رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أعدها الشيخ: محمد عبدالله جالو 26 نوفمبر، 2013 0 تعليق

المشرف على مشاريع الدعاة للجنة القارة الإفريقية في بوركينافاسو- الشيخ أحمد محمد صالح مصلح في ذمة الله

- ولد فقيدنا الشيخ أحمد محمد صالح مصلح في بلدة (بيت أبا) بفلسطين عام 1940م، وفي عمر الثامنة تعرض لأقسى نكسة في حياته؛ حيث كان لها أبلغ الأثر عليه، هذه النكسة هي احتلال اليهود لمسقط رأسه على إثر انتصارهم على التحالف العربي في الحرب العربية الإسرائيلية الثانية عام 1948م، وهذا الانتصار الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل.

- فقد اتخذت أسرة الطفل أحمد صالح طريق اللجوء السياسي واستقرت داخل إحدى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المملكة الأردنية الهاشمية، ثم فقد الطفل والده في سن مبكرة.

- بدأ الطفل أحمد صالح دراسته الابتدائية داخل مخيمات اللاجئين تحت ظروف قاسية، وبفضل سياسة التضامن التي كان ينتهجها الرئيس المصري جمال عبدالناصر حصل المراهق أحمد صالح على منحة للدراسة الثانوية في الأزهر بمصر؛ حيث حصل على الشهادة الثانوية.

- ثم التحق بالدراسة الجامعية في جامعة الأزهر، ولكنه انسحب من الأزهر والتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ حيث أتم دراسته وحصل على الشهادة العالمية في علوم الشريعة وأصول الدين وذلك عام 1965م.

- وفور تخرجه تعاقد مع دار الإفتاء السعودية التي كانت حديثة عهد، فأرسل إلى الصومال (مقديشيو) داعية ومدرساً في مدارس تابعة لمؤسسات إسلامية صومالية.

- ولكن وصول الرئيس محمد زياد إلى الحكم واتجاهه الماركسي أدى إلى تأميم كل المؤسسات التعليمية، وحذف التعليم الإسلامي من برنامج التعليم، ثم تضييق الخناق على حركة الدعوة الإسلامية في هذا البلد.

- عند ذلك قررت رئاسة الإفتاء نقل الشيخ إلى النيجر في سبتمبر عام 1971م، ولكن لمدة قصيرة، فقد وصلت إليه رسالة بعد أقل من ثلاثة أشهر تأمره بالانتقال إلى مدينة (بوب جولاسو) بـ(فولتا العليا) مقر عمله الجديد.

- وابتدأ العمل رسمياً يوم 12 من ديسمبر 1971م، ومن يومها وهو في بلادنا بعد أن نجح في إلغاء قرار بنقله إلى جنوب شرق آسيا (دولة ماليزيا) عام 1979م.

- وقد اشترك الشيخ أحمد صالح اشتراكا نشطا في تنظيم التعليم العربي وتطويره في (بوركينا فاسو) بوسائل متنوعة، فقد باشر التعليم وعلم أفواجاً كثيرة من شباب المسلمين، كما عمل على إرسال مئات عدة من الشباب البوركيني بمنح دراسية إلى العديد من الدول العربية، ولاسيما السعودية، وتونس، والسودان، ومصر.

- عمل على بناء أكثر من مئتي مسجد والعديد من الفصول الدراسية، وحفر آبار سطحية كثيرة.

- عمل على إيجاد كفالة لثلاثمائة ونيف من الأيتام، وتوسط لتوظيف عدد من الشباب البوركينيين الذين درسوا العربية في الدول والمؤسسات الإسلامية.

- وقد كرمته الدولة البوركينية عام 2009م بوسام شرف عال، وقد كان أصيب في آخر حياته بمرض السكر، وآلام حادة في المفاصل، وقد عاد إلى الأردن مرتين لإجراء عمليات جراحية من غير كبير نجاح، كانت هذه الأمراض سبب وفاته، والمرحوم متزوج وأب لتسعة من الأولاد، وكانت زوجته قد أقامت معه في (فولتا العليا) من عام 1971 إلى 1977م، وقد توفي الشيخ أحمد صالح في المستشفى الكبير بمدينة (بوبو جولاسو) بعد صلاة العشاء من ليلة الخميس 4 من سبتمبر عام 2013م، وصلى على جثمانه الإمام (سياكا سالو) ودفن في المقبرة العامة على طريق (ديدو غو) بعد صلاة عصر يوم الجمعة 6 سبتمبر 2013م، بحضرة جماهير من المسلمين لم يسبق له مثيل.

 

أعدها الشيخ: محمد عبدالله جالو 

داعية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك