رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 14 نوفمبر، 2022 0 تعليق

المرأة والسرة – 1154

إن لم تستطع أن تجاهد بالسيف والدرع فاخدم رسول الله -  صلى الله عليه وسلم - والإسلام بعلمك  - أمهات صنعن أبطالا

     كان زيد بن ثابت - رضي الله عنه - طفلاً صغيرًا، واشتاقت نفسه للجهاد، وهو بعدُ ابن ثلاثة عشر عامًا، وحين حاول أن يخرج للحرب في بدر، ردَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بسبب صغر سنه، وعندها رجع إلى البيت يبكي؛ بسبب عدم مشاركته المسلمين في الجهاد، ورأته أمه على هذه الحال لم تطيب خاطره بكلمات وكفى، فإنها كانت تدرك بعمق مواهبه وإمكاناته؛ فلفتت نظره إليها، وقالت له: إن لم يكن باستطاعتك أن تجاهد بالسيف والدرع كما يفعل المجاهدون في المعركة، فباستطاعتك أن تخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإسلام بالعلم الذي عندك.

     لقد كانت القراءة والكتابة مَزِية لدى زيد - رضي الله عنه -، فوق أنه يحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، وهذا مجال يتفوق فيه على غيره، وهكذا استطاعت الأم الواعية الفاهمة أن تفتح لصغيرها بابًا آخر، بعد ما أُغلق أمامه باب الجهاد مؤقتًا.

     وحين ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرضت عليه إمكانات ولدها، وما يمتلكه في غير مجال الجهاد والحرب، اختبره - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه، ولما علم قدراته وطاقاته قال له: «اذهب فتعلَّم لغة اليهود؛ فإني -والله- ما آمنهم على كتابي»، فذهب زيد - رضي الله عنه - وتعلم لغة اليهود وأتقنها في أقل من سبع عشرة ليلة!.

     وبعد ذلك جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كَتَبَة الوحي، وكفاه شرفًا بذلك، حتى إنه بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوكل إليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - مهمة جمع القرآن، وكان عمره وقتئِذٍ ثلاثًا وعشرين سنة.

فلكم نبغ ذلك الطفل! ولكم أفاد الأمة الإسلامية! وكان ذلك ثمرة أمٍّ مسلمة استطاعت أن تهب الأمة أعظم ثروة، فتُرى كم يكون أجرها ومكافأتها عند الله؟

المرأة المسلمة والموضة

      انتشرت أحدث خطوط الموضة في التبرج والسفور في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية والمجلات المختلفة؛ فلا عجب أن المرأة تعيش اليوم عصرا صارت الموضة فيه فنا، ومع الأسف فنا للسفور والتبرج، إلا من رحم ربي من نسائنا وبناتنا العفيفات؛ فكشف مفاتن المرأة لإبراز أنوثتها وجمالها هو ما يستميت فيه أعداء الله لفتنة المرأة المسلمة وإغرائها، حتى الحجاب أصبح لا يرتبط بأدنى صلة بالحجاب الشرعي الذي تجهل شروطه الشرعية الكثيرات من النساء الغافلات، والمرأة المحجبة حجابًا شرعيا صحيحًا هي من يحبها الله -تعالى-؛ لطاعتها له وخشيتها منه؛ فهي لا تستمع لخفافيش الظلام من النساء والرجال من خطباء الفتنة وأنصارها، وهم في كل عصر، ومهمتهم هي إغواء المرأة وتزيين التبرج لها حتى تشعر بأنه أمر طبيعي لا معصية فيه.

طاعة الزوجة لزوجها ليس إذلالاً لها

      إن من المفاهيم (الزوجية) التي اختلط فيها الأمر بين واقع الحقيقة ورغبات النفس وهواها مفهوم (الطاعة)، وقد جاءت الشريعة بما فيها من أحكام وأوامر لكرامة الإنسان وإعزازه متى ما تمسّك بها على الحقيقة، وطاعة المرأة لزوجها أمارة صلاحها، وليس كما يدعي بعض الناس أنها قهر وإذلال لها؛ فإن الله قد وصف الصالحات بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، قال ابن عباس: «قانتات» يعني مطيعات لأزواجهنّ، وتأملي - ابنتى وأختى في الله - أن الله قال «قانتات» ولم يقل «طائعات»؛ وذلك لأن القنوت هو شدّة الطاعة التي ليس معها معصية، وهي طاعة فيها معنى السكون والاستقرار للأمر، وليست هي طاعة القهر، فإن المقهور لا يُقال له «قانت» لمن قهره؛ مما يدلّ على أنه ينبغي على الزوجة أن تطيع زوجها وهي راضية بأمره، وعلى الزوج أن يأمرها بما يكون له فيها عون على أن تقبل أمره بسكون وحب واستقرار.

نصائح للمخطوبات الجديدات

      تعد الخطوبة فترة زمنية لتهيئة العروسين للنقلة الجذرية التي تجعلهم يستمرون بحياتهم معًا إلى الأبد، وحتى لا تضيع هذه الأيام الجميلة بالأحلام والأوهام وعدم إدراك مدى حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الزوجين إليك هذه النصائح:

-  احرصي على الالتزام بالآداب الشرعية فترة الخطوبة ولا تتساهلي فيها بأي حال من الأحوال.

حافظي على جوهركِ قبل عنايتكِ بمظهركِ؛ فهو أساس شخصيتك.

عليكِ أن تعي المسؤوليات التي ستتحملينها بعد الزواج حتى تكوني زوجةً وأما صالحة.

أظهري محبتكِ لأهل زوجكِ بشتى الطرائق حتى يُبادلوكِ هذه المشاعر النبيلة.

 

كوني قدوة حتى تكوني مؤثرة

     من أساسيات نجاح الأسرة، تحقيق الالتزام الديني، ومراعاة حقوق الله في كل صغيرةٍ وكبيرة، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت الزوجة نموذجًا للمؤمنة الصالحة، لتكون قدوة في بيتها، ويكون تأثيرها قويا وفاعلاً؛ لأنه من الصعب أن يستمع إليك أفراد أسرتك دون أن تقدمي لهم النموذج الحقيقي من الأخلاق والالتزام.

 

نصائح عامة لتجنب مشكلات تربية الأولاد

     تشير جميع الدراسات التربوية إلى أن العلاقة مشتركة بين الوالدين والأولاد لتجنب مشكلات تربيتهم، إلا أن النصيب الأكبر يقع على عاتق الوالدين؛ لذلك يجب اتباع النصائح الآتية؛ لتجنب مشكلات تربية الأولاد في فترة المراهقة:

- اكتشاف الإيجابيات في الأولاد ودعمها في فترة المراهقة.

- تعبير الوالدين عن الحب للأولاد في هذه المرحلة.

- الحوار، والإنصات، وعدم التوبيخ المستمر، والمصارحة، والمشاركة، والمساندة، والتواصل الإيجابي، كلها أمور متنوعة لحل مشكلات تربية الأبناء.

- تحفيز الأولاد على تحمل المسؤولية بمختلف أنواعها؛ ما يدعم ثقتهم في أنفسهم بدرجة كبيرة.

- إعطاء الأولاد فرصة للتعبير عن آرائهم في فترة المراهقة.

- احترام الأولاد وتقدير خصوصيتهم، وكذلك الابتعاد عما يضايقهم في هذه المرحلة.

- الدعم الفعلي من الوالدين للأولاد، لتحقيق أهدافهم البعيدة.

- تجنب الوالدين للإيحاءات، سواء اللفظية أم التعبيرية السيئة عند التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة.

- مراعاة تأثير الآخرين على الأولاد ولا سيما الأصدقاء، وكذلك التعامل بحكمة وصبر في المواقف المختلفة التي قد يتعرضون لها في فترة المراهقة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك