رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 1 يوليو، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1223

النية الصالحة تحول العادة إلى عبادة

        مما لا شك فيه أن العادات إذا صاحبتها النية الصالحة صارت عبادة، فالترفيه في الرحلات والسفريات إذا نوى صاحبه السير في الأرض، والتفكر والتأمل، وإدخال السرور على الرفقة من الأهل والأصحاب - فإن هذه النية تؤثر في قبول العمل وعلو درجته؛ فاستحضري هذا -يا رعاك الله- في حلك وترحالك.

كيف تديرين الحـوار مع والديك؟

على الفتاة المسلمة أن تعلم أن اختلاف والديك معك في الرأي ليس هدفه إلغاء وجودك، وإنما هو بدافع من الحرص عليك، فأنتِ أمـــانة في عنقهما، وهمـا مسؤولان عنك أمام الله وأمام الناس. وحين تتفهمين هذا الأمر جيدا بواقعيـة وانفتاح ذهني سليم، سترين أنك كنتِ على وشك ارتكاب خطأ فادح في حق والديك لا يجوز الإتيان به؛ فعليك أن تحرصي على أن تبقي باب التفاهم والحوار بينك وبين والديك مفتوحا، واسألي عن سبب رفضهما لهذا الأمر أو ذاك، وناقشي الأسباب بهدوء وأدب، ولا تنسي أنك تخاطبين والديك، فمخاطبة الوالدين تختلف عن مخاطبة الأخوات والصديقات، فانتقي ألفاظك؛ بحيث تكون موزونة وهادئة، وبعيدة عن العصبية والخطأ، وأظهري تعاطفك معهما، ويمكنك أن تستعملي كلمات مثل: «كلامكما صحيح وأقدره» و»أنتما على صواب»، بعد ذلك وضحي موقفك بأدب وبهدوء، واحرصي على اختيار الوقت المناسب لعرض فكرتك، واخفضي لهما جناح الذل من الرحمة، فهما والداك اللذان أوصاك الله -عزوجل- بألا تقولي لهما (أف).  

الترويح المباح عن النفس أمر مطلوب

       النفس تحتاج إلى شيء من (الترويح) والفسحة في بعض (المباحات)، وإراحتها من كد الدنيا، ومن جد العمل للآخرة، لئلا تضجر النفوس، ولتقوى على المسير، والجد فيما ينفعها من أمر الدنيا والآخرة؛ لأن القلوب والأنفس قد تكل وتتعب، والمراوحة بين الجد والمرح منهج شرعي؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحنظلة: «ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة، قالها ثلاثًا».  

سعادة البيت المسلم

        لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره؛ فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم؛ فسعادة البيت المسلم ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة؛ ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا ورسولاً، وقد كانت بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - نموذجًا للبيت المسلم السعيد، فعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم- ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.  

أسس البيت المسلم ومقوماته

من أهم الأمور التي يجب أن تتعلمها المرأة المسلمة، أن البيت المسلم يقوم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، ومن هذه الأسس ما يلي:
  • للرجل حق القوامة، قال -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34).
  • الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «الرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها».
  • التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، والتزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته، بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق عليها.
  • التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم: 6).
  • التزام الأبناء بر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء: 23).
  • الالتزام بحق الجار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه».
  • معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا».
  • الصدق في المعاملة والحديث، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة».
  • ستر العورات والمحافظة على حرمة الآخرين، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة».
  • الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67).
 

توجيهات للمـرأة لاستغلال الإجازة الصيفية

على المرأة والفتاة المسلمة استغلال وقتها فيما ينفعها عند ربها، وينفع بها من حولها، وهذه بعض التوجيهات لاستغلال أمثل للإجازة الصيفية:
  • لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن؛ فلتحرصي على المشاركة فيها وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة استثمارًا نافعًا.
  • احرصي على المشاركة في الدورات العلمية ومتابعة الدروس الشرعية وتقييدها والاستفادة منها، وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل- اختاري من الدروس ما يناسبك واحرصي على متابعتها والإفادة منها.
  • ما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير؟ فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة في سبل الخير من دروس علمية ودورات شرعية، فالدال على الخير كفاعله.
  • لماذا لا تفكر الفتاة المسلمة في جمع أفراد أسرتها وأقربائها في تجمعات عائلية في استراحة، أو حتى في المنزل، وتنظم لهم برامج ومسابقات وألعابا، يتخللها بعض التوجيهات والكلمات الإيمانية والتربوية النافعة في مجالات شتى، وهذ الأمر صلة وبر ودعوة وإصلاح .
  • يمكنك ترتيب رحلة عمرة لأفراد العائلة وحضور الدروس الشرعية في الحرم وزيارة المدينة المنورة وزيارة الأماكن التي وردت في السيرة كـ (زيارة جبل أحد ومقبرة شهداء أحد) وغيرها من الأماكن.
  • يمكنك استغلال وقتك بالمشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية للتعود على حب العطاء والسعادة بتحقيقه وبذل الخير واستغلال الوقت بما هو نافع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك