رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 22 يونيو، 2010 0 تعليق

المسلمون هم من يحترق بلهيبها -المواجهات العرقية في قرغيزستان كارثة إنسانية والعالم يتفرج

 أعلنت الحكومة القرغيزية المؤقتة الحداد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الاشتباكات العرقية التي شهدتها المناطق الجنوبية منذ الجمعة الماضي. من جانب آخر أعلن (الصليب الأحمر) الدولي أن مئات القتلى سقطوا نتيجةَ الاشتباكات، في حين بلغ العدد الرسمي للضحايا أكثر من 2000 قتيل حتى الآن، وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن ربع مليون شخص فروا من منازلهم في جنوب قرغيزيا بسبب المواجهات العرقية بين الأوزبك والقرغيز.

 

ويمثل المسلمون الأغلبية في جمهورية قرغيزيا، وقد أظهرت الأحداث أن التدخلات الدولية والتنافس الروسي الأمريكي اللذين يملكان قواعد عسكرية في هذه الجمهورية هي التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق كرمان بك باكييف، وقد تمكنت روسيا إيقاف المواجهات بين باكييف والحكومة المؤقتة وتم إخراجه من البلاد، ولكن يبدو أن إسقاط تلك الحكومة ترك جراحات عرقية وقومية لم تكن بحسبان القوة الخارجية، وأدركوا أن حل هذه المشكلات القومية عن طريق الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية لم تعد مأمونة العواقب؛ ولذلك نجد أن روسيا تتصرف بحذر شديد في التعامل مع الأحداث الجارية في هذه الجمهورية السوفييتية السابقة؛ لتجنب الانغماس في نزاع لا تعرف عواقبه، وطلبت قرغيزستان بعد يومين من بداية الاضطرابات مساعدة عسكرية من روسيا لإعادة الأمن لكن روسيا رفضت الطلب.

ويقول المحللون: إن روسيا ترى أن لنفوذها في قرغيزستان ثمنا ويمكن أن يكون هدية مسمومة، وسواء كان تدخلها عسكريا أم أقل حجما في النزاع، يمكن أن تنجم عنه في الواقع عواقب كبيرة في السنوات المقبلة.

وعليه فإن العالم الإسلامي مطالب بأن يكون له تحرك قوي لحقن دماء المسلمين في هذه الجمهورية الإسلامية ومطالبة القوى الدولية المؤثرة ببذل جهد أكبر لإيقاف حمام الدم، حتى لا ينتقل إلى الجمهوريات المجاورة الذين توجد فيها هذه العرقيات نفسها، وعلى منظمة المؤتمر الإسلامي أن تسارع الخطى لمساعدة المتضررين وبالتعاون مع الهيئات والجمعيات الخيرية الإسلامية؛ حتى يدرك هؤلاء أن هناك اهتماما إسلاميا بمحنتهم وأن إخوانهم لم ينسوهم.

جمهورية قرغيزستان

قرغيزستان جمهورية من جمهوريات السوفيتية السابقة، تقع في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى، وتشترك حدودها الشرقية مع إقليم تركستان الشرقية، وهو حالياً يتبع جمهورية الصين الشعبية، وتحدها من الشمال جمهورية كازاخستان، ومن الغرب جمهورية أوزبكستان، ومن الجنوب الغربي جمهورية طاجكستان، وتحيط بكل حدود قرغيزيا بلدان ذات غالبية إسلامية، واستقلت عن الاتحاد السوفييتي في أواخر 1991.

وحكم السوفييت المنطقة في 1918، وفي 1926 أصبحت الجمهورية القرغيزية الفدرالية الاشتراكية، وفي 5 ديسمبر 1936 أصبحت الجمهورية القرغيزية الاشتراكية السوفييتية إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي. وفي أوائل التسعينيات بدأت تغيرات في سياسة قرغيزستان؛ حيث وقعت في أغسطس 1990 مشكلات بين سكان ولاية (أوش الأوزبك) و(القرغيز) طوال شهرين، وفي أكتوبر فاز عسكر آكاييف في الانتخابات الرئاسية، وفي 31 أغسطس 1991، استقلت عن الاتحاد السوفييتي، واستمرت رئاسة آكاييف حتى 2005، حين هرب إلى روسيا بعد معارضات وصراعات كبيرة في العاصمة، وجاء بعده الرئيس كرمان بك باكييف.

وفي شهر أبريل الماضي حصلت العصيان المدني الذي نشأ في العديد من مدن قرغيزستان، وكان السبب الرئيس لهذه الاحتجاجات هو الاستياء الشعبي من الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف؛ حيث قام المتظاهرون بالانقلاب على الحكومة القرغيزية في مدينة تالاسيوم بعد أن سيطرت الشرطة القرغيزية على العاصمة (بشكيك)، وقد خلف هذا الانقلاب 74 قتيلا واصابة 500 شخص.

وعرض باكييف على المعارضة التي أطاحت به أن يقدم استقالته مقابل ضمان سلامته وسلامة أقاربه، غير أن رئيسة الحكومة المؤقتة (روزا أوتونباييفا) قالت إنه: «يجب أن يحاكم للاشتباه في دوره بقتل عشرات من المتظاهرين». لكن في النهاية تمكن من الخروج من مدينة (أوش) إلى جمهورية كازخستان المجاورة بعد وساطات قام بها رؤساء كل من أمريكا وروسيا وكازخستان.

يبلغ عدد سكان (قرغيزستان) قرابة 6 ملايين (2007) 57% منهم قرغيز، 5.5% منهم أوزبك (أكثرهم في الجنوب)، و9% منهم روسيون (أكثرهم في الشمال)، إلى جانب أقلية من التتار, mالشمال أغنى من الجنوب, وقد تناقص عدد المسلمين نتيجة تهجير القرغيز إلى سيبيريا، وبسبب المجاعات والاضطهاد الذي تعرضوا له قبل الحرب العالمية الثانية، و80% من القرغيز هم من المسلمين السنة ويتبعون المذهب الحنفي، و18% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الروسية و2% أتباع ديانات أخرى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X