رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أميرة عبدالقادر 12 أغسطس، 2024 0 تعليق

المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة – دور المرأة المسلمة في صد الأفكار المنحرفة  10

  • التربية التي ينهل منها الفرد من أسرته تعد الحماية والحصانة لفكره وعقليته إذ تعد الأسرة المجتمع الأول الذي يعيشه الإنسان
  • مشكلة الانحراف الفكري تعود في أصلها إلى التربية وعدم إدراك الأم لما يحيط بأبنائها من تغيرات سلوكية وأخلاقية وفكرية

إن التربية التي ينهل منها الفرد من أسرته تعد الحماية والحصانة لفكره وعقليته؛ إذ تعد الأسرة المجتمع الأول الذي يعيشه الإنسان؛ ففيها يتعرف على البيئة من حوله، ويتعلم منها ويتأثر بها، ولا سيما الأم ودورها الكبير في التوجيه التربوي للأولاد نحو الفكر السليم الذي يخدم الأمة، ومن هنا فإنه يقع على عاتق الأم مسؤولية جسيمة في تربية النشء، والعمل على توجيههم نحو المبادئ الحميدة التي تجعلهم في خدمة أوطانهم وأمتهم.

وعي الأم وإدراكها للواقع

        مشكلة الانحراف الفكري تعود في أصلها إلى التربية وعدم إدراك الأم ووعيها لما يحيط بأبنائها من تغيرات سلوكية وأخلاقية وفكرية، فنجد أما تدرك تحرّكات أبنائها وتفكيرهم، وأخرى غير واعية بسلوك أبنائها وقلة مخزونها الثقافي، ويرجع هذا إلى عدم وجود نوع من التأهيل لهذه الأم حتى تتقن التعامل مع أبنائها، فاليوم لم تعد مسؤولية الأم في توفير الأمن الغذائي والوظيفي والحياتي للأبناء، بل تجاوزت مسؤوليتها أبعد من ذلك، فشملت ضرورة توفير الأمن الفكري والثقافي، وتوفير هذا النوع من الأمن يحتاج إلى أم واعية تدرك ما يحصل حولها في المجتمع، وتتقن التعامل معه، ومن هنا تظهر حاجتنا لمثل هؤلاء الأمهات الواعيات اللواتي يعرفن المسؤولية التي نحتاجها بأبعادها.

حدود مسؤولية المرأة المسلمة

        ولا تقتصر مسؤولية المرأة على الأسرة فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات شتى بعملها معلمة أو مربية أو مرشدة أو داعية؛ فكان لابد من الاهتمام بها وتحصينها تحصينا منيعا من خلال الاهتمام بتعليمها وإطلاعها على قضايا مجتمعها وإلمامها بمستحدثات عصرها وتحصين هويتها الإسلامية والعربية، والوقوف حيال انصياعها للأفكار الهدامة التى تعمل على انتكاس فطرتها والتمرد على عادتها وتقاليد مجتمعها وتعاليم دينها.

غياب المثل والقدوة

       ولا شك أنه كان لعوامل غياب المثل والقدوة ومشاكل العنف الأسري والتفكك العائلي أعظم الأثر فى نماء الانحراف الفكري الذي يرتع على أنقاض الخواء النفسى والفراغ العاطفى وحالات الحرمان والاكتئاب والجهل وغيرها، فيقع الشاب فى براثن الفكر المنحرف أو تبتلعه أفكار حب الظهور والشهرة والاختلاف والتمرد والخروج عن المألوف، حتى وإن كانت من بوابة الإفراط أو التفريط، وحينها تحتار الأم والأسرة فى التعامل مع هذا المنحرف فكريا ومعرفيا.

تصور مقترح

ومن الممكن صياغة تصور مقترح لمكافحة الانحراف الفكرى من قبل المرأة المسلمة استنادا للمنظور الإسلامي.

أسس البناء: أسس دينية وأخلاقية واجتماعية

-أولاً: الأسس الدينية وتشمل ما يلي:
  • التعويد على أداء الفروض والواجبات.
  • تنشيط الرقابة الذاتية والإحياء من قيمة الضمير الداخلي للإنسان.
  • غرس القيم العقائدية الصحيحة.
  • توجيه الفكر بما يتفق مع المنظور الإسلامي كما جاءت في الكتاب والسنة.
  • غربلة الفكر الدخيل بين الحين والآخر.
- ثانيًا: الأسس الأخلاقية وتشمل:
  • زرع القيم النبيلة والتدريب عليها ومعالجة الجنوح الأخلاقي والطباع والسجايا السيئة.
  • ربط الأخلاق بحسن التدين والعلاقة القوية بالله -جل وعلا.
  • تحديد الأخلاق الحميدة والتمسك بتطبيقها خلال المواقف التربوية المختلفة.
  • تنويع طرائق التحفيز على التطبيق.
- ثالثًا: الأسس الاجتماعية وتشمل:
  • التعويد على احترام الآخر ومراعاة الآخرين فى المجتمع.
  • قبول قضايا الخلاف وكيفية التعامل معها بضوابط الأدب والاحترام والموضوعية والبحث عن الدليل والبرهان.
  • كيفية التعامل مع الآخر على اختلاف اتجاهاتهم بمرجعية منهجية من الكتاب والسنة.
   

وقاية الأبناء من الفكر المنحرف

يمكن للأم التركيز على بعض المهام التى تستطيع من خلالها وقاية أبنائها من الانحراف الفكري وهي كالتالي:
  • إعداد جدول تنفيذي يحتوي على القيم والمبادئ المناهضة للأفكار المنحرفة، ويتم تربية أولادها على نهجه عبر التعليم والتربية والتثقيف ورفع درجات الوعي والتوجيه المستمر والرقابة المعتدلة واختيار رفقاء الصالحين واختيار المواد التي يطالعها الناشئ.
  •  تحديد جلسة أسبوعية يطرح فيها أعضاء الأسرة مستجدات حياتهم ومشكلاتهم، ويقوم الآباء بمشاركة الأبناء بتقديم حلول ناجحة.
  •  تقنين حلقة أسبوعية أخرى تعنى بتفسير آيات القرآن وأحاديث السنة المطهرة ليتعرف الناشئ على الاعتدال والتوسط فى الفكر الإسلامى وتعويده على منهجية القرآن والسنة بعيدًا عن التعصب والجهل.
  • إنشاء صندوق عائلي يسمى صندوق المصارحة، يمكن لأعضاء الأسرة وضع ما يراودهم من أفكار أو مداخلات خلال الأسبوع، ومن ثم يتم طرح هذه ألأفكار للنقاش والمحاكمة في الجلسات العائلية.
  • تحديد زيارات للمكتبات يتم فيه انتقاء الكتب المفيدة التي تغرس القيم والفضائل الدينية على حسب أعمار الأبناء أو استعراض بعض مواقع للكتب المفيدة بهذا الشأن وإجراء نقاش وتفنيد لمحتوى الكتاب.
  • تحديد ساعة يومية تسمى ساعة المصارحة، يتحدث فيها الناشئ عما يدور بخلده وتواجه الأم والأب ذاك الطرح بتناول هادئ ومنطقي مستندا على قواعد التفكير السليم.
  •  اللجوء للطب النفسي أو الاستشارة النفسية والاجتماعية لمساعدة حالات الجنوح الفكري لدى أحد الأبناء.
  • جدولة أوقات للتنزه والخروج لتجديد الطاقة النفسية للناشئين والأسرة، وإعانة الأبناء لتخطي مشكلات التعثر الدراسي أو التأخر التحصيلي بحلول مناسبة.
  • مراقبة الحالة النفسية والوجدانية للناشئ والناشئة، وعدم الاكتفاء بتأمين الحاجات المادية وحسب؛ فكثير من حالات الانحراف الفكري سببها حالة اكتئاب ناتجة عن وحدة أو حرمان عاطفي أو فراغ فكري.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك