رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 14 ديسمبر، 2022 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1157

دور المرأة المسلمة في تنشئة الجيل الصالح

     إنه لحلمٌ يراود كل أم مسلمة تملّك الإيمان شـغـاف قلبها، وتربع حب الله -تعالى- وحب رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - في حنايا نـفـسـهـــا، حتى تــــرى ابنها وقد سلك سبل الرشاد، بعيدًا عن متاهات الانحراف، يراقب الله في حـركـاتــــه وسكناته، وأن تجد فلذة كبدها بطلاً يعيد أمجاد أمته، عالماً متبحراً في أمور الدين، ومبتكراً كـــل مباح يسهّل شأن الدنيا.

     إنـهـا أمنية كل أم مسلمة، أن يكون ابنها علماً من أعلام الإسلام، يتمثل أمر الله -تعالى- في أمـــور حياته كلها، ويتطلع إلى ما عنده عز وجل من الأجر الجزيل، يعيش بالإسلام وللإسلام.

     وسيـبـقـى ذلك مجرد حلم للأم التي تظن أن الأمومة تتمثل في الإنجاب، أو سيبقى رغبات وأماني لأم تجعل همها إشباع معدة ابنها وحسب، وتلك الأم التي تحيط أبناءها بالحب والحنان والتدليل وتلبية كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها أم الطالح، فـهـي أول مــن يكتوي بنار الأهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، وما في قلبها من قيم، ومـــا في ضميرها من أواصر؛ فإذا بابنها يبعثر ثروتها، ويهزأ بالمثل العليا والأخلاق النبيلة، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، والأم المدلّلة أول من يتلقى طعنات الانحراف، وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها.

     لابد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهــل فـي توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة، قــال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم: 6) فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار، فلابد من إحسان الـتـنـشـئـة، ولابــد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صافٍ وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع.

     أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَـــا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).

إفشاء روح التدين داخل البيت

     إن الطفل الذي ينشأ في أسرة متدينة سيتفاعل مع الجو الروحي الذي يشيع في أرجائها، والسلوك النظيف بين أفرادها، والنزعات الدينية والخلقية إن أُرسيت قواعدها في الطفولة فسوف تستمر في فترة المراهقة ثم مرحلة الرشد عند أكثر الشباب، وإذا قصّر البيت في التربية الإيمانية، فسوف يتوجه الأبناء نحو فلسفات ترضي عواطفهم وتشبع نزواتهم ليس إلا، فالواجب زرع الوازع الديني في نفوس الأبناء، ومن ثَمّ مساعدتهم عـلـى حـســــن اختيار الأصدقاء؛ وذلك بتهيئة الأجواء المناسبة لاختيار الصحبة الصالحة من الجوار الـصـالح والمدرسة الصالحة، وإعطائهم مناعة تقيهم من مصاحبة الأشرار.

نماذج من النساء الصالحات

سارة بنت هاران (زوجة إبراهيم) -عليه السلام

     سارة بنت هاران، (زوجة إبراهيم) -عليه السلام-، كانت عابدة لله منيبة مخبتة، أسلمت قلبها للواحد الأحد فعصمها وحماها من الفواحش، ذهب إبراهيم -عليه السلام- مع زوجته سارة إلى مصر، وكان على مصر ملك، طاغية من الطغاة، وفاجر من الفجار، وجبار من الجبابرة، فاختطف سارة من إبراهيم -عليه السلام-، فلما أدخلت عليه توضأت وصلت ركعتين وأسلمت قلبها إلى الله، وسألت الواحد الأحد أن يعصمها من هذا الفاجر، فأقبل منها الملك فرُكضت رجله ورُفست وخُسفت في الأرض، فرفع عنها، ثم أقبل منها فاستعاذت بالله، فانحدرت رجله في الأرض وأخذت به قشعريرة، ثم رفع عنها، ثم رجع ثالثة فاستعاذت بالله، فحماها وخُسفت رجله في الأرض قال: إنما قربتم لي شيطانة، خذوها، فذهبت، فأعطاها جارية فقالت لإبراهيم: «كفانا الله الفاجر وأخْدَمَنا جارية»، وهذا درس للنساء، أن من اعتصمت بالله وتوكلت عليه والتجأت إليه، عصمها الله وحمى عرضها، وأسلم قلبها للواحد الأحد.

 

لا للأغاني يا مسلمة!

      أختي الحبيبة، يا من تحمل هم الإسلام، وترجو طاعة الرحمن، لا يخفى عليك ما ابتلينا به في زمن الفتنة من طرب وغناء وموسيقى، حتى لا يخلو بيت من هذه المعازف، وقد قال -صلوات الله وسلامه عليه -: «ليكونن في أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، يمسون في لهوٍ ولعب، ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير»، وفي هذا الحديث تحريم صريح للمعازف، ولعنة للعازف والمستمع على حد سواء، وقد نهى -صلوات الله وسلامه عليه- عن الغناء في وقت كان فيه الحياء من شيم العرب، فكيف الآن والأغاني لا تخلو من كلام ساقط، ومناظر محرمة، ونشر من أخلاق فاسدة وقيم هابطة في مجتمعاتنا وبين أبنائنا وبناتنا، وما تملأ به رؤوسهم من أفكار واهمة، تفسد تربيتهم وتنشئهم تنشئة طالحة بعيدة عن كتاب الله وتعاليمه

 

من وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - للنساء

     عن عائشه رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ياعائشة، إياك ومحقرات الأعمال»، وفي لفظ: الذنوب «فان لها من الله طالبا».

     أختي المسلمة هذه وصيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأم المؤمنين عائشة وهي وصية غالية نفيسة، فهي تحذير من أمر يغفل عنه أكثر الخلق، ألا وهو صغائر الذنوب، قال أنس -بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم -: «إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات». قال البخاري: معنى ذلك: المهلكات.

للفتيات فقط

     هذه تنبيهات أبثها لكل من آمنت بربها، وصدقت برسولها، واستسلمت لدينها، أهديها لتلك الوردة الندية، والزهرة الجميلة، أنت يا فتاة الإسلام، إنها تنبيه وحقائق تجلي الحقيقة لذوي البصائر.

- احذري !!!

- المكالمات الهاتفية لغير المحارم إلا لحاجة شرعية وضرورة ملحة!

- التصوير بشتى صوره ومجالاته وأنواعه؛ فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر!

- الروايات الهابطة؛ فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف والأفكار الهدامة!

- المسلسلات والأفلام المضللة التي تقتل الحياء وتئد العفة وتقضي على الفضيلة!

- التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق والمنتديات التي تصب في نهاية المطاف بالمرأة إلى حياض

 الفتنة والرذيلة!

- رفيقات السوء وزميلات الأوهام اللاتي يتخبطن في أوتار المعاصي والضلالة وسيئ الأفعال!

- مصائب الفتن ومدلهمات العقوبات والتي طريقها المعاصي والذنوب، فما نزل بلاء إلى بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

 

من نوادر النساء

قيل لبدوية حسناء، ولها زوج قبيح: يا هذه، أترضين أن تكوني تحت هذا؟

فقالت: لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه، وأسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي؛ أفلا أرضى بما رضي الله به؟!

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك