المرأة والأسرة – 1237
النموذج النبوي الشريف في التربية
المسلمون في كلِّ زمان ومكان محتاجون إلى استدعاء النموذج النبوي الشريف؛ ليقتدوا به في تعليم أبنائهم ورجالهم ومجتمعاتهم، وتربيتهم التربية الصالحة التي تمكّنهم في الأرض، والعزة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، والفوز برضا الله في كلِّ الأحوال {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21).
كيف تحببين أبناءك في الصحابة؟
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم أفضل الخلق من بعده، هم منارة الهدى وأعلام التقى، وهم السبب الأصيل في وصول الإسلام إلينا كما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهم قدوة في الاتباع، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، ومن حقهم علينا أن نعرِّف أبناءنا بهم ونحببهم إليهم، وإليك بعض الأساليب المفيدة لنحبب أبناءنا وبناتنا في الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين:- إذا كان الابن أو الابنة يحملان اسم صحابي أو صحابية، فاحك لهما قصتهما وبعض مآثرهما.
- اطلب منه أن يقوم بِعدِّ أسماء الطلاب في صفه أو أبناء الجيران الذين يحملون أسماء صحابة.
- من الجميل أن تجتمع العائلة أسبوعيا، وتختار (شخصية الأسبوع)، على أن تكون مرة من الصحابة الذكور، ومرة من الإناث، وتختار بعض القصص المذكورة عنهم، وذكر مآثرهم وعمل مكافأة لمن يطبق هذه الأخلاق.
- عمل مسابقة (أين دفن هذا الصحابي؟) فالصحابة قد انتشروا في أرجاء المعمورة، ومعظم البلاد الإسلامية تضم في أحضانها رفات بعض الصحابة الكرام.
- إطلاق كنية على الأبناء مرتبطة باسم أحد الصحابة يغرس في قلب الطفل حب الصحابي وهو صغير، سواء من الذكور أم الإناث .
- الكثير من الشوارع والمدارس سميت على أسماء بعض الصحابة الكرام، فمن الجميل عندما نمر بإحداها أن نتعرف على ذلك الصحابي، وأن نطلب من الأبناء البحث عن سيرة ذلك الصحابي، وأن نجعل على ذلك مكافأة .
- عود ابنك على مشاهدة كتب السير التي تتحدث عن حياة الصحابة، وتدرج معهم في ذلك من الكتب السهلة البسيطة وحتى الكتب الكبيرة.
ابدؤوا بأنفسكم
من أفضل وسائل ترسيخ ثقافة الاعتذار في نفوس الصغار، أن يبدأ الكبار بذلك، فمن الحكمة أن يعتذر الأب أو الأم أمام الأولاد، إذا وقع أي منهما في خطأ، بل إن الوالدين إذا أخطأ أي منهما في حق أبنائهما، فمن الواجب أن يبادر بالاعتذار، فهذا أفضل أسلوب لتعزيز ذلك الخلق لديهم، الذي يرادف التواضع، علينا بوصفنا مربين، أبًا أو أما، أن نعلم أبناءنا ثقافة الاعتذار عن الخطأ، كذلك أن نعلمهم ونربيهم على قبول الاعتذار من باب التسامح والعفو، الأمر الذي يحفظ روابط المودة والأخوة، ويقوي من تماسك الأسر والمجتمعات.
من مهام المرأة المسلمة في بيتها- أسسي بيتك على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقد عُقد الزواج أساسًا على ذلك.
- استحضري النية في كل عملٍ تقومين به داخل بيتك «إنما الأعمال بالنيات».
- ابذلي أقصى ما تستطيعين من جهدٍ؛ فإن الله سيجزيك أضعافًا مضاعفة جنةً فيها ما لا عينُ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر.
- سمعك وبصرك وعقلك وبدنك وعواطفك وأولادك كلها أمانات ستحاسبين عليها؛ فاجعليها في طاعة الله.
- تذكري ما أنت فيه من نعمة (زوج، وبيت، وأولاد) وتذكري كم من امرأةٍ حُرمت الزوج والأولاد! فاحمدي الله على هذه النعم يزدها لكِ.
- وأخيرًا .. أختي الحبيبة، كوني كالنحلة تقع فلا تُكسر، وتأكل فلا تفسد، ولا تضع إلا طيبًا، فبيتك هو حديقة أزهارك التي تشرح الصدر وتثمر الخير، فليكن بيتك بيتًا ربانيا بيت قدوة في مظهره ومخبره لتستقيم الحياة على كتاب الله وهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم .
رسالة الأمَّة في الأرض
قال الله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة:143)، يقول المفسرون في هذه الآية: إن القرآن الكريم يحدث الأمة كلها (رجالاً ونساءً) عن دورها ورسالتها الأولى والأخيرة في هذا الكون، وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض، وعن مكانها العظيم في هذه البشرية، وعن دورها الأساسي في حياة الناس، ويقتضي هذا أن تستمع إلى ربها الذي اصطفاها لهذا الأمر العظيم، وأن تنصت إلى رسولها النبي المختار والرحمة المهداة والسراج المنير، فتستضيء به، فهو رائدها وهو حاديها وهو قائدها وهو زعيمها وهو قدوتها، بل والرسول المختار من رب العالمين مالك هذا الكون إلى البشرية كلها، وهو الشهيد على الشهداء يوم القيامة؛ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقاموا بأداء الأمانة التي ائتمنهم الله عليها، وبالواجب الذي افترضه الله عليهم، ألا وهو تبليغ هذا الحق كاملاً وقدوة حسنة في الالتزام والصدق إلى البشرية كلها.من الأخطاء الشائعة عند تربية الأبناء
من الأخطاء الشائعة لبعض الآباء والأمهات، ضرب الأبناء وتعنيفهم عند عدم تنفيذ ما يطلب منهم أو عند الخروج عن حدود الأدب، ولكن مع اعتياد الضرب فإن الأبناء لا يتأثرون به، ويصبح بالنسبة إليهم شيئا عاديا، كذلك قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى التدليل الزائد للأبناء، ولكن يجب أن يكون هناك توازن، فيجب إعطاء الأبناء الحب والحنان والأمان أيضًا ولكن يتم كل هذا بتوازن محسوب.من أجل ترسيخ ثقافة الاعتذار في نفوس أبنائنا
من أجل ترسيخ هذا الخلق الكريم لدى الأبناء، ينصح خبراء التربية، بالآتي:- أولاً: عدم تسويغ الخطأ، وتقديم المسوغات الواهية، وإلقاء المسؤولية على الآخرين للتهرب من تحمل أعباء ذلك الخطأ.
- ثانيًا: سرعة تقديم الاعتذار تنهي الخلاف سريعًا، بينما التباطؤ في ذلك يزيد المشكلة، ويعمق الكراهية في نفس من أخطأت في حقه.
- ثالثًا: عدم التلاعب بالكلمات، وتقديم الاعتذار بطريقة واضحة وصريحة.
- رابعًا: اختيار الوقت والمكان المناسبين للاعتذار.
- خامسًا: الاعتذار أمام الملأ إذا كان الخطأ على مرأى من الجميع.
- سادسًا: من الممكن إرفاق الاعتذار بهدية، أو قبلة على الرأس.
لاتوجد تعليقات