رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 24 أغسطس، 2017 0 تعليق

المسجد الأقصى بين الحقيقة والتأريخ(3) المزورون لتاريخ القدس يصرون على نشر أكاذيبهم وشبهاتهم

 

زعم بعض المستشرقين من اليهود بأن المسجد الأقصى ليس هو مسجد القدس، وأول من كتب ذلك (بوهل) - المستشرق اليهودي؛ الذي كتب مادة (القدس في الموسوعة الإسلامية) «أن ما حدث للرسول -صلى الله عليه وسلم - في رحلته إلى بيت المقدس يدخل في باب الرؤية والكشف، ورجح أن الرسول محمداً -صلى الله عليه وسلم - ربما فهم منذ البداية أن المسجد المذكور في الآية الكريمة إنما هو مكان في السماء، وليس المسجد الذي بني فيما بعد في مدينة بيت المقدس».

     وكرر هذه الأكذوبة الباحث اليهودي إسحق حسون في مقدمة تحقيقه لكتاب: (فضائل البيت المقدس) لأبي بكر محمد بن أحمد الواسطي، الذي قامت بطباعته الجامعة العبرية في القدس باللغة العربية ما يأتي: «كانت ثمة اتجاهات لتعظيم حرمة مكة والمدينة، والتقليل من حرمة القدس، وأن علماء المسلمين لم يتفقوا جميعاً على أن المسجد الأقصى هو مسجد القدس؛ إذ رأى بعضهم أنه مسجد في السماء، يقع مباشرة فوق القدس أو مكة»، وهو يستعين في هذا الصدد بأقوال كاتب فرنسي هو (ديمومين)، حاول من خلاله التمييز بين القدس السماوي، والقدس السفلي!

ادعاء كاذب

     هذا الزعم مما ادعاه اليهود في بحوثهم ودراساتهم، وبعض الفرق الباطنية في مراجعهم وتفاسيرهم وسيرهم وأدبياتهم، ودللوا على ذلك بنصوص واهية موضوعة لا تصح سنداً ولا متناً، وتلقف تلك الأقوال كل من أراد أن يشكك في مكانة المسجد الأقصى والقدس والأرض المباركة، من باحثين يهود، ومستشرقين غربيين، وكتّاب وإعلاميين تبنوا وجهة نظر اليهود؛ ليقولوا كلمتهم جميعاً: إن المسجد الأقصى ليس هو مسجد القدس الذي أُسري بخاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم - إليه، بل هو مسجد آخر، بعضهم قال في السماء، وبعضهم في الطائف وغيرها من الأماكن! للتدليل على مركزية القدس في التصورات اليهودية، وإثبات مكانتها الثانوية في العقيدة الإسلامية.

اعتقادات باطلة

     وخرج علينا كذلك القاديانيون -فرقة باطنية ضالة- بقدسية (قاديان) في الهند؛ إذ يعتقدون بأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان، وليس الذي في بيت المقدس؛ فقد جاء في صحيفة (الفضل) القاديانية: «لقد قدس الله هذه المقامات الثلاث: مكة، والمدينة، وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته».

ولم يكتَف المشككون بتلك المزاعم، بل كتب أحدهم مقالاً بعنوان: (المسجد الأقصى هو: المسجد النبوي)، حاول فيه إبعاد المسجد الأقصى عن أي فضيلة، وأنه لم يكن للمسجد الأقصى وجود قبل عمارة عبد الملك.

الإصرار على نشر الأكاذيب

     على الرغم أن دلائل اعتناء المسلمين بالقدس والمسجد الأقصى من نواح عدة كثيرة واضحة جلية، بدءاً من حرص المسلمين على فتح تلك الأرض المباركة، وشد الرحال للصلاة في مسجدها الأقصى، والسكن في أرض بيت المقدس، والحماية من الأعداء عبر القرون، والتأليف والتصنيف في فضائله ومكانته عند المسلمين وفي الشرع الإسلامي، وكذلك في تاريخه ومروراً بما ذكره الرحالة الذين زاروا القدس والمسجد الأقصى المبارك، إلا أن المزورين لتاريخ القدس يصرون على نشر أكاذيبهم وشبهاتهم!

      فمنذ أن تـنزلت سورة الإسراء وإلى يومنا هذا، وما فسرت به الآية القرآنية وما أخذ به المسلمون في تفسيراتهم، ولم نسمع أو نقرأ أي تصور للرسول -صلى الله عليه وسلم - أو لصحابته والتابعين من بعدهم بأن المسجد الأقصى مجرد مسجد في الطائف أو في السماء؛ فالكل متفق على أنه مسجد القدس وفي مدينة القدس على وجه التحديد، وأجمع المفسرون بفضل المسجد الأقصى، ولم يقتصروا على آية الإسراء الأولى فيما يتعلق بمكانة القدس والمسجد الأقصى، بل جمعوا إلى هذه الآية التي لا خلاف على دلالتها آيات قرآنية أخرى»، كيف هو في السماء، ومضاعف للمسلمين أجر الصلاة فيه، وقد شد الصحابة الكرام الرحال إليه، وهو مقام الطائفة المنصورة، وعقر دار المؤمنين، وأرض المحشر والمنشر؟!

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك