رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 6 فبراير، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1166

آية رسمت منهاجًا للأسرةِ والحياةِ الزوجيةِ

     قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ}، هذه الآية رسمت منهاجًا للأسرةِ وللحياةِ الزوجيةِ، وهو أنَّ الرجل هو من يرتّب أمرها ويقوّمها ويسددها، وهو من يسعى لجلبِ الأرزاقِ وتهيئةِ الحاجات والكماليات، فالرجل «راعٍ ومسؤول عن رعيته» وهذا الرجل عليهِ أن يلتزمَ بقوامته على بيته بشرعِ الله -سبحانه وتعالى-، قال ابن كثير -رحمه الله-: يقول -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها.

لماذا الرجل هو القيّم؟

     {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي: لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة: ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال، وكذلك الملك الأعظم: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.

     {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قيما عليها، كما قال الله -تعالى-: {وللرجال عليهن درجة} الآية (البقرة: 228)، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {الرجال قوامون على النساء} يعني: أمراء عليها أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعته: أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله.

     {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فهناكَ أمر جبليٌّ فطر به الرجل كان بذلك مفضّلا به على المرأةِ وهو: قوته البدنية وقوته العقلية وجلادته، ولذا جعل شهادة المرأة على النصفِ من شهادةِ الرجل، لما في عقلها ودينها من نقصان، وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَ ذلك؟ قال: أليسَ إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قالت بلى يا رسول الله، قال: فذلك من نقصانِ دينها، أليسَ شهادة المرأةِ تعدل نصف شهادةِ الرجل؟ قالت بلى يا رسول الله. قال: فذلك من نقصانِ عقلها.

 

واجبات القيم

     فعلى القيّم الزوجِ أن يحسّن أخلاقَهَ ويهذِّبها بمكارمِ الأخلاقِ، لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عن النسوة: «إنما هنَّ عوانٍ عندكم»، وقال -موجّها في التقويم-: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ؛ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء «وعند ابن حبان» فدارها تعش بها».

 

حاجة النساء إلى التفقه في أحكام دينهن

     لا شكّ أنَّ النساء بحاجة إلى التفقه في أحكام دينهنّ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «النساء شقائق الرجال»، وهنَّ داخلات في قوله -تعالى-: {وقل رب زدني علما}، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من يردِ الله به خيرًا يفقهه في الدين، وغيرها من العموماتِ التي لا تختصّ بجنسٍ عن آخرَ، وفي تفضيلِ كل معلم عن كل جاهل، فجدير بأخواتنا الفضليات أن يعرفنَ أحكام دينهن؛ فقد أثنت عائشة -رضي الله عنها- على نساء الأنصار بقولها: نعم النساء نساء الأنصار! لم يمنعهن الحياء من الفقه في الدين.

من أسباب قسوة القلب

     ذكر الله - عز وجل - قسوةَ القلوب في القرآن، وأنها صفة من صفات اليهود؛ قال الله -تعالى-: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74)، وإن أسباب قسوة القلوب كثيرة منها ما يلي:

- هجر قراءة القرآن وتدبُّر معانيه، قال -تعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24).

- التعلُّق بالماديات وضعف التوكُّل على الله -عزوجل.

- التوسُّع في المباحات (من مأكل ومشرب وغيرها) فلا إفراط ولا تفريط، وخير الأمور الوسط.

- إهمال محاسبة النفس.

- كثرة الكلام والمزاح.

- الغفلة عن الموت وما بعده.

- عدم الإلمام بسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وابتاع سنته وهديه

 

علاج القسوة

- أعظم علاج وشفاء للأسقام الأخلاقية هو القرآن الكريم، قال -تعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (الإسراء: 82).

- صلة الأرحام.

- الصدقة.

- التقرُّب إلى الله -عزوجل- بالنوافل بعد الفرائض.

- تفقد أحوال الفقراء والمساكين وأحوال الجيران.

- ترك الذنوب والمعاصي.

- كثرة الاستغفار.

 

نموذج رائع من النساء

     كانت -رضي الله عنها- نموذجا رائعا من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم  عن أمور دينهن؛ لتصل إلى طريق الصواب، وتسلك جانب الخير؛ ولذلك وصفت بأنها من ذوات العقل والدين، وأنها خطيبة النساء، ولأسماء -رضي الله عنها- مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -؛ فهي التي زينتها يوم زفافها إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وأدخلتها عليه، وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة.

 

 

المبايعة الصادقة

أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية

     إنها واحدة من النسوة المؤمنات صاحبات المجد والشرف والدين، نعتها أبو نعيم فقال: «منهن الأنصارية أسماء بنت يزيد بن السكن النابذة لما يورث الغرور والفتن»، أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير-  رضي الله عنه  -، وأسماء هي بنت عمة معاذ بن جبل-  رضي الله عنه .

 

ترك الاستعجال في القرارات الأسرية

     من علاج المشكلات الزوجية ترك الاستعجال في القرارات الأسرية، والبعد عن شدة الغضب وإصدار الأحكام المستعجلة في أثنائه، فالتريث يعين على حل المشكلات والصواب في الحسم، وأما العجل والغضب فيعقدان القضايا، ويؤديان إلى ما لا تحمد عقباه؛ ففي ساعة غضب أو عجلة، كم من زوج سارع إلى طلاق زوجته، وكم من زوجة طالبت بطلاقها، فلما عادت العقول بعد طيشانها حضر الندم وربما الدموع ترافقه.

شهادتها لكثير

من الأحداث المهمة في الإسلام

     وشهدت أسماء كثيراً من الأحداث المهمة في الإسلام، وكانت تشارك فيها؛ فحضرت غزوة الخندق، وخرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان، ثم شاركت في غزوة خيبر، ولم تتوقف -رضي الله عنها- عن الجهاد؛ فما إن أقبلت السنة الثالثة عشرة من الهجرة حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي العطشى، وتضمد الجرحى، ولم يكن عملها مقتصراً على ذلك، بل انغمرت في الصفوف، وقتلت يومئذٍ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية - رضي الله عنها وأرضاها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك