رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 18 يونيو، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1179

القوامة تعزيز لمكانة المرأة لا تقليل لها

       قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم}، الإسلام دين الحق، وكل أحكامه تبتغي الحياة المستقيمة للمرء؛ إذ جعله الله خليفة في الأرض، وآية القوامة جاءت في سبيل ترسيخ مبادئ الحياة الزوجية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}، فالأصل أن تكون المرأة صالحة قانتة، وأن يستحقّ الرجل قوامته باتباع أوامر الله.

        قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: يخبر -تعالى- أن الرِّجَال {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله -تعالى-، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع، وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات، بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء، ولعل هذا سر قوله: {وَبِمَا أَنْفَقُوا} وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة.

 

المرأة راعية في بيتها

       الراعي هو الحافظ المؤتمن، الملتزم بمصالح ما قام عليه في أموره الدينية والدنيوية، والذي سيُسْأل أمام الله عن رعيته: ضيَّع أم حفِظ؟ والمرأة مسؤولة أمام الله -تعالى- عن بيت زوجها وأولاده، وستُسْأل عن ذلك، ضيعت أم حفظت؟، نصحت أم غشت؟، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومنهم: «والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهى مسؤولة عنهم...»

 

من مظاهر إنصاف القرآن العظيم للمرأة

- أَثْبَتَ لها حقَّ التَّملك، والتَّمتُّع بما كسبت من حلال مثل الرَّجلِ، في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (النساء: 32).

- أثبت لها ثوابَ الأعمال مثل الرَّجل، في قوله -تعالى-: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: 195).

- ضَمِنَ لها حقَّها في الإرث مثل الرَّجل، في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7).

- ضَمِنَ لها حقَّها في المهر؛ فقال -تعالى- آمرًا الرِّجال: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: 4).

- حَثَّ الأزواجَ على الإحسان إليها بعد طلاقها مراعاةً لحالتها النَّفسية والاجتماعية في قوله -تعالى-: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة: 241).

 

الاعتدال في الإنفاق

       يعد الاعتدال في الإنفاق من معالم الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما يعد نظام الأولويات في الإنفاق من أساسيات المنهج الإسلامي في التنمية الاقتصادية، وإحداث التنمية يكون من القاعدة، أي من الإنسان، الذي إلى مجموعة من الضوابط؛ مثل: تحقيق إشباع حاجة حقيقية وليست وهمية، وتحقيق مصلحة، ويكون الإنفاق طبقاً للأولويات، ومنع الإنفاق في المجالات الثانوية على حساب المجالات الضرورية ذات الأولوية، كما أن الانفاق مقترن بالطيبات، وفي سبيل الله.

 

ومن النصائح الموجهة في هذا المجال:

-  تذكُّر ملايين المسلمين والمسلمات الذين يفتقدون الحاجات الأساسية، كما يفتقدون السكن المريح والطعام الوفير والثوب الدافئ.

- ضرورة تقدير الزوجة لما يبذله زوجها من جهود وعمل؛ لقاء الحصول على الأموال اللازمة التي ينفق أجزاء منها على شراء الاحتياجات والسلع الضرورية للأسرة.

- أهمية معرفة أن المعيشة الهانئة والسعيدة وسعة العيش قد لا يدوم ذلك كله، وقد تمر بالأسرة أوقات صعبة يحتاجون معها إلى كل ما أنفق دون حساب.

- ورحم الله الفاروق - رضي الله عنه  - القائل لرجل من أصحابه: أكلما اشتهيت اشتريت!

 

على المسلمة عدم الاغترار بالدعوات الباطلة

       قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: لا تغرُّك أيتها المرأة المسلمة الدعوات الباطلة من أعدائك الذين يريدون أن تكوني كالرجل؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- فرَّق بين الرجال والنساء في الخلقة، وفي العقل، وفي الذكاء، وفي التصرُّف، حتى إن الله -تعالى- قال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء:34)، وقال -عز وجل-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، ثم قال: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (البقرة: 228)، فلم يجعل المرأة مساويةً للرجل، لكنَّ أعداءك وأعداء الأخلاق وأعداء الإسلام يريدون منك أن تقومي مقام الرجال، وأن تُشاركي الرجال في أعمالهم، وأن تخالطيهم؛ فإياكِ إياك أيتها الأخت المسلمة أن تُخدَعي بمثل هذه الدعاية الباطلة!.

 

مسؤولية المرأة الاجتماعية

      كفل الإسلام للمرأة حقوقها الاجتماعية والحياتية، بل وجعلها مسؤولة في بيتها ومجتمعها، وتحفل السيرة النبوية بالعديد من الأحاديث والمواقف التي تؤكد هذا المعنى، وترسم للمرأة المسلمة ملامح مسؤوليتها في مجتمعها، من خلال علاقتها ببيتها وزوجها وأبنائها، والتعبير عن رأيها والدفاع عن حقوقها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك