المخالفات الشرعية في مساجدنا
المسجد بيت الله، وله مكانة عظيمة في قلوبنا جميعا، ولقد اهتم الشارع بعمارتها، قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة:18)، وفي الحديث: «من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له به بيتا في الجنة».
ولقد بنى رسولنا صلى الله عليه وسلم مسجد قباء، والمسجد النبوي، وسار على ذلك الدرب الصحابة والتابعون ومن تبعهم. والمسجد للطاعة ولجميع المسلمين، وللذكر، والتعلم، والتعليم؛ ففي الحديث: «إنما هي لذكر الله والصلاة» رواه البخاري.
وفي هذه السنين ظهرت مخالفات في المساجد خطيرة منها: تحويل المساجد إلى قبور وأضرحة! وفي الحديث: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» متفق عليه. والقبور تفضي إلى الشرك من خلال عبادة وتعظيم غير الله -عز وجل-، وجاء النهى في حرمة تجصيص القبور ووضع القباب والحجرة وغيرها!, وكذلك الزخرفة في المساجد ووضع ديكورات مبالغ فيها ورسومات على السجاد، وهذا يشغل المصلين عن الطاعة، وجاء النهي في قوله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى تتباهى الناس في المساجد» رواه أحمد.
حتى المصاحف وضعوها في علب ذهبية أو فضية أو زخارف مبالغ فيها، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه : «إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم» رواه ابن أبي شيبة.
وكذلك الإسراف في الستائر والأساس وحتى الماء والطعام، قال تعالى: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}، وأصبحت الأصوات عالية في المساجد بأحاديث دنيوية، فضلاً عن ارتفاع أصوات الموسيقى عبر الهواتف النقالة، وفي الحديث: «فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة».
وأيضا بات بعضهم يجلس في المسجد ولا يصلي ركعتين تحية المسجد، وبعضهم ينام في المسجد، وبعضهم رائحته تؤذي الجميع رغم وجود الروائح الذكية الموجودة في أغلب المساجد، قال تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}.
وبعضهم يأتي بملابس النوم، أو بملابس ضيقة، أو شفافة، أو عليها صلبان لنوادٍ رياضية، أو ملابس تظهر فيها الركبتان وأعلاهما، وبعضهم يأتي متأخرا عن الجمع والجماعات، ولا يحضر إلا التسليم، وبعضهم بمجرد انتهاء الصلاة يخرج ولا يسبح، ولا يذكر الله تبارك وتعالى!
ومع الأسف بعضهم ترك الذكر عند دخول المسجد: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج يقول: اللهم إني أسألك من فضلك» رواه مسلم.
وأيضا كثرت الأحاديث حول البيع والشراء، وفي الحديث: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك».
وبعضهم ينشد ضالته في المسجد، «وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ينشد ضالة في المسجد، فقال: «لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا» مسلم.
ومن المظاهر عدم الاهتمام بتسوية الصفوف، فضلاً عمن يحضر أطفاله وهم دون سن السادسة، وقد تخرج منهم أصوات أو أمور لا تحمد عقباها، وبالمقابل نجد من ينفر الأطفال من المسجد بسوء التعامل .
ومن المظاهر المؤذية رؤية القاذورات أو الحشرات أو المناديل، وعدم إزالتها واحتساب الأجر عند الله -تبارك وتعالى.
وبعضهم أدمن على هاتفه منذ دخوله إلى المسجد إلى أن تقام الصلاة، ثم إذا انتهت الصلاة هرع إلى هاتفه وفتحه.
ومع الأسف وقت الأذان أو الإقامة تسمع من يرفع صوته بالحديث الجانبي، وقد تجد من يدخل المسجد ويضع أحذيته أمام الأبواب دون ترتيب؛ مما يؤذي أصحاب الاحتياجات الخاصة عند الدخول إلى المسجد.
وأيضا تجد بعض الناس يأتون بمصاحف أو كتب أو نشرات ممزقة ويضعونها في المسجد، وهذا خطأ؛ فالإهداء للمسجد يجب أن يكون نظيفا وجديدا، ويتفق مع منهج أهل السنة، ويوقف لله -تبارك وتعالى. ومن المحزن انتشار السرقات في المسجد من الأحذية إلى الهواتف النقالة إلى ساعات الحائط إلى المصاحف إلى غيرها! فالسرقة حرام وتشتد حرمتها عندما تكون في المسجد.
نسأل الله أن يصلح الأحوال، ويجعلنا وإياكم ممن يتمسك بخير الكلام وبصحيح هدي سيد الأنام.
لاتوجد تعليقات