رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 20 ديسمبر، 2022 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1155

لا تغفلي عن محاسبة نفسك

     حق على المرأة الصالحة ألا تغفل عن محاسبة نفسها، والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها؛ فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة، يمكن أن تشتري بها كنزًا من الكنوز، لا يتناهى نعيمه أبد الآباد، فإضاعة هذه الأنفاس، يجلب لصاحبها هلاكا وخسرانا عظيما، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلًا.

     وإنما يظهر لها حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، قال -تعالى-: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} (آل عمران:30)، فحاسبي نفسك - أمة الله - أولًا على الفرائض، فإن كان فيها نقص فتداركيه بالقضاء أو الإصلاح، ثم حاسبيها على المناهي، فإن ارتكبت منها شيئًا فتداركي ذلك بالتوبة والاستغفار والحسنات المكفرة لذلك، ثم حاسبي نفسك على الغفلة، فإن كنت قد غفلت عما خلقت له فتداركي ذلك بالذكر والإقبال على الله، ثم حاسبيها عما تكلمت به، أو مشت به رجلاك، أو بطشت يداك، أو سمعت أذناك، ماذا أردت بهذا؟ ولم فعلتيه، لمن فعلتيه؟ وعلى أي وجه كان؟ وكوني على ذلك حتى لقاء الله -تعالى-، فستفوزين بسبب هذه المحاسبة بالرضا والقبول - إن شاء الله - عند الله -عز وجل.

 

طفرة اجتماعية وجفاف أسري

     «يا قلبي، يا عمري، يا حياتي»، ألفاظ يطلقها الأصدقاء على بعضهم بعضا، وفي البيت جفاف عاطفي مع الأمهات والزوجات والأزواج، أم وأخت وزوجة يقرؤون هذه التعليقات لأبنائهم وإخوانهم وأزواجهم على الشبكات الاجتماعية لأصدقائهم، وداخل البيت لا يسمعون هذه الكلمات ولا أقل منها، ولا حتى أدب في الكلام.

     الطفرة العاطفية على الشبكات الاجتماعية بين الأصدقاء مظهر من مظاهر انفصام السلوك، وخلل وجداني في ترتيب الأولويات الاجتماعية، وتصنّع مفرط في طبيعة العلاقات، وتأنث في الألفاظ لا تجده بين الزوجين.

الكلمة الطيبة صدقة، والتلطف في الكلام سنة كبار النفوس، لكن التميع في الأوصاف والإكثار من إطلاقها ليس مظهراً سلوكياً حسناً، والحكمة وصف كل إنسان بمكانته.

 

نماذج مضيئة في الصبر والثبات على دين الله -تعالى

     الصبر والثبات هو أحد صفات الصحابيات، فقد صبرت الصحابيات من أوائل البعثة، وتحملّن الكثير من المشاق وأتعاب الهجرة وغيرها، فالسيدة خديجة -رضي الله عنها رغم مكانتها الشريفة وانتمائها إلى أشرف بطون مكة- إلّا أنّها صبرت وتحملّت الصعاب العديدة، ودخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعب أبي طالب، وعانت ما عانت من المتاعب والآلام والجوع والحصار، إلّا أنّها لم تضعف ولم تلن، بل بقيت ثابتة صابرةً محتسبةً، وكذلك كانت السيدة سميّة التي صمدت في وجه الكثير من أصناف الظلم والتعذيب الذي لاقته من كفار قريش وكبرائها، ولكنها -رضي الله عنها- لم تستسلم ولم تضعف وتترك الإسلام، ولكن ذلك الصبر عُوِّض خيرًا؛ حيث بشرّها رسول الإسلام بالجنة بمقولته الشهيرة: «صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ»، وأصبحت السيدة سميّة من أروع الأمثلة المضروبة في الصبر والثبات على مرِّ العصور والأزمان.

 

حكمة الصحابيات

الحكمة خُلُق فاضلٌ، ومن معانيها التعقّل وبُعد النظر والتصرّف وفقًا للشريعة، والحكمة بذلك المدلول هي إحدى صفات الصحابيات الكريمات، والمواقف الدالّة على تلك النقطة كثيرة، ومن النماذج المضيئة في هذا الشأن ما يلي:

 

حكمة السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها

     كانت سند الرسول وملاذه في بداية الدعوة ونزول الوحي، وقد أظهرت أعلى درجات الحكمة والرُشد في تعاملها مع الرسول، وتشجيعها له وتذكيرها له بصفاته الحسنة، وأن دعوته ستنتصر، وتسود رغم معارضة كفار مكة وحربهم الشرسة ضدّه -عليه السلام- فقد أعزّ الله -عزّ وجلّ- الإسلام، ونصر نبيّه.

 

حكمة السيدة أم سلمة -رضي الله عنها

     صلح الحديبية هو حدثٌ تاريخيٌ مشهور، فعندما حزِن الصحابة ورفضوا التحللّ من العمرة، ولم يتقبلوا منع قريش لهم زيارة البيت، ورجوعهم إلى المدينة وهم لم يطوفوا بالبيت العتيق، أشارت أم سلمة على رسول الله بأن يبدأ بالحلق ونحر الهدي أمام الصحابة، فما كان منهم إلّا أن سارعوا بالامتثال لأمر الرسول الكريم، والاقتداء بتصرفه في الحلق والنحر.

 

من آداب التعامل مع (الواتساب)

- عدم إرسال ما فيه مخالفة شرعية، كنشر الشائعات، وصور النساء، والمقاطع الموسيقية، أو الاستهزاء بالآخرين.

- عدم إرسال أخبار غير موثَّقة، والحرص على ذِكْر المصدر عند إرسال الفوائد العلمية والشرعية.

- التأكد من ثبوت الأحاديث النبوية الشريفة.

- التأكد من الضبط الإملائي والنحوي؛ فمع الأسف بلغ الحال بنا أن رأيتُ بعض الأخطاء في كتابة الآيات القرآنية.

- اختصارُ الرسالة فيه راحة للعين، ودفعٌ للمَلَل، وهو أَدْعى للقراءة.

- في بعض الأحيان قد يكون التحذير من بعض المنكَرات ترويجًا لها ودعاية.

- الشكر خُلُق راقٍ، فلا تحرِمي نفسَك الرد على من أفادك ولو بكلمة: «شكرًا»، ومن لا يَشكُر الناس لا يشكر الله.

- (الصورة التعريفية) و(الحالة) تمثِّلانِك في (الواتس آب)؛ فانتقيهما واحذري وضع صورتك الشخصية؛ فإن ذلك من الأفعال المحرمة.

- لا ترسلي كل ما يأتيك من رسائل ومقاطع لكل أحد؛ فالناس مقامات، وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.

- لا تعتبي على أحد قرأ الرسالة ولم يرد عليك، فلا تعلمين ظروفه عند قراءتها، فالتمسي العذر ولا تسيئي الظن.

- احذري أن تتجاهلي رسائل الأهل والأصدقاء، وإن كنت مشغولة، فوضحي ذلك ولو بكلمة.

- لا تضيفي أحدًا إلى قروب حتى تأخذي رأيه، فلعلها لا ترغب، فلو أضفتها دون علمها فقد أحرجتها وتدخلت في خصوصيتها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك