رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 22 يوليو، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1226

جمال المرأة الحقيقي في حيائها

الحياء من شعب الإيمان، ومن أجلّ صفات المؤمنين، وهو خلق الإسلام، فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ». والرجل والمرأة سواء في الحاجة إلى هذا الخلق الكريم، إلا أنّ المرأة بفطرتها أقرب إلى هذا الخلق، وأحوج إليه من الرجل، ولذلك يضرب المثل بحيائها، ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً، مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وكلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به، كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها.

المرأة والعناية بالقرآن الكريم

       مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها، كان لابد من توجيه كل مسلم ومسلمة يريدان الخلاص، إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، ألا وهو كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - اللذان من تمسك بهما فلن يضل أبدا. والنساء اليوم أحوج ما يكن إلى الارتباط بالقرآن حفظًا وفهما وتدبرًا وعملاً، ولقد كانت الصحابيات -رضوان الله عليهن- حريصات على تعلم القرآن مباشرة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما أمهات المؤمنين، فعائشة وحفصة وأم سلمة -رضوان الله عليهن - حفظن القرآن الكريم، وكانت حفصة -رضي الله عنها- تعرف الكتابة، وهو ما دعا إلى ائتمانها على الصحف التي كتب فيها القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان اهتمامهن -رضوان الله عليهن- أيضا بفهم معانيه، ومعرفة أحكامه ومراميه، روى البخاري أن عائشة -رضي الله عنها- كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حوسب عذب، قالت عائشة، فقلت: أوليس يقول الله -تعالى-: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قالت، فقال: «إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك»، ووقع نحو ذلك لحفصة -رضي الله عنها- لما سمعت: «لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية، قالت: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فأجيبت بقوله: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}»، وكانت عناية الصحابيات بحفظ كتاب الله -عزوجل- كبيرة، منهن من حفظته كله ومنهن من حفظت بعضه، وكانت أم ورقة -رضوان الله عليها- تحفظ القرآن كله، وممن حفظت القرآن أيضًا من نساء الصحابة أم الدرداء الكبرى، وأمها خيرة بنت أبي حدرد، وكانت من فضليات النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك.

توجيهات القرآن للمرأة فيها عزها

      توجيهات القرآن للمرأة فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان، وهداها للإسلام، وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن تعطي لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها عمن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.  

من هدايات القرآن للمرأة المسلمة

         من هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنه أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب: 59)، وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب: ٣٣). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سببًا لطمع من في قلبه مرض من الرجال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(الأحزاب: 32). ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تلزم بيتها، وألا يكون خروجها منه إلا لحاجة تدعوها لذلك، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(الأحزاب: 33) ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحافظ على شرفها وكرامتها {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور: 31). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: ألا تحاول لفت أنظار الرجال إليها، واجتذابهم للنظر إلى محاسنها: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}(النور: 31).  

حديث السبعة ليس خاصا بالرجال وحدهم

  • سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، هل هو خاص بالذكور أم أن من عمل به من النساء تحصل على الأجر المذكور في الحديث؟
فقال -رحمه الله-: ليس هـذا الفضل المذكور في هـذا الحديث خاصا بالرجال، بل يعم الرجال والنساء، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخـلة في ذلك، وهكـذا المتـحابات في الله من النساء داخـلات في ذلك، وهكـذا كـل امـرأة دعاها ذو منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت: إني أخاف الله، داخلة في ذلك، وهكذا من تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك، وهكذا من ذكر الله خاليًا من النساء داخل في ذلك كالرجال، أما الإمامة فهي من خصائص الرجال، وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال، وصلاة المرأة في بيتها أفضل لها، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم .  

محافظة المرأة على صلاتها

        من صفات المرأة الصالحة محافظتها على صلاتها؛ فلا تؤخرها إلى أن يخرج وقتها، ولا تُقدِّم على صلاتها أي عمل آخر؛ لأنَّ تأخير الصلاة إلى خروج وقتها من كبائر الذنوب؛ فالصلاة في أول وقتها، من أفضل الأعمال، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة في أول وقتها».  

من الأخطاء التي تقع فيها النساء عدم الاهتمام بطلب العلم الشرعي

        كثير من النساء لا تهتم بطلب العلم الشرعي؛ ظنًا منها أن ذلك ليس بواجب عليها، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، فعلى كل مسلمة أن تسعى لطلبه والعمل على تحصيله، ومن أعرض عن تعلم العلم الشرعي وقع في أخطاء جسيمة عظيمة، فكم سمعنا عن نساءٍ يخالفن أشياء معلومة من الدين وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فهذه امرأة لا تحسن الوضوء أو الصلاة أو لا تعلم شيئاً عن أحكام الحيض والنفاس، وغيرها من أمور العبادة الأساسية، ولو علمت المرأة ما في طلب العلم ما تكاسلت عنه .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك