رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 9 أكتوبر، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1194

الرفعة بالقرآن في الدنيا والآخرة

إن الله -عز وجل- وعد حفظة كتابه بثمرات كثيرة، منها الرفعة في الدنيا والآخرة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين»، فهنيئاً لكِ أن يكون ابنك أو ابنتك ممن يرفعهم هذا القرآن العظيم ويعلي شأنهم.

 

ثَوابُ مَنْ تُعَلِّمُ أَولادَها القرآن

          تعليم القرآن العظيم للأولاد الصِّغار سُنَّة مُتَّبَعة عند سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- أجمعين، فاللَّذان يعلِّمان أولادَهما كتابَ الله -عز وجل- ويصبران على ذلك، لهما أجرٌ عظيم، يتناسب وتعبهما وصبرهما وتحملهما المشقة في ذلك، بِأَنْ يُكْسَيا حُلَّتَين لا يقومُ لهما أَهْلُ الدنيا. ففي الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيُكْسَى وَالدَاهُ حُلَّتَين، لا تَقُومُ لَهُمْ الدُّنيا وما فيها، فَيَقُولان: يا رَبِّ، أَنَّى لَنَا هذا؟ فَيُقَالُ: بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُما القُرآنَ»، وَحُقَّ لهذين الوالدين أن يَعْجَبا ويَدْهَشا مِنْ هذا الإنعام العظيم الذي حَصَلا عليه من حيث لا يحتسبان، فعندما يُكْسَى هذان الوالدان حُلَّتَين عظيمتين من حُلَلِ الجنة أغلى وأثمن من الدنيا وما فيها، يتساءلان في دهشة: مِنْ أين لنا مِثْلُ هاتين الحلتين وليس لنا -فيما نعلم- من العمل والطاعات ما يؤهِّلُنا للفوز بهذه الكرامة العظيمة؟ فَيُجابان: بتعليم ولدكما القرآن وصبركما عليه وإخلاص النُّصح له، وهكذا فإنَّ صاحب القرآن مِنْ أَبَرِّ الناسِ بوالديه، ولو عَلِمَ كَلُّ والِدين ما يحصل لهما عند الله -تعالى- من الكرامة والرِّفعة بأخذ ولدهما للقرآن العظيم لبادر إلى دفع أولادهما دفعاً، وحثِّهم حثاً على تعلُّمِ القرآن الكريم وتلاوته وتدبره. لذلك ينبغي لولي الصغير أن يوجهه إلى تعلم كتاب الله -تعالى- منذ صغره؛ لأنَّه به يتعلم توحيد ربّه، ويأنس بكلامه، ويسري أثره في قلبه وجوارحه، وينشأ نشأةً صالحة على هذا، قال الحافظ السيوطيُّ -رحمه الله-: تعليمُ الصبيانِ القرآن أصلٌ من أصول الإسلام، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبِهِم أنوارُ الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال.  

رسالة إلى المعلمة

         أختي المعلمة الفاضلة: إن عملك عظيم، إذا أحسنت القيام به، وتستطيعين من خلاله أن تنالي الحمد في الدنيا، والأجر في الآخرة إذا اصطحبت الإخلاص فيه وتركت أثرا طيبا لدى طالباتك، وأهم ما يجب عليك -أختي المعلمة- أن تكوني قدوة في مظهرك وملبسك، ووضحي للطالبات اللباس الشرعي الساتر الذي دلنا عليه القرآن الكريم، وبينته لنا السنة النبوية، فقد كثر في زماننا الداعين إلى نزع الحجاب عن الفتاة، وإبعادها عن سياج الصون والعفاف.  

من آداب النساء في المساجد

على المرأة المسلمة أن تعلم أنَّ خروجها إلى المسجد له آداب شرعية، يجب مراعاتها والأخذ بها، حتى تحقق من خلالها مرضاة الله -جل جلاله-، وتنال الأجر العظيم على أدائها، فإليك أخيَّـتي بعض النصائح المفيدة:
  • استأذني قبل الخروج من المنزل من ولي الأمر (الأب أو الزوج).
  • امشي بسكينة ووقار، وتجنبي وضع البخور والعطور، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -[-: «أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» (رواه مسلم).
  • احرصي على نظافة البدن والملبس، وتجنبي أكل كل ماله رائحة كريهة؛ فإنه يؤذي المصليات.
  • أفرغي قلبك مما سوى الله -عز وجل- وأخلصي النية له، قال الله -عز وجل-: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِمْ شَعَائِر الله فَإنْها مِنْ تقْوى الُقلوبِ} (الحج:32).
  • احرصي على غلق هاتفك النقال حتى لا يفوتك الخشوع.
 

ينبغي أن يكون البيت مكانا للذكر

         قال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه؛ سواء ذكر القلب، وذكر اللسان، أو الصلوات وقراءة القرآن، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، فكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها.  

الزينة الحقيقية

      إنَّ لباس التقوى وحلية الإيمان هو الحلية الحقيقية والزينة التامة الكاملة التي من فقَدَها فقَدَ الخير والفضيلة، وفَقَد الحُسن والجمال، فأيُّ جمال يتصور بدون إيمان؟! وأيُّ حسْنٍ يتصوَّر دون تقوى الرَّحمن؟! نعم قد تكون هناك مظاهر زائفة وأمور يُفتن بها الناس، ويظنون أنهم بها على أكمل زينة وأحسن حلية، إلا أنَّهم بفقْدهم لزينة الإيمان وحلاوة الإيمان فقدوا الزينة الحقيقية والجمال الحقيقي.  

علمي أبناءك ما يسعدهم في الدنيا والآخرة

         على كل أم أن تعلم أبناءها ما يسعدهم في الدنيا والآخرة من العلوم الشرعية النافعة، وأهم ذلك التوحيد، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مولودٍ إلا يُولَدُ على الفِطْرةِ فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، أوْ يُنَصِّرانِهِ، أوْ يُمجِّسانِهِ»، وكذلك الآداب والحقوق والواجبات، علموهم بر الوالدين، علموهم صلة الأرحام، علموهم احترام الكبير، والعطف على الصغير.  

الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمعاشرة بالمعروف

          إن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمعاشرة بالمعروف، القائمة على أداء الحقوق التي دعا إليها الشرع الحكيم، والخلق الجميل، وذلك بأداء ما أوجب الله على الرجل أداءه نحو زوجته من الحقوق، ومن أعظم ذلك: حسن عشرتها، وطيب صحبتها، وإحسان الأقوال والأفعال معها. يقول -تعالى في هذه السورة الكريمة-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء:19)، فإذا حصل من الزوجة شيء من التقصير في الأمور الدنيوية-وهذا شيء وارد في الحياة الزوجية من الزوج ومن الزوجة أيضًا- فعلى الزوج أن يصبر؛ فإن الاستقصاء ليس من شيم الكرام، وصبرُه هذا دون أن يلجأ إلى الطلاق قد يفضي إلى خير كثير، كولد صالح، وعاقبة حسنة صارت إلى ما يرضى ويحب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك