المالاويـــــون فـــي شهـــر رمضــــان
يفرح المسلمون في مالاوي بقدوم شهر رمضان كغيرهم من المسلمين في بقاع الأرض؛ وذلك لإقامة ركن الدين وهو الصوم، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185).؛ فينتظر المسلمون في أواخر شهر شعبان استطلاع هلال رمضان بواسطة القائمين على جمعية مسلمي مالاوي، ويتشوف المسلمون بالسماع إلى (راديو إسلام) وهي الإذاعة الإسلامية الوحيدة في مالاوي، وهي المنبر الإعلامي الوحيد للمسلمين؛ فما أن يبدأ شهر رمضان حتى يهرع المسلمون إلى المساجد لصلاة القيام، ويصلون عشرين ركعة، ويوترون بثلاث بعدها.
ومن اللافت للنظر في أدائهم لصلاة التراويح السرعة في الصلاة، حتى إنك لا تكاد تميز قراءة الإمام؛ وذلك حتى ينتهوا من الصلاة في أوجز وقت, وهذا مخالف لهدي الرسول[ الذي يجب على المسلمين الالتزام به.
المظاهر الرمضانية:
المظاهر الرمضانية في مالاوي لا توجد إلا تقريبا في المساجد الكبيرة، من ذلك إطعام الصائمين بالتمر والخبز وغيره، أما ما عدا ذلك فلا يوجد أي مظاهر لشهر رمضان، حتى إنه في بعض المناطق التي لا يوجد بها مسلمون أو بها مسلمون قليلون لا يعرف الناس أي مظاهر من مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان.
ولا تثريب علي إذا ذكرتُ أنه في القرى النائية في الجبال تجد المسلمين قد لا يعرفون بدخول شهر رمضان؛ وعليه فلا يصومون؛ وهذا ناتج عن أسباب منها: الفقر ومنها: الجهل بالدين وعدم الاكتراث.
إطعام الطعام
قال تعالى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}(الإنسان : 8 -9).
ومن المظاهر الجيدة التي تدل على روح التواصل والمحبة بين المسلمين في مالاوي ما تراه في بعض المساجد سواء في القرى أم في المدن؛ حيث يتجمع النساء بعد العصر وكل واحدة تأتي بما تستطيعه من بيتها من طعام، فيجهزون طعام الإفطار، ومنه السويق، وهو مشروب يصنع من دقيق الذرة مع قليل من السكر، مع الماء على النار ثم يترك ليبرد ويُشرب. ويصنع أيضًا من دقيق الأرز وهو أجود.
ومن طعامهم أيضا البطاطا الحلوة المسلوقة في الماء، أو السيما، وهي عجين دقيق الذرة، وتؤكل هكذا نيئة (أي عجيناً).
وعليه يقل في طعامهم اللحم والأرز وما شابه؛ لأن الناس يغلب عليها الفقر والحاجة والله المستعان؛ ولهذا كان حرص شيخنا (وحيد بالي) المشرف على جمعية آفاق المستقبل على إطعام الطعام في رمضان على الإفطار بالمساجد؛ فندخل القرية، ونعد الطعام (اللحم والأرز) ثم نطعم المسلمين بالمسجد عقب أذان المغرب في رمضان؛ مما كان له أكبر الأثر في نفوس فقراء المسلمين والحمد لله على توفيقه.
لابد من إمام يؤمهم في صلاة التراويح بالمسجد:
ومن الجدير بالذكر أن مسلمي مالاوي كغيرهم يحبون الدين والعلم، ويرفعون شأن أهله، ففي القرى النائية يستقدمون (الشيخ) أو (الإمام)ويدفعون له ما يستطيعون، أو يبحثون عمن يدفع له من القادرين والموسرين نظير أن يؤمهم في الصلوات، ولاسيما في شهر رمضان في صلاة التراويح؛ وإلا فإنهم قد لا يجدون من يصلي بهم؛ لأنه لا يوجد في القرية من يحفظ ولو قصار السور لإقامة الصلاة.
وحتى من يستقدمونه لا يصلي إلا بقصار السور، وقد يكررها في الركعات نظرا لقلة محفوظاتهم وضعفها، بل يوجد بعض الأئمة الذين يقرؤون دائما في الركعة الثانية من كل ركعتين سورة الإخلاص، ففي الأولى سورة قصيرة وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص حتى ينتهي من صلاة العشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث.
ثم يتكرر العمل في كل ليلة، وهذا يدفعني إلى القول: بأنه لابد من الاهتمام بالمدارس القرآنية ومد يد العون لها، بالنفقات العينية والمادية، وأنه لا يكتفى ببناء مسجد بل لابد من كفالة إمام يقوم بالدعوة فيه، مع متابعة الإمام باستمرار للوقوف على أدائه.
ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» أذكر بالخير القائمين على جمعية آفاق المستقبل وعلى رأسهم الشيخ الفاضل وحيد بالي حفظه الله لاهتمامهم بهذه المسألة ألا وهي: كفالة الأئمة المحليين للمساجد التي تبنيها الجمعية؛ فإن بناء مسجد فقط في إفريقيا كلها لا يكفي، بل لا بد من توفير الداعية المحلي المؤهل، مع متابعته باستمرار حتى لا يترك المسجد، ويظل يتلقى كفالته وراتبه.
لاتوجد تعليقات