رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 24 فبراير، 2014 0 تعليق

المشاركون في ندوة ظاهرة الإلحاد يؤكدون: عدم الدراية بالكتاب والسنة أساس تيه الشباب


نظمت اللجنة الثقافية في كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت حلقة حوارية بشأن ظاهرة الإلحاد وأثرها في التطرف.

واستضافت الحلقة عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين في نجران والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر د. ناصر الحنيني وعضو هيئة التدريس, في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعضو اللجنة العليا لمحاربة اللا دينية سعيد القحطاني.

     وقال د. وليد العلي: إن ضعف الاتباع وعدم الدراية بالكتاب والسنة هما أساس التيه والضياع للذين يتخبطون في مدار الإلحاد واللا دينية, مشيراً إلى أن الملفات الحوارية الدينية تدعو لمعرفة العلم، وبالتالي العمل وفق الكتاب والسنة لصد الأفكار الهدامة الواردة من الخارج، وكيف يعالج القرآن الكريم موجة الإلحاد بروية وتؤدة وحكمة, وكيف تكون القواعد المهمة والضوابط التي تحيط بالشباب.

من جهته أكد د. ناصر الحنيني أن صد الأفكار الإلحادية أمر عظيم؛ إذ إن الإلحاد عامل هدم ونسف للإنسانية والراحة والطمأنينة؛ حيث يهوي صاحب الفكر الملحد بنفسه نحو الهاوية والهلاك.

     وأوضح أن الملحد يعيش العذاب والقسوة الحياتية والهلاك المجتمعي والضياع الأسري؛ إذ إنه لا يهلك إلا نفسه والناس لا تدري عنه، والسفينة ماضية إلى مرساها، ومهما عمل فإنه هو الذي يعيش التعاسة الأزلية, مشيراً إلى أن التعامل مع الأفكار الملحدة يكون من خلال عرضها على عالم وفقيه يتمكن من نزعها من قلب الشاب والشابة، فضلا عن وجوب وجود قواعد شرعية علمية في قلب الفتى والفتاة لتكون عامل الصد الأول لأي فكر ملوث ولأي موجة تحاول هدم كيانه الديني.

وقال: إن من أهم تلك القواعد البحث عن الدليل عبر القانون العام {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: 111). ومناقشة الفكرة الجديدة وتفتيتها وتفكيكها حتى يعرف ما هيتها بالحجة والبرهان حتى يصل للهدف.

     وأضاف أن من القواعد المهمة لصد الأفكار الهدامة أيضا عدم الانتقال من اليقين إلى الشك، بل الانتقال من اليقين إلى اليقين، فلا يعقل أن يتحرك شخص من هدوء وراحة وسعادة إلى أضدادها، فضلا عن الإيمان والأمن والدعة, مشيرا إلى أن الإلحاد فكرة قديمة منذ النمرود بن كنعان وفرعون وغيرهما حتى المرور بالمد الفكري الملحد في الخمسينات والستينات.

     وبين أن من القواعد المهمة لصد الإلحاد كذلك أن يكون الإيمان راسخاً في قلب الشباب والفتيات، فضلا عن وجوب العلم بأن أصل الوجود في هذه الدنيا هو عبادة الله عز وجل وعدم الدخول في جدال مع أي ملحد بلا علم أو معرفة دينية وتصور واضح راسخ بقواعد الإسلام العامة.

     ويؤكد الحنيني أن من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب عدم الصدق مع النفس أولا، فضلا عن عدم الصدق مع الآخرين وهذا يجعله يأخذ أي فكرة كيفما كانت فقط لإرضاء النفس وهواها, كما أن التناقض مع الفطرة السليمة والسنة الكونية يجعل الشخص فريسة سهلة لكل ناعق، في حين أن الإيمان بالقضاء والقدر يكفي المرء عناء التفكير السيئ ويخلصه من كل المساوئ النفسية.

وقال: إن من أهم قواعد صد الفكر الإلحادي قطع دابر الشبهات وعدم فتح الباب لها، بل على المرء توطين النفس ونبذ الإمعية والانخراط في التيارات من دون وعي والاعتداد بالنفس.

     من جهته يشير د. سعيد القحطاني إلى أن التشكيك وكثرته يوقع الإنسان في الضياع والسفسطة والغوغائية، بل إن المشكك يقع في تكذيب الحواس، وبالتالي يهدم جميع القوانين الكونية وحتى النظريات العلمية, وفي النهاية فإن الشك زعزعة لكل شيء, واليقين لا يزول بالشك.

وأضاف أن الملحد يتهم المؤمن بعدم استعمال عقله والعكس هو الصحيح؛ إذ إن المنطق والعقل يؤكدان أن الكون والدنيا مدار سؤالهما {أم خُلقوا من غير شئٍ أم هم الخالقون }(الطور: 35). وأن المنطق يقول لكل فعل فاعل وهو من بديهيات العقل وأن من المسلمات أن لكل محدث حادثاً.

     وقال: إن ثلاثي علم المنطق والفلسفة أرسطو وأفلاطون وسقراط أكدوا وجود خالق للكون، وبهذا يكون المشكك والملحد قد ناقض العقل والنقل في باب إثبات الخالق، مبينا أنه حتى المشككين من الشباب الذين وقعوا في دوامات الإلحاد كانت أفكارهم بسيطة وسخيفة تستطيع الإجابة عنها بأبسط الأمور، لكنهم وقعوا في الشك؛ لأنهم يجهلون، ولو أنهم علموا الكتاب والسنة أو حتى المنطق الفكري لزال شكهم.

     وبين القحطاني أنه يستحيل عقلا أن يُوجِدَ العدمُ شيئاً منظما أو حتى التصديق بنظرية الانفجار الكوني أو أنه ليس هناك حاجة لخالق, مشيرا إلى أن قضايا الإلحاد ليست جديدة، بل هي قديمة متكررة لكن لها في كل زمان لون وثوب جديد, بل إن بعض الملاحدة يؤكدون أن النظام الكوني الدقيق الثابت هو أكبر معضلة تقف أمامهم لإثبات فكرة الإلحاد ويزيد التعقيد لديهم لبث فكرهم السيئ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك