رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 17 مارس، 2025 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1256

خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان

ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذه الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويُباعدها عن النار، وذلك بطاعة الله -تعالى- والبعد عن معاصيه، وحتى تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها ما يلي:
  • عدم الخروج من البيت إلا لضرورة، إما لطاعة لله مُحققة، أو لحاجة لابد منها.
  • تجنب ارتياد الأسواق ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان.
  • تجنب الزيارات التي ليس لها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس.
  • تجنب مجالس السوء، وهيَ مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين.
  • تجنب تضييع الأوقات في المسابقات وحل الفوازير ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وتتبع القنوات الفضائية.
  • تجنب السهر إلى الفجر؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
  • الحذر من تضييع الأوقات في إعداد الطعام وتجهيزه.
  • الحذر من تضييع الأوقات في المكالمات الهاتفية، فإنها وسيلة ضعفاء الإيمان في كسر حدة الجوع والعطش، ولو أقبل هؤلاء على كتاب الله تلاوة ومدارسة لكان خيراً لهم.
  • الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات والوقوع في المحرمات.
 

همّ المرأة في رمضان

يجب على المرأة المسلمة ألا يكون همها في شهر رمضان مقتصرًا على النوم الطويل، والتفنن في المآكل والمشارب، بل يجب عليها أن تجعل رمضان منطلقاً لأعمال الخير المتعددة، ولتجديد دورها الرائد في الحياة كلها من قراءة للقرآن، وذكر ودعاء وتربية ودعوة إلى الخير، وأن تستثمر أوقات هذا الشهر الفضيل فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويبعدها عن النار، وذلك بطاعة الله -تعالى- والبعد عن معاصيه.

 

رمضان والتربية الاستهلاكية

       شهر رمضان فرصة لتحقيق ترشيد أفضل، ولتوسيع وعاء الفائض الممكن في ميزانية الأسرة، ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة القرآنية المعروفة: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (الأعراف: 31)، هذه القاعدة هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والمستوى العام، وقد أكدّ باحثون أن فوضى الاستهلاك تبرز بوضوح، حينما تبدأ الزوجة بعرض نفقاتها لتكون نفقات من السلع والمواد الغذائية التي تبتلع الدخل الشهري بأكمله؛ لذلك فإن مفتاح حل الأزمات الحقيقي إنما يكمن في التربية الاستهلاكية، فشهر رمضان الأصل أن يكون محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهرًا واحدًا، يفهم الإنسان أنَّ بإمكانه أن يعيش بإلغاء استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم، إن شهر رمضان محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي الذي أجمع العلماء الاجتماعيون والنفسيون أنه يعد حالة مرضية يجب التخلص منها.  

رمضان نعمةٌ يجب أن تشكر

        أختي الكريمة: إن شهر رمضان من أعظم نعم الله -تعالى- على عباده المؤمنين، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وتغفر فيه الذنوب والسيئات، وتضاعف فيه الأجور والدرجات، ويعتق الله فيه عباده من النيران، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسُلْسِلت الشياطين». وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال -تعالى- في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها، فيستجاب له»، وفيه ليلة القدر، قال -تعالى-: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}(القدر:3). فيا أختي المسلمة، هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم، وهي تبين عظم نعمة الله -تعالى- عليك بأن آثرك على غيرك وهيأك لصيامه وقيامه، فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر، وهم الآن بين أطباق الثرى مجندلين في قبورهم! فاشكري الله - أختي المسلمة - على هذه النعمة، ولا تقابليها بالمعاصي والسيئات فتزول.  

دور الأبوين ومسؤوليتهما في شهر رمضان

في هذه الأيام المباركة لابد أن يكون للأب والأم دور في استغلال هذا الأمر، ويمكن أن نوصي الأبوين بما يلي: (1) متابعة صيام الأولاد والحث عليه لمن قصَّر منهم في حقه. (2) تذكير الأبناء بحقيقة الصيام، وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب، وإنما هو طريق لتحصيل التقوى. (3) تعليمهم آداب الطعام من حيث الأكل باليمين ومما يليهم، وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم. (4) التذكير بحال الفقراء والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم. (5) في هذه الاجتماعات مناسبة لاجتماع الأقرباء وصلة الأرحام، وما زالت هذه العادة موجودة في الكثير من البلدان، فهي فرصة للمصالحة وصلة الرحم المقطوعة. (6) إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها، وكذا في رفع المائدة وحفظ الطعام الصالح للأكل. (7) تذكيرهم بصلاة القيام والاستعداد لها بالتقليل من الطعام وبالتجهز قبل وقت كافٍ لأدائها في المسجد. (8) بالنسبة للسحور يُذكِّر الأبوان ببركة السحور وأنه يقوي الإنسان على الصيام. (9) الاهتمام بصلاة الفجر في وقتها جماعة في المسجد للمكلفين بها، وقد رأينا كثيرًا من الناس يستيقظون آخر الليل لتناول الطعام ثم يرجعون إلى فرشهم تاركين صلاة الفجر. (10) قد يوجد في البيت أولاد صغار وهم بحاجة للتشجيع على الصيام، فعلى الأب أن يحثهم على السحور، ويُشجعهم على الصيام بالثناء والجوائز لمن أتم صيام الشهر أو نصفه.. وهكذا.  

بعض أخطاء النساء في رمضان

- مما يتساهل فيه بعض النساء الخروج إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر والتطيب، مع ما في ذلك من أسباب الفتنة والإثم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة». - فتور بعض النساء عن العبادة حال الحيض والنفاس، فتظن أنها في رخصة من كل أنواع العبادة التي تقربها إلى الله -جل وعلا-، مع أنه يمكن للحائض أن تؤدي كثيرًا من الطاعات حال حيضها كالمداومة على الذكر والدعاء، والصدقة، وقراءة الكتب النافعة، والتفقه في الدين، بل لها أن تقرأ القرآن على القول الصحيح دون مس للمصحف. - الانشغال في العشر الأواخر من رمضان بالتجهيز للعيد، والتجوال في الأسواق ومحلات الخياطة لشراء الملابس، وهو خلاف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X