رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 12 ديسمبر، 2022 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1158

بناء البيوت على الهدوء والمودة والرحمة

     إن بناء البيوت على الهدوء والسكينة والمودة والرحمة، من المهمات التي يقع النصيب الأكبر منها على النساء، وهو من المعاني العظيمة في حديث تبشير السيدة خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، بقول جبريل -عليه السلام-: {فَاقْرأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي، وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ}.

     والقصب هو: اللؤلؤ المجوَّف، والصخب، أي: الصياح واللغط، والنصب، أي: التعب؛ فكأنَّها -رضي الله عنها- كُوفئت في الآخرة بهذه المكافأة، جزاء بما كانت توفر في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا الهدوء والسكينة والمودة والرحمة، وترك كل ما يؤول إلى الغضب، أو رفع الصوت، أو الصياح، أو المضايقة، أو النكد، أو غير ذلك من الأمور التي يُدخل بها الشيطان القطيعة والشقاق، وغيره مما يحل ببيوت المسلمين اليوم، إلا من رحم الله -تعالى-، فكان جزاؤها من جنس العمل، وجاءتها البشرى من النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل -عليه السلام- عن الله -جل وعلا-؛ بذلك البيت العظيم الذي لا صخب فيه ولا صياح ولا تعب في الجنة، مع رضوان الله -تعالى- الأكبر، وفي الحديث بشارة لكل المؤمنات اللاتي على مثل هذه الحال من الهدوء، وترك الصخب والصياح، والحوار بالشرع والعقل، الذي يؤدي الوقوع فيه إلى الشجار؛ وصولا إلى ما يريده الشيطان من طلب الطلاق، وكل ذلك يمكن أن يكون على شيء تافه لا قيمة له، فالله -سبحانه- يكافئهن هذه المكافئة الضخمة عنده -سبحانه وتعالى.

     ومما يتوجه للنساء أيضًا من هذا الحديث، أن تكون السيدة المُكرَّمة أمنا وأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، هي القدوة والمثل الأعلى للمؤمنات ليتأسين بها، وليسرن على دربها في التحلي بتلك الأخلاق على قدر الوسع؛ ليكون لتلك الأخلاق الأثر الطيب على البيت وعلى تنشئة الأولاد، ولتحصيل الجزاء الموفور عند الله -تعالى- كذلك في الآخرة.

 

المرأة والدعوة إلى الله -تعالى

     قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: المرأة كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك وكلام أهل العلم صريح في ذلك، فعليها أن تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالآداب الشرعية التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر، لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم منها، بل عليها أن تتحمل وتصبر، ولو رأت من الناس ما يعد نوعاً من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أن ترعى أمراً آخر وهو أن تكون مثالاً للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، فإن دعت الرجال دعتهم وهي متحجبة دون خلوة بأحد منهم، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يُعترض عليها، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة من إظهار المحاسن وخضوع في الكلام مما يُنكر عليها بل تكون العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ولا يضر سمعتها.

 

الصبر على الأزواج

     علي المرأة أن تصبر علي إيذاء زوجها لها، ولاسيما إذا كان الرجل صالحا، ولتكن نظرتها إلي الآخرة لتكون له زوجا في الجنة، فعن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال: يا بنية اصبري! فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده، جمع بينهما في الجنة أخرجه ابن سعد، وقال عمر - رضي الله عنه - لامرأة كانت تبغض زوجها حين صارحت زوجها بذلك فقال لها عمر: ما حملك علي هذا قالت: إنه استحلفني فكرهت أن أكذب؛ فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى علي الحب ولكن معاشرة علي الأحساب والإسلام.

 

النبى - صلى الله عليه وسلم - يمازح النساء

     عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة عجوز: إنه لا تدخل الجنة عجوز» فقالت: وما لهن؟ وكانت تقرأ القرآن، فقال لها: «أما تقرئين القرآن؟ {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}، وعن زيد بن أسلم مرسلا: أن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت إن زوجي يدعوك قال: من هو؟ أهو الذي بعينه بياض أي يا رسول الله؟ والله ما بعينه بياض فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل إن بعينه بياضا»، فقالت: لا والله: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وهل من أحد إلا بعينه بياض».

ذكاء المرأة وفطنتها

     حكت لنا كتب السير والتاريخ عن قدرة المرأة العقلية وذكائها فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها- لما هاجر رسول الله من مكة وكان معه أبو بكر الصديق فحمل معه جميع ماله، تقول أسماء: فأتاني جدي أبو قحافة وقد عَمِيَ فقال: إن هذا فجعكم بماله ونفسه، فقلت: كلا قد ترك لنا خيراً كثيراً فعمدت إلى أحجار فجعلتها في كوة البيت وغطيت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب فقلت: هذا ما تركه لنا فقال: أما إذا ترك لكم هذا فنعم.

امرأة في النار وامرأة في الجنة

     امرأة في النار: عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها، سليطة، قال: «لا خير فيها، هي في النار».

     وامرأة في الجنة: وقيل له - صلى الله عليه وسلم -: إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بالأثوار وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحدا، قال: هي في الجنة.

يا لها من امرأة عاقلة!

     كان الأوقص المَخْزُوميّ قاضياً بمكة، فما رًئى مثلُه في عَفافه وزُهْده؛ فقال يوماً لِجُلسائه: قالت لي أُمي: يا بني إنك خُلقت خِلْقة لا تصلح معها لمَجَامع الفِتْيان عند القيان «إنك لا تكون مع أحدِ إلا تَخَطتْك إليه العيون» فعليك بالدِّينِ فإنَّ الله يَرْفَع به الخَسِيسة وُيتمُّ به النَّقيصة، فنفعني اللهّ -تعالى- بكلامها وأطعتها فوليتُ القضاء، فيا لها من امرأة عاقلة!

 

أم البنين -رحمها الله

كانت تعتق في كل جمعة رقبة

أخت عمر بن عبد العزيز (رحمهما الله) كانت تعتق في كل جمعة رقبة، وتحمل على فرس في سبيل الله - عز وجل ومن أقوالها:

- أف للبخلٍ، لو كان قميصا ما لبسته، ولو كان طريقا ما سلكته.

- ما تحلى المتحلون بشيء أحسن عليهم من عظم مهابة الله - عز وجل - في صدورهم.

- جعل لكل قوم نهمة في شيء وجعلت نهمتى في البذل والإعطاء، والله للصلة والمواساة أحب إلى من الطعام الطيب على الجوع، ومن الشراب البارد على الظمأ، وهل ينال الخير إلا باصطناعه؟

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك