رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 3 يناير، 2023 0 تعليق

المرأة والأسرة – ١١٦١

النساء شقائق الرجال

     خلق الله -عز وجل- المرأة للغاية التي خلق من أجلها الرجل، وقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}؛ فمن أطاع الله أسعده في دنياه، وأثابه في آخرته، ومن عصاه نال جزاء معصيته، فشَقِيَ في الدنيا وتعس في الآخرة.

     والمرأة شقيقة الرجل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «النساء شقائق الرجال»، ولا فضل للرجل على المرأة من حيث ميزان الثواب والجزاء، فإن أكرم الناس عند الله -تعالى- أتقاهم لله، رجلاً كان أم امرأة، كما قال -جل شأنه-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. ولقد خلق الله -تعالى- الجنسين مكمّلين لبعضهما، فالرجل يكمّل المرأة ويحتاجها، والمرأة تُكمّل الرجل وتحتاجه، وبهما تقام الحياة على هذه الأرض، وتدوم البشرية إلى الأجل الذي أراده الله -تعالى.

     وقد أمر الله -تعالى- الرجل بأداء حقوق زوجته، كما أمر المرأة بأداء حقوق زوجها، وهو -سبحانه وتعالى- أعلم بمن خلق، كما قال: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ولعلمه -سبحانه وتعالى- بالمرأة، وما جبلها عليه من الخصائص، فقد علم الله -تعالى- ضعفها وعدم قدرتها على مزاولة الأعمال التي يقدر الرجل على مزاولتها، كما أنه سبق في علم الله -تعالى- أن الرجل لا يقدر على أعمال تختص بها المرأة، ومن ثم وزّع -سبحانه وتعالى- بينهما الوظائف تبعًا للخصائص، فكلّف الرجل بأعمال، وكلَّف المرأة بأعمال، وبأداء كل واحدٍ منهما لأعماله تستقيم الحياة.

 

واقعية الإسلام في التعامل مع المرأة

     إعطاء الإسلام حق القوامة للرجل دليل على واقعية هذا الدين وتمامه في فهم طبيعة المرأة وإمكاناتها، التي تجعل غالبية النساء غير قادرات على تحمل مسؤولية البيت مسؤولية كاملة، وتحمل أعبائه دائما. وقد يتساءل بعض الناس: هناك رجال يتخلون عن دور القوامة في البيت ويتركونه للمرأة؛ فهي تتحمل مسؤولية البيت في كل شيء، في حين أن الرجل قد نفض يده من كل شيء، فهل ذلك يعطي الحق في نقل حق القوامة من الرجل إلى المرأة؟

     بالطبع: لا، فالحالات الاستثنائية لا يقاس عليها ولا تخرق القاعدة، فالإسلام يتعامل مع المجموع وليس مع حالة فردية فيقيس عليها بقية الحالات.

 

احذرى أن تكونى من هؤلاء!

احذرى أن تكونى من هؤلاء النسوة اللاتي تبرأ منهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم :

1- المرأة التى تغضب زوجها

     عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امراته إلى فراشه فأبت أن تجيء، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح»، وفي حديث مسلم: «والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امراته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذى فى السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها».

2- المتشبهات من النساء بالرجال

     قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال:»لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل».

3- نساء كاسيات عاريات

     عن أبى هريرة - رضي الله عنه -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، روؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

4- النائحة

     عن ابن مسعود -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:» ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تصلى الملائكة على نائحة و لا مرنة».

 

المعايير الوهمية للجمال

     يُستغل مفهوم الجمال عندَ المرأةِ من خلال وسائلِ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ؛ حيث تُفرضُ معايير وهميّة باستخدام الصّور المعدّلة على برامج الحاسوب المختلفة؛ ممّا يجعل بعض الفتيات يسعينَ إلى تحقيق صورةٍ وهميّةٍ للجمال، ويسبب هذا الوهم مشكلات نفسيّة، مثل ضعف الثّقة بالنّفس وقلّة تقدير الذّاتِ، فتلجأ بعض النّساء إلى عمليّات التجميلِ، والهواجس الماديّة المتمثّلة في شراءِ مستحضراتٍ تجميليّة وغيرها من السّلعِ. وقد استُغلّ جمال المرأة بمفهوم عُرِفَ بسلعةِ الجمال، فربطَ جمالها بجانب الإعلاناتِ وعروض الأزياءِ، وهُمش دورها في مجالاتِ الحياةِ المُهمّة والمؤثّرة، فربطت المرأة نجاحها بمدى جاذبيتها الشكليّة؛ لذلك يجب عليها إدراك أن جمالها لا يرتبطُ بمعايير الإعلامِ الوهمية، فلكلّ فتاة جمالٌ يميّزها، ونجاح مرتبطٌ بثقافتها وجمال روحها وإنجازاتها في المجتمع.

جمال الدين والخُلُق

     قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ»، فإنّ جمال الأخلاق هو جمال الروح، ولأنّ جمال الجسد محدود وزائل، وجمال الروح باقٍ وليس محدوداً، فإنّ دين المرأة يغطّي على عيوبها الأخرى، فلا فائدة من مالها، ولا من جمالها، ولا حتى حسبها إذا انعدم دينها، ولكن إذا اجتمع في الزوجة الدين، والجمال، والمال، والحسب فهذا جميل، وينطبق عليه قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا!

 خير نساء الدنيا

     جعل الله -تعالى- تقوى القلوب ميزان التفضيل بين الخلائق، وسببًا لعلوّ مكانتهم عنده؛ حيث قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وعن خير نساء أهل الدنيا قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ»؛ حيث كان لكلّ واحدةٍ منهنّ تضحية، وعمل عظيم أدّته في سبيل دينها، ودعوتها حتى حازت هذه المنزلة الرفيعة عند الله -تعالى-؛ إذْ إنّهنّ لم يُبشرن بالجنة وحسب، بل رُفعن إلى حدّ الأفضلية المطلقة في الجنة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك