
المحافظة عليهن واجب المجتمع
- يجب على المسلمة الالتزامِ بالدين الحنيف والتمسكُ بأخلاق الإسلام ومكارمِه، والبعد عن كل ما يقلل من منزلتها وكرامتها، وقد رتب الله على ذلك الأجر العظيم {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(الأحزاب: 35).
- ومن تماسك المجتمع وقوته أن تصون المرأة نفسها من كل ما يثير مشاعرها وأحاسيسها في الجانب السلبي، قال -تعالى- آمرًا المؤمنات بالالتزام بغض البصر وما قد يتبعه من أمور تمس كرامتهن: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور: 31).
- والحياء ميزة عظيمة للمرأة المسلمة، لا ينبغي أن تتخلى عنه مهما كان؛ فإن الحياء شعبة من الإيمان؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «الحياء لا يأتي إلا بخير».
- وعلى المرأة المسلمة أن تخشى الله في السر والعلن، وتراقبه -سبحانه- في كل تصرفاتها، صغيرة كانت أم كبيرة، قال -تعالى-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر: 19)، والله قريب منا ويحاسبنا على كل أقوالنا وأفعالنا، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد}(ق: 16- 17)؛ فعلى المرأة المسلمة أن تزكي نفسها، وأن تحاسبها في كل حين.
- وقد كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وهو قدوتنا، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقًا»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق».
- والواجب على الرجال إعانة المرأة المسلمة على القيام بالواجبات المطلوبة منها، والانتهاء عن المحرمات، ولاسيما في حفظ كرامتهن، وعدم النظر إليهن متى ما كانت محرمة عليه.
- وعدم الخلوة بهن، أو الاختلاط معهن، ولاسيما إذا صاحب هذا ما هو محرم أصلا، كالغناء، والغزل، والتشبب مع الرقص والتمايل، واجتماع النساء والرجال في مكان واحد، لا يجمعهم إلا الغناء أو الشعر! والله -عز وجل- يحرم كل ما يدعو إلى مفسدة، يقول -تعالى-: {ولا تقربوا الزنى}، ولا يخفى على عاقل أن النظر المحرم بريد الزنا، وما كان أشد من النظر؛ فهو أشد منه!
- قال -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}.
- ويجب الحذر من التشبيب وهو الغزل، أي ترقيق الكلام بذكر النساء، تغزل: يقال شبب الشاعر بفلانة، أي عرض بحبها، وذكر حسنها، والمراد ترقيق الشعر بذكر النساء، وقد يطلق على إنشاد الشعر وإنشائه، وإن لم يكن فيه غزل، وقال ابن القيم في مدارج السالكين: غالب التغزل والتشبيب: إنما هو في الصور المحرمة، ومن أندر النادر تغزل الشاعر وتشبيبه في امرأته!
لاتوجد تعليقات