رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 21 فبراير، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1168

حقوق المرأة في اختيار الزوج

     خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، وأمر الرجال بحسن معاملتها سواءً كانت أما، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير.

     ومن هذه الحقوق حق اختيار الزوج؛ فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الجَارِيَةِ يُنْكِحُهَا أَهْلُهَا، أَتُسْتَأْمَرُ أَمْ لَا؟ فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: نَعَمْ، تُسْتَأْمَرُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ له: فإنَّهَا تَسْتَحِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَذلكَ إذْنُهَا، إذَا هي سَكَتَتْ»، والحديث الشريف فيه دلالة على اشتراط إِذْنِ البكر البالغ، فلا يجوز إجبارها على الزواج، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وقال به شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهم الله-، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُنْكَحُ الأيِّمُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ، ولا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ قالوا: كيفَ إذْنُها؟ قالَ: أنْ تَسْكُتَ»، والحديث الشريف فيه دلالة على عدم جواز تزويج الأيّم بغير إذنها ورضاها، والأيّم هي الثيّب التي فارقت زوجها بموتٍ أو طلاقٍ؛ أي سبق لها الزواج من قبل، وفي هذا الحديث أيضًا قد فرّق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الثيّب والبكر، فذكر في حق البكر (الإذن)، وفي حق الثيب (الأمر)، وذلك لكون البكر تستحي أن تتكلّم في أمر زواجها؛ فجعل إذنها صمتها، بينما الثيِّب زال عنها حياء البكر، فتتكلم في زواجها، وتخطب لنفسها، وتأمر الولي أن يزوّجها، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفرّق بينهم؛ من حيث الإجبار والإكراه على الزواج، وهناك العديد من الأدلة الشرعية التي تنصّ على حق الحاكم برد النكاح إن لم يكن عن رضا المرأة، فعن خنساء بنت خذام الأنصارية -رضي الله عنها-: «أنَّ أبَاهَا زَوَّجَهَا وهْيَ ثَيِّبٌ، فَكَرِهَتْ ذلكَ، فأتَتْ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَّ نِكَاحَهُ»، وعن نافع: «أنَّ ابنَ عُمَرَ تزوَّجَ بنتَ خالِهِ عثمانَ بنِ مظعونٍ، قال: فذهَبتْ أمُّها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إنَّ ابنتي تَكرَهُ ذلك، فأمَره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُفارِقَها، وقال: لا تَنكِحوا اليتامى حتى تستأمِروهنَّ، فإذا سكَتْنَ، فهو إذنُهنَّ؛ فتزوَّجَها بَعْدَ عبدِ اللهِ المغيرةُ بنُ شُعْبةَ».

 

 المرأة  والدعوة إلى الله -تعالى

     قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- المرأة كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ نصوص القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة في أوساط النساء، وعليها أنْ تراعى أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟.

تربي ة  النس اء على الصدق

     كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربي النساء على الصدق، ويشدد في ذلك؛ ليُنشئن أولادهنّ تنشئة يحرصون فيها على الصدق، ولا يستسهلون الكذب، حتى في مجال اللهو، فعن عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتنا وأنا صبيّ صغير، فذهبتُ لألعب، فقالت أمّي: يا عبد الله، تعالَ أُعطك، فقال: وما أردتِ أن تعطيه؟ فقالت: أردتُ أن أعطيه تمراً، فقال: أما إنكِ لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليكِ كذبة»(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

 

المعايير الوه مية للجمال

     يُستغل مفهوم الجمال عندَ المرأةِ من خلال وسائلِ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ؛ حيث تُفرضُ معايير وهميّة باستخدام الصّور المعدّلة على برامج الحاسوب المختلفة؛ ممّا يجعل بعض الفتيات يسعينَ إلى تحقيق صورةٍ وهميّةٍ للجمال، ويسبب هذا الوهم مشكلات نفسيّة، مثل ضعف الثّقة بالنّفس وقلّة تقدير الذّاتِ، فتلجأ بعض النّساء إلى عمليّات التجميلِ، والهواجس الماديّة المتمثّلة في شراءِ مستحضراتٍ تجميليّة وغيرها من السّلعِ. وقد استُغلّ جمال المرأة بمفهوم عُرِفَ بسلعةِ الجمال، فربطَ جمالها بجانب الإعلاناتِ وعروض الأزياءِ، وهُمش دورها في مجالاتِ الحياةِ المُهمّة والمؤثّرة، فربطت المرأة نجاحها بمدى جاذبيتها الشكليّة؛ لذلك يجب عليها إدراك أن جمالها لا يرتبطُ بمعايير الإعلامِ الوهمية، فلكلّ فتاة جمالٌ يميّزها، ونجاح مرتبطٌ بثقافتها وجمال روحها وإنجازاتها في المجتمع.

 

الت دي ن والأخلاق

من أهم معايير  اختيار شريك الحياة 

     من أهم المعايير التي ينبغي أن يقوم اختيار شريك الحياة عليها هو معيار الالتزام بتعاليم الإسلام وأخلاقه، وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» رواه البخاري، وقال -صلى الله علي ه وسلم -: «إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كانَ فيهِ؟ قال: «إذا جاءكم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ» ثلاث مرات. رواه الترمذي، وجاء رجل للحسن بن علي -رضي الله عنهما- فقال: خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ فقال له الحسن: زوجها ممن يتقي الله؛ فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، فالدين والخلق هما الصفتان الأساسيتان اللتان لابد أن يتحلى بها من نقبل به شريكا للحياة.

 حرص نساء الصحابة رضي الله عنهنَّ

 عل ى تَعلُّم السنة

      عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قال:  جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ  اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّار، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوِ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْن»، وفي الحديث عُلوُّ همة الصحابيات -رضي الله عنهنَّ-، وحرصهنَّ على تعلُّم السنة وأحكامها

 

 من مظاه ر صبر المرأة الصالحة على زوجها

1- حُ سن خُلقها مع زوجها، وحُسن الظن به. 

2- لا تغتابه أو تنال به، ولا تدع الفرصة لقريب أو بعيد أن يغتابه أو ينال به.

3- القيام بحقوقه الزوجية خير قيام.

4- الاهتمام بتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة.

5- ألا تطلبه بما يفوق طاقته من النفقة ونحوها.

6- الحرص على طلب مرضاة زوجها، كما حثها على ذلك الشرع، ولا تتكاسل عن ذلك.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك