المرأة والأسرة – 1228
الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت
الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت، لقول الله -تعالى-: {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} (الأحزاب:٣٣)، فهو عزيمة شرعية في حقهن، وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة؛ ولهذا جاء بعدها: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية.دور المرأة المسلمة في عصر الرسالة
لقد كان دور النساء في عصر الرسالة دورًا كبيرًا وفاعلاً، ولقد سجلت المرأة في صفحة الإسلام الخالدة أسطرًا من نور، وأعطت المرأة الصحابية المثال والقدوة لكل امرأة مسلمة من بعدها، حتى تكون مثلها وتحذو حذوها وتسلك سبيلها، وإذا أردنا أن نقدم المثال هنا لعظمة النساء اللواتي التففن حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الحقائق التالية تعد في الذروة من الأمثلة التي يمكن أن تسجل في تاريخ نساء العالمين، نذكر ما يلي:- ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت خديجة أول المسلمين؟
- ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت سمية أول الشهداء في سبيل هذا الدين؟
- ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت أسماء -على صغر سنها-، تغدو وتروح على غار ثور في أثناء هجرة سيد المرسلين؟
- ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت أم عمارة ثابتة في معركة أحد؛ إذ كان معظم الرجال من الفارين؟
- ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت عائشة من أكثر المحدثين عن رسول رب العالمين؟
- ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت مشورتها في صلح الحديبية سبباً في وئام المسلمين؟
من أدب الخلاف: ضبط النفس وعدم التنابز
من أهم آداب الخلاف بين الزوجين ضبط النفس، والبُعد عن استخدام العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين، كأن يعيّر الزوج زوجته بنقص فيها، أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه، ولا سيما إن كانت تلك النقائص مما لا يؤثّر في الدين والخُلق أو يجرح الاستقامة والسلوك، وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق تلميحًا لا تصريحًا، ثم المصارحة بأسلوب المشفِق الودود؛ فالانتقاد الحاد والهجوم الصارخ من الممكن أن يقود إلى التعنت ويؤدي إلى العزة بالإثم.مقاصد شرعية مرعية في قرار النساء بالبيوت
- مراعاة ما قضت به الفطرة، وحال الوجود الإنساني، وشِرعة رب العالمين، من القسمة العادلة بين عباده من أن عمل المرأة داخل البيت، وعمل الرجل خارجه.
- مراعاة ما قضت به الشريعة من أن المجتمع الإسلامي مجتمع غير مختلط ؛ فللمرأة مجتمعها الخاص بها، وللرجل مجتمعه الخاص به.
- قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية، ألا وهو البيت، يُكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب؛ ففي البيت: هي زوجة، وأمّ، وراعية لبيت زوجها، ووافية بحقوقه من سكنٍ إليها، وتهيئة مطعم ومشرب وملبس، ومُربّية جيل، وقد ثبت من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: «المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
- قرارها في بيتها فيه وفاء بما أوجب الله عليها من الصلوات المفروضات وغيرها، ولهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها، فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة والجماعة في الصلوات، وصار فرض الحج عليها مشروطاً بوجود محرم لها.
أخطاء تقع فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها المرأة المسلمة: ترك طاعة الزوج بالمعروف والنشوز عليه؛ ففي هذا ظلم للزوج بترك حق من حقوقه التي أوجبها الله -عزوجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - له على المرأة، قال الله -تعالى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء:٣٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»، ويلحق بمعصية الزوج ترك خدمته بالمعروف والتعالي عليه وإلجائه إلى خدمة نفسه وإشغال وقته بذلك، والحاصل من كل ما سبق أن طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله -تعالى- وفيما تقدر عليه واجبة، وهي حق من حقوق الزوج على زوجته، وتصير المرأة ظالمة لزوجها بتفريطها في ذلك .حاجة الطفل إلى أم متفرغة
المرأة ذات رسالة تؤجر عليها إن أدتها كما يريد الله -سبحانه وتعالى-، وهي رسالة تتناسب مع تكوينها الفطري؛ لأنها المحضن الدافئ العطوف للأطفال، فهي أقدر من الرجل على إرواء حاجات الطفل من المحبة والحنان وبقية حاجاته الأساسية، التي لو حُرم منها الطفل لعانى الكثير من المصاعب في مستقبل حياته، والطفل في سنواته الأولى على الأقل يحتاج إلى أمّ متفرغة لا يشغلها شيء عن رعاية الطفولة وتنشِئة الأجيال، وأن كل أمر تقوم به خلافًا لتدبير أمور البيت، ورعاية الأطفال، إنما يتمّ على حساب هؤلاء الأطفال، وعلى حساب الجيل القادم من البشرية.كنز الحسنات
إذا كان الله -تعالى- يكتب للعبد ما عمل من عمل وما ترك من أثر {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ} (يس: ١٢)، فما علّمته المرأة لأبنائها من العقيدة الصحيحة، والقيم الإسلامية الأصيلة، والتعبد لله -تعالى- من صلاة وصيام وذكر وغيره، فقد أبقت جيلا متميزًا من بعدها، وأبقت بابًا للحسنات الجارية لا ينقطع بعد وفاتها، من هنا وجب على المرأة المسلمة الاجتهاد في حسن تربية أبنائها وبناتها؛ فإنهم كنوزٌ لها في حياتها وبعد مماتها، قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».حاجة القلب إلى التزكية
الزكاة في اللغة: النماء والزيادة في الصلاح، فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربَّى بالأغذية المصلحة له، ولابد مع ذلك من منع ما يضره، فلا ينمو البدن إلا بإعطاء ما ينفعه، ودفع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتمّ صلاحه إلا بحصول ما ينفعه، ودفع ما يضره.
لاتوجد تعليقات