رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 19 مارس، 2012 0 تعليق

المشكلات الحدودية.. من يزرعها؟!

 

        الحدود بين الدول قنابل موقوتة إذا لم ترسم بشكل صحيح ويقبلها الجانبان وتقرها الهيئات الإقليمية المعتمدة، فمنذ سنوات والملف شائك ولن يحل بالتقادم، ولا يمكن أن يحل دون تضحيات وتنازلات وقرارات شجاعة من أجل الاستقرار وحفظ الدماء وصون الاقتصاد من الانهيار!

        الدول لا تحب التجزئة في الحلول كأن يتم إبرام الاتفاق على ما اتفق عليه وترحيله إلى وقت الأجزاء المتبقية! فيعتقدون أن هناك نوايا مبيتة ودسائس تقف دون التوقيع المبدئي.

        مشكلات الحدود بدأت بعد ظهور النفط والغاز والماء والأراضي المطلة على البحر التي تصلح موانئ ويمكن استغلالها لزيادة عدد السكان ويريدون التوسع لتوفير مساكن للناس ومصانع ومزارع وغيرها.

        مشكلات الحدود برزت بعد خروج المحتل من الأراضي وزرع الفتنة حتى لا يكون أمن دائم بين الدولتين ثم يحرش بينهم! وتخضع لمعيار القوة في السلاح وكثرة السكان وقوة الاقتصاد.

        فنحن في الكويت على الرغم من أن الأمم المتحدة رسمت الحدود ووافق عليها حكام عراقيون سابقون إلا أن هناك تأجيجاً (واضحاً) من قبل أحزاب وشخصيات كلما زادت المشكلات الداخلية بحثوا عن ملف يجمعهم ويزيد من شعبيتهم وتأييدهم ألا وهو الحدود مع الكويت! لأنهم تلقوا الأوهام منذ الصغر عبر الإعلام والتعليم أن الكويت جزء لا يتجزأ منهم وصدقوا ذلك رغم اعتراف المسؤولين على مر العصور والوثائق الصحيحة التي تثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع صدق كلامنا وأوهام كلامهم الذي هو أوهن من بيت العنكبوت.

        لو أن الكويت اليوم تنازلت عن مبالغ التعويضات المتبقية مقابل غلق باب الحدود والموانئ والاعتراف الصريح بكل وسائل الإعلام بأن هذا الملف مقبول، وانتهى إلى أجل غير مسمى! فمن يضمن أن المالكي يمثل العراق بكل قطاعاته! ولاسيما أننا كلنا عرفنا كيف وصل إلى سدة الرئاسة وأن الأوضاع الطائفية المقيتة هناك تسيطر من بيدهم النفوذ والطائفة الواحدة أصبحت متعددة، وكل طائفة انشقت عنها طوائف وكل حزب بما لديهم فرحون!

        ويأتي رؤساء لا يعترفون بالحدود وهذا ليس من نسج الخيال بل واقع وحدث مرارا وتكرارا معهم! إذاً الصفقة خاسرة وغير مقبولة.. فالمالكي في كل زيارة يصل إلى الكويت لم يكمل زيارته؛ لأنه يتعالى في طرحه وجامد في أسلوبه ويفجر قنابل صوتية ولا يقبل بفتح ملفات عالقة منذ سنوات! وهذا ليس سرا بل حديث ينشر في الإعلام.

        فعلى سبيل المثال لا الحصر زيارته الأخيرة للكويت كان وفد الزيارة مكونا من 39 شخصية ضمت 5 من أهل السنة وكرديين والباقون من طائفته!! كما نشرت (عالم اليوم) «عدد 1580 بتاريخ 15/3/2012» ولم يكمل زيارته كما كانت!

        والغالبية التي معه هم من حزبه حزب الدعوة ومناصروه الذين أياديهم ملطخة بالدماء والتفجيرات منذ أكثر من 30 سنة ولاسيما في السنة الأخيرة! فهذا الوفد غير مقبول لا عند رئيس الدولة ولا عند نائبه ولا عند الغالبية العظمى في العراق!

        فلماذا نحن نتنازل ونراهن على صفقة خاسرة! ومخزية وتلميع لشخصية تديرها إيران وهو في خطاباته متغير، فهل تعتقدون أن يبرم صفقة دون استخدام ألفاظ تحتمل معاني تكون مضللة للهروب والتخفي والتملص؟!

        وعليه من سيقف معك! ومثل هذه الاتفاقات لابد أن يحضرها المجتمع الدولي من دول دائمة العضوية ومجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتقر في شكل قانون وتوضع مذكرة تفسيرية ويوقع عليها كل الأحزاب حتى ننهي سنوات من الصراع ونعيش في استقرار مع هذا الجار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك