء والضواحي، وإنشاء شبكات حديثة للصرف الصحي الذي تسبب في تلوث الحياة ونقل الأمراض، وحل مشكلة المواصلات التي ضيعت الأموال والأوقات، وتخفيض رسوم المياه والكهرباء التي أرهقت دخله المحدود..إلخ.

     ألم يسأل أهل السياسة أنفسهم يوماً: لماذا صارت السياسة رديفاً للكذب، وقريناً للغش؛ ومطية للوعود الجوفاء والأماني الحالمة؛ حتى قال قائل السياسيين: (السياسة لعبة قذرة)، وقال قائل العلماء: (من الكياسة ترك السياسة)، وقال قائل الشعراء:

دع عنك ساس ومن قد لفَّ لفهمو

                                 فالخوف ما بين أيديهم وخلفهمُو

 هم أصدقاء إذا جاءت مواكبهم

                                   إلى (الصناديق)، أعداء إذا حكمُوا

      ألم يدرِ السياسيون أن هذه المناصب ليس الهدف منها الأبهة والفخر والعلو في الأرض ومظاهر الترف والحرس والخدم والحشم ومواكب السيارات التي تطلق الأبواق العالية حتى تفسح الشوارع لها، ولكنها مسؤولية أمام الله عز وجل، وأمانة في الدنيا، ولكنها خزي وندامة في الآخرة، إلا لمن أداها بحقها؟! فهي نعم المرضعة في الدنيا، وبئست الفاطمة في الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ». رواه البخاري، أما درى أهل السياسة بأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على من شقً على الناس من المسؤولين، ولم ييسر أمورهم ويقضي حاجاتهم، بل جعل بينه وبينهم حجاباً؟!، ففي الحديث: «من ولاه الله -عز وجل- شيئاً من أمر المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره) السلسلة الصحيحة.

أيها السياسون: إما أن تؤدوا أمانة السلطة على الوجه الأكمل وتقوموا بواجبكم على الوجه الذي ينبغي، وإما أن تكونوا شجعاناً فتقدموا استقالاتكم لتفسحوا المجال لأهل القوة والأمانة من هذه الأمة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك