رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 22 يناير، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1164

حياء المرأة في القرآن الكريم

      إن أبرز ماجبلت عليه المرأة في بناء شخصيتها هي صفة الحياء، وقد تكاد تكون الصفة الأساسية لكل امرأة تربت في وسط يؤمن بالفضيلة والأخلاق، فصفة الحياء هي ملبس الجمال والزينة، ولقد بين القرآن الكريم صورة واضحة للمرأة في قصة موسى -عليه السلام- ونبي الله شعيب للقدوة الحسنة التي يستوجب على المرأة ان تتأسى بها وتحرص عليها وتتمسك به.

      قال -تعالى-:{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص25، 26)، وهنا بدأت قصة الحياء المسجل في القرآن الكريم، قال -تعالى-: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} (القصص 25).

      جاء في تفسير الجلالين: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} أي واضعة كُمَّ درعها على وجهها حياء منه {قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}، وفي تفسير السعدي: فأرسل أبوهما إحداهما إلى موسى، فجاءته {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن؛ فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، ولا سيما في النساء، ويدل على أن موسى -عليه السلام-، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يُستحيا منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ {قَالَتِ} له: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}- أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قصده أن يكافئك على إحسانك؛ فأجابها موسى.{فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} من ابتداء السبب الموجب لهربه، إلى أن وصل إليه {قَالَ} مسكنا روعه، جابرا قلبه: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}- أي: ليذهب خوفك وروعك، فإن اللّه نجاك منهم؛ حيث وصلت إلى هذا المحل، الذي ليس لهم عليه سلطان.

      إن الحياء قيمة إنسانية وإسلامية يجب المحافظة عليها من كل جهة، وهنا يتوجب على المؤسسات التعليمية والأسرية تنمية ثقافة الحياء وربطه بالأخلاق الحميدة، كما سجله القرآن الكريم؛ فالحياء ليس انفصالا عن الحياة ولا انعزالا عن الواجبات.

 

على المرأة أن تحرص على الستر

      قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: على المرأة المُسلمة إذا خرجت إلى الأسواق أو المجتمعات أن تحرص على ستر نفسها، فتلبس ما يستر جميع بدنها، سواءً بالعباءة غير المُطرزة أم الجلباب الذي تضعه على رأسها وتلفه على جسدها، أم الدرع والخمار الذي يستر وجهها وفتحة جيبها، وبذلك تأمن من أن تلتفت إليها الأنظار وتكون محلا للفتنة.

 

حقوق الزوجين وما يجب عليهما

      قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الواجب على كل من الزوجين أن يقوم بالحق الذي لصاحبه عليه على وجه نقي، لا كراهة فيه، ولا تململ، ولا مماطلة حتى تتم العشرة بينهما على الوجه المطلوب، وتحصل السعادة الزوجية، ومن المعلوم أن الزوجين إذا رزقا أولاداً، فإن أخلاقهما تنعكس على أولادهما، إذا كانت أخلاقاً فاضلة طيبة، اكتسب الأولاد منهما أخلاقاً فاضلة طيبة، وإذا كان الأمر بالعكس كان الأمر بالعكس، فمن حقوق الوالدين على أولادهما؛ بذل المعروف كالإنفاق والخدمة والجاه وغير ذلك مما ينتفع به الوالدان، وحق الزوجة الكسوة والنفقة بالمعروف دون شح، ولا مماطلة، وحق الزوج على زوجته أن تطيعه فيما أمرها به ما لم يكن ذلك في معصية الله -عزوجل-، وكذلك حق الوالد على الولد أن يطيعه في غير معصية الله -عزوجل-، وفي غير ما يضر الولد؛ ولهذا لو أمر الوالد ابنه أن يطلق امرأته، فإنه لا يلزم الابن طاعته إلا إذا كان أمره بذلك لسبب شرعي، فعليه أن يطلق فيما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك.

 

أم عمارة -رضي الله عنها

ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة العقبة

       أم عمارة هي إحدى الصحابيّتين اللتين بايعتا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة، وهي امرأةٌ محاربةٌ مجتهدة جادّة، ذات صوم ونُسُك، وفيما يأتي توضيح بعض المعلومات عنها:

- اسمها ولقبها: نسيبة بنت كعب بن عمرو، المعروفة بأم عمارة.

- زواجها: تزوّجت من زيد بن عاصم.

- أولادها: لها ولدان هما: عبد الله بن زيد، وحبيب بن زيد.

- جهادها: شاركت في عدد من المواقف البطولية منها مبايعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة، ومشاركتها في الحروب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومنها غزوة أُحد، وفي حروب الردة التي حدثت في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعودتها من الحرب التي قُتل فيها مسيلمة بطعنات وضربات عدة، والمشاركة في سقي المجاهدين، وتضميد جراح المقاتلين في غزوة أُحد، وشاركت فيها مع جميع أفراد عائلتها: زوجها وأولادها وأختها، وكانوا ممن ثبتوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودافعوا عنه - صلى الله عليه وسلم -، ودعا لها - صلى الله عليه وسلم - ولأهل بيتها بالبركة والرحمة، ثم طلبت منه أن يدعو لهم بأن يكونوا رفقاءه في الجنّة، ففعل؛ فقالت: «ما أبالي ما أصابني من الدنيا بعد ذلك!.

 

تعويد الناشئة على العبادة

سئل الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير -حفظه الله-: عن كيفية تعويد الناشئة على العبادة فقال:

     تعويد الناشئة على العبادة يكون بالقدوة الصالحة؛ ولذا شُرعت النوافل في البيت، و«أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة» (البخاري: 731)؛ ليقتدي به هؤلاء الناشئة، مع أمرهم بها، واقتدائهم به في فعلها، فإذا أراد أن يصلي قال: «انتبه إلى هذه الصلاة، وصلِّ معي»، كما صلى ابن عباس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُكلَّف، فأداره النبي - صلى الله عليه وسلم - من شماله إلى يمينه (البخاري: 117)، فوجَّهه بالقول والفعل، فبالقدوة الصالحة وبالأمر بلطفٍ ورفقٍ وتوجيهٍ مقبولٍ لا شك أنهم يحبون بواسطة ذلك العبادة، وينشؤون عليها.

وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا

                                                               على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ

      فإن كان أبوه عوَّده على العبادة: عوَّده على الصلاة، وعوَّده على الصيام، وأعطاه أحيانًا بعض الأموال اليسيرة وقال: إذا رأيتَ فقيرًا تصدَّق عليه، أو قال: أهدِ أو أعطِ إخوانك من هذه الأموال، أو العكس، كل هذا مطلوب، وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عوَّدهم على خلاف ذلك، فإنما ينشؤون على ما عُوِّدوا.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك