رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 10 سبتمبر، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة -1233

التربية  على التوحيد مسؤولية عظيمة

إنّ تربية الأبناء على عقيدة التوحيد مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الأسرة، وهي استثمار في مستقبل الأمة؛ لأنّ بتربية أجيال مؤمنة ومتمسكة بدينها، نضمن مستقبلاً زاهراً لأمتنا.

توجيهات قرآنية للمرأة المسلمة

       مِن جملة التوجيهات التي أحاط الله -جل وعلا- بها بيت نبيِّه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بمزيد الرعاية والعناية: ما حفلت به سورة الأحزاب؛ حيث قول ربنا -سبحانه وتعالى-: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). فهذه آدابٌ أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبعٌ لهن في ذلك، وقوله -تعالى- {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}؛ لأن التقوى هي المنطلق، أول تلك الوصايا بعد التقوى ألا يخضعن بالقول {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن الرجال حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا تَغَنُّج؛ إذ لا يحل للمرأة أن تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها، وذلك قوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32).

صحابيات في غزوة أحد ... صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها

      عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم أحُدٍ أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تُشْرِفَ على القتلى، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: المرأة، المرأة، فتوسمْتُ (تبيّن لي بالفراسة والنظر) أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فلَدَمَتْ (دفعتني) في صدري، وكانت امرأة جلْدَةً (صلبة وقويّة النفس)، قالت: إليك لا أرض لك، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزَمَ عليك (يأمرك ألا تذهبي)، فوَقَفَت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئتُ بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله فكفّنوه فيهما، فجئنا بالثوبين لنكفّن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجلٌ من الأنصار قتيل قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحمزة، فوجدنا غضاضة (عيبًا) وحياءً أن نكفّن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقْرَعْنَا بينهما فكفّنّا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له». رواه أحمد وصححه الألباني.

معالم تربية الأولاد على عقيدة التوحيد

       من المهام الأساسية للمرأة المسلمة مع أولادها تربيتهم على عقيدة التوحيد منذ الصغر، فهي بذلك تُرسّخ في نفوسهم الإيمان القوي بالله وتحميهم من الضلال والانحراف والوقوع في الشرك بالله، وفي الوقت نفسه تُنتج شخصياتٍ متوازنة وقوية ومستقلة، وتتلخص معالم تربية الأولاد على عقيدة التوحيد في النقاط التالية:
  • تصحيح النية
فالنية الصالحة بداية كل خير وسبب كل رشد، بعد توفيق الله-سبحانه وتعالى-، وطلب الذرية الصالحة التي توحد الله -تعالى- مطلب يتوخاه المسلمون بالإكثار من الدعاء والابتهال إلى الله -تعالى- كما في دعوة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).
  • الاجتهاد في الدعاء
وذلك بأن يهدي الله الولد إلى صراطه المستقيم وهديه القويم، فيوحد الله ولا يشرك به شيئا، وهذا منهج النبيين، فهذا إبراهيم الخليل- عليه الصلاة والسلام- قال الله -تعالى- عنه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} (إبراهيم: 35).
  • تلقين الولد مبادئ التوحيد
لابد من تعليم الأبناء وتدريبهم على نطق الشهادتين، وإفهامهم معناهما بحسب مداركهم العقلية وقدراتهم الفكرية، ويبصرون بالأصول الثلاثة وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه- -صلى الله عليه وسلم - في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب الملائم إلى عقله ونفسه.
  • القدوة الحسنة
الأب والأم هما القدوة الأولى للأبناء؛ لذلك يجب عليهما أن يكونا قدوة حسنة في تطبيق أحكام الدين والالتزام بتعاليمه وتوحيد الخالق -سبحانه.
  • القصص القرآني
القصص القرآني وقصص الأنبياء والصحابة وسيلة فعالة لترسيخ العقيدة في نفوس الأطفال، فهي تحفز الإيمان في قلوبهم وتقربهم من الدين.
  • الصلاة في جماعة
تعويد الأطفال على الصلاة في جماعة مع الأهل يعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمع المؤمنين.  

أهمية تعليم الأطفال الطهارة منذ الصغر

        تُعدّ الطهارة ركنًا أساسيًّا في الإسلام، وتربية الأطفال عليها مُنذ الصغر تزرع فيهم قِيَم النظافة، وتقربهم إلى الله -سبحانه تعالى-، الذي حثّ المسلم على نظافته ونظافة كل ما حوله حتى شاع بين المسلمين جميعًا جملة (النظافة من الإيمان)، والأطفال يتعلمون النّظافة من خلال تدريبهم على الوضوء الذي هو عادة يومية عائلية، وقراءة القصص التي تتحدث عن النظافة واستعمال المياه في تطهير الجسم وتنظيفه، واستخدام الألوان والصور الملونة والرسوم التوضيحية لشرح أجزاء الجسم التي يجب غسلها، هذا بخلاف النظافة العامة وإزالة الأوساخ من الجسم.    

قواعد في تربية البنات

        من القواعد الشرعية في تربية البنات أمرهن بالحجاب، وتدريبهن عليه، وهكذا سائر الأوامر الشرعية والمناهي والتكاليف، وفي البناء الاجتماعي ينبغي أن تلقن الطفلة قواعد السلوك الاجتماعي، بتأديبها على الآداب الشرعية في المأكل والمشرب والملبس والتخاطب والزينة وما إلى ذلك، وفي البناء الأخلاقي يجب تربية الفتاة منذ نعومة أظافرها على الصدق والعفة والمروءة والستر، وتُخَلَّق البنات بخلق الحياء، فهو حارس أمين من الوقوع في الرذائل: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (القصص: 25)، وحُسن اختيار الصديقة مسألة لا مساومة فيها، فالصداقة لها تأثير بالغ في حياة الفتاة، فصديقات السوء كالشرر الملتهب، إذا وقع على شيء أحرقه، و»المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل»، ومما يُعين على تربية الفتاة التركيز على حب الله -تعالى- وحبِّ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع تنشئتها منذ الصغر على الدين والفضيلة، وتغذية ذلك بقصص أمهات المؤمنين وسير الصحابيات الماجدات، وفضليات نساء المسلمين.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك