المدير العام لمركز أبي هريرة ومسجد الكويت في كندا: مسجد الكويت قدم إضافة للمراكز والجاليات الإسلامية
إنّ الدعوة الإسلامية في الغرب تتطور بطريقة إيجابية؛ لما تتمتع به من حرية نسبية، برغم ما يكتنفها من صعوبات؛ وعليه فإننا نحاول تسليط الضوء على بعض المراكز الإسلامية الناجحة؛ لمعرفة أحوال المسلمين الدعوية هناك، ومن هذه المساجد: مسجد الكويت في مدينة (تورنتو) الكندية، الذي يعد من أهم المساجد في أمريكا الشمالية، وقد قدم خدمات دعوية واجتماعية للجالية الإسلامية في مدينة تورنتو (كبرى مدن كندا)، ولمعرفة المزيد عن أحوال هذا المركز، أجرينا هذه المقابلة مع المدير العام للمركز والمسجد محمد حسن أحمد.
- متى أُسس مسجد الكويت، وما نشاطاته الدعوية؟
تأسس مسجد الكويت عام ٢٠١٤، ويعد من أكبر المساجد في أمريكا الشمالية، ويؤدي للجالية الإسلامية أدوارًا متعددة، فهو مكان للعبادة، ومركز ثقافي واجتماعي، تُقام فيه الدروس العلمية واللقاءات الاجتماعية وعقود الزواج وحفلات ختم القرآن للأبناء ، فضلا عن وجود مدرسة ومركز لتحفيظ القرآن، وقد تم -بعون الله- شراء مبنى كنيسةٍ كبيرة، ثم حُولت إلى مسجد، سمي بـ(مسجد الكويت)؛ عرفاناً بدور أهل الكويت الأعزاء في شراء تلك الكنيسة وتحويلها إلى بيت من بيوت الله، وفيه تتم الآن معظم النشاطات الثقافية والمحاضرات الدينية والشرعية والرياضية، بينما يُستخدم المبنى القديم مدرسةً إسلامية، وتُقام فيه بعض النشاطات الثقافية والدعوية والأنشطة المدرسة.
- ما سر نجاح مسجد الكويت حتى غدا أحد أكبر المساجد في كندا وأهمها؟
السبب هو كونه مركزاً دعويا، تلجأ إليه الجالية الإسلامية ليسد حاجاتها الدينية والاجتماعية، ولاسيما تربية النشء على الآداب الإسلامية، وتحفيظهم القرآن الكريم، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية التي يحتاجون إليها في أوقات فراغهم؛ لإبعادهم عن الأماكن المختلطة ثقافيا؛ للحفاظ على هويتهم الإسلامية؛ لذلك فإن مسجد الكويت يُنفذ برامج مكثفة للأطفال وللشباب، تقدمها المدرسة الإسلامية، وهذه البرامج المكثفة هي التي تحتاج إليها الجالية، وهي النقطة التي يمتاز بها عن غيره؛ لأن الهدف الأساسي للمراكز الإسلامية هو الهدف الدعوي والتعليمي؛ لذلك يقوم مسجد الكويت بتكثيف البرامج العلمية والثقافية.
- متى تأسست المدرسة الإسلامية التابعة لمسجد الكويت؟ وهل هناك ما يميزها عن غيرها من المدارس؟
تأسست المدرسة الإسلامية عام ٢٠١٦، وهي مدرسة ابتدائية ومتوسطة، وتدرّس المنهج الدراسي الرسمي فضلا عن بعض المواد الشرعية، وهناك مدرسة أخرى نهاية الأسبوع يومي (السبت والأحد)، وتهتم بالمواد الشرعية، ولديها طاقم تدريسي مقتدر، يقوم بتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية منهج مميز، وكذلك لدينا مدرسة دار الترتيل المتخصصة في تحفيظ القرآن الكريم، ولديها قراء متميزون على كفاءة عالية في مجال التحفيظ، وقد تخرج فيها ثمانون حافظا حتى الآن، وهناك ستون آخرون في طور المراجعة النهائية حاليا ، وسيتخرجون قريباً ، ومن الجدير بالذكر أن هناك إقبالاً كبيراً على هذا البرنامج؛ حيث إن برنامج دار الترتيل في المركز يتميز عن غيره من البرامج في مدينة تورنتو، بكونه يركز على التجويد وحفظ القرآن بطريقة متقنة، لا على الحفظ فقط.
- ما البرامج التي يقدمها مسجد الكويت للجالية؟
هناك برامج عدة تُقدم، وتختلف بحسب الفئات العمرية للجالية، فمثلا هناك حلقة مساء كل جمعة، تشمل دروسا من السنّة ومن سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكذلك هناك دروس لتصحيح القراءة للكبار، ودروس في تفسير القرآن الكريم، ومحاضرات عامة فضلاً عن الدروس التي تُنشر في البث المباشر عبر الشبكة العنكبوتية.
ويقدم مسجد الكويت أيضاً برامج موسمية للأطفال مثل: برنامج (اقرأ) الصيفي، وبرنامج الكشافة الصيفي النهاري، وبرنامج (الحفظ) الصيفي، ورحلات الكشافة الصيفية، كما يقدّم برامج موجهة للشباب ومنها: برامج العمل في الصيف، وهو برنامج متميز لتوظيف الشباب في فترة الصيف، تقدمه الحكومة الكندية، ويتوسط فيها المركز ليوجه طاقات الشباب في العمل بالمساجد والمراكز الإسلامية بدلا من المطاعم والكافيتريات، وكذلك يقدم المسجد برامج خاصة لرياضة كرة السلة للشباب والفتيات كلٌّ على حدة؛ لشغل فترات الفراغ لديهم في فترة الصيف؛ حفاظا عليهم من الذوبان في الثقافة السائدة، وفضلا عن ذلك يقدم المركز دروساً في العقيدة والحديث والفقه للفتيات صيفا في يومي السبت والأحد.
وهناك إقبال كبير على برنامج المدرسة الإسلامية الخاص في نهاية الأسبوع، ويدرس فيه حالياً حوالي ٣٠٠ طالب وطالبة؛ لأن معظم الطلبة الذين يدرسون خلال أيام الأسبوع في المدارس الحكومية، ويأتون إلى المركز في يومي السبت والأحد؛ ليتعلموا مبادئ دينهم، كالتربية الإسلامية والسيرة النبوية ودروس العقيدة والفقه والحديث ، وكذلك لترسيخ القيم الإسلامية للمحافظة على هويتهم الدينية .
- ما أهم نشاطات مدرسة (اقرأ) ؟ وبم تتميز عن مدرسة نهاية الأسبوع؟
مدرسة (اقرأ) هي مدرسة تأسيسية، تهتم بتعليم التلاميذ الصغار الحروف العربية كتابةً وقراءةً، وقد أُسست للراغبين في تعلم القرآن الكريم، ولكن لديهم بعض الصعوبات في القراءة والكتابة، وتضم المدرسة حوالي ١٠٠ طالب وطالبة ، وبفضل الله -تعالى- يتعلمون القراءة خلال بضعة أشهر، وبعضهم يلتحقون بقسم الحفظ، أو يواصلون في هذا البرنامج حتى يختموا القرآن الكريم.
- ما البرامج الدعوية التي يقوم بها مسجد الكويت ؟
يستضيف مسجد الكويت الدعاة من داخل كندا وخارجها، وينفذ برامج دعوية أسبوعية وموسمية، مثل المحاضرات والدروس الأسبوعية في مساء الجمعة ويومي السبت والأحد، وهناك دروس أسبوعية في السيرة النبوية والحديث والتفسير، وكذلك تُعقَدُ في مسجد الكويت ندوات ومؤتمرات موسمية، فضلا عن مسابقة تورنتو الدولية التي عقدت في ثلاثة مواسم مختلفة .
وفضلا عن ذلك، يقدم مسجد الكويت -في شهر رمضان المبارك- برامج مختلفة، كالإفطار الجماعي، وصلاة التراويح، ويستدعي -دوماً- كبار القراء من دول العالم الإسلامي، وتعقد حلقات يومية قبل الإفطار، فضلاً عن تقديم الإفطار للصائمين يوميا في المركز؛ حيث يُوزع ما يقارب ٥٠٠ وجبة في أيام الأسبوع، وحوالي ٨٠٠ وجبة كل يوم سبت، وكل يوم أحد؛ حيث يزداد الإقبال على المركز في يومي الإجازة، ومن عادة الجالية الإسلامية في كندا أنهم يحبون الإفطار في المساجد في شهر الصيام؛ إحياء للشهر الفضيل وإظهار وحدتهم.
- ما أقسام المسجد الأخرى؟
يتكون مسجد الكويت من المبنى القديم، وهو حاليًا مبنى المدرسة الإسلامية، وفيه مصلىً للنساء، وغرف للتدريس، والمبنى الجديد لمسجد الكويت يشتمل على مصلى كبير وغرف وقاعات للمناسبات، وهو المبنى الرئيس الذي تم شراؤه مؤخرًا، وحُول من كنيسة إلى مسجد الكويت بفضل الله -تعالى-، وبجهود أهل الخير في دولة الكويت، جزاهم الله خيراً .
ومن الجدير بالذكر أن مسجد الكويت قد قدم إضافة نوعية للمنطقة التي يوجد فيها؛ حيث يقع في أهم جزء من مدينة تورنتو، وعلى محور شبكات طرق رئيسية، وتوجد في منطقته مباني شركات رئيسية، وقد ساعد هذا الموقع المتميز على نجاح المركز وإقبال الناس عليه.
- هل لكَ أن تذكر أسماء بعض العلماء والدعاة الذين جاؤوا من دولة الكويت لزيارة مركز أبي هريرة ومسجد الكويت؟
قام بزيارة مسجد الكويت بعض العلماء والدعاة من خارج كندا ولاسيما من دولة الكويت، وكان من أشهرهم: الشيخ د. عثمان بن محمد الخميس، ود. خالد شجاع العتيبي، والشيخ علي صباح الهرّان، ود. عبدالعزيز فاضل العنزي، ود. فهد الجنفاوي، والأخ خالد الصفران، وكانت زياراتهم لتقديم محاضرات أو دورات علمية، ومشاركة تحكيم مسابقات قرآنية كمسابقة تورنتو الدولية للقرآن الكريم.
- ما خططكم الحالية والمستقبلية في مسجد الكويت؟
في ختام هذه المقابلة علينا أن نشير إلى أن المركز بحاجة إلى إضافة مرافق جديدة، كأماكن للوضوء وإضافة حمامات جديدة، وكذلك عمل توسعة في المدرسة الإسلامية، وإضافة صالة للرياضة، وفرش مصلى النساء بالسجاد، وتجهيز غرفة لتغسيل الموتى، وهذا مهم جدا للمسلمين؛ حيث إنه لا يوجد أماكن مخصصة لتغسيل الموتى في المستشفيات؛ لذلك نهتم بتغطية هذه الحاجة المهمة للمسلمين في المنطقة التي يقع فيها مسجد الكويت خدمة لهم.
لاتوجد تعليقات