رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالقادر علي ورسمه 27 يونيو، 2016 0 تعليق

المؤتمر الثالث عشر لمركز (أبو هريرة) يختتم أعماله تحت شعار: تربية الأبناء إنقاذ للأسر

بشير شيل : تكثيف مثل هذه اللقاءات وفتح مدارس إسلامية مهم لحماية الأبناء؛ لأن انضمامهم إلى المدارس العمومية يهدد هويتهم الإسلامية

محمد عمر: إذا أرادت الجالية المسلمة الحفاظ على هويتها لابد من ربط الناس بعقيدة الأمة وتاريخها ولغتها وأوطانهم الأصلية ولاسيما الأجيال القادمة

 

يعد مركز (أبو هريرة) في كندا من المراكز الإسلامية النشطة التي تهتم بالدعوة وتثقيف الجالية الإسلامية في مدينة تورونتو، وفي كندا عموما، ويعقد المركز العديد من الدروس العلمية الأسبوعية وباللغات العربية والإنجليزية والصومالية، كما أنه يعقد مؤتمرا سنويا للجالية الصومالية التي تعد من أكبر الجاليات الإسلامية في كندا، ويبلغ عددها أكثر من مئة وخمسين ألفا.

     واستضاف المؤتمر هذا العام العديد من الدعاة والشخصيات الصومالية المعروفة لدى الجالية أمثال شيخ محمد عمر درر -رئيس المحكمة الشرعية وإمام مسجد نور الهدى في مدينة هرجيسا- والشيخ بشير شيل -إمام مسجد خالد ابن وليد في تورونتو- والدكتور سعيد محمد فارح -رئيس ديوان الزكاة في صومالي لاند- وشيخ عبد النور ويرار -إمام وخطيب مسجد قباء- في غرب لندن.

     ويأتي المؤتمر في هذا العام في وقت تعاني فيه الجاليات الإسلامية عموما والجالية الصومالية خصوصا العديد من المشكلات الأسرية، وازدياد الجريمة في أوساط الشباب؛ مما جعل الكثير من المؤسسات الدعوية تتنادى إلى حل هذه الإشكالات، وتكثيف البرامج الدعوية لتوعية الجالية الإسلامية وطرح بدائل تربوية، وكانت بداية فعاليات المؤتمر في مدينة أوتاوا عاصمة البلاد، وتم إلقاء العديد من البرامج العلمية ومحاضرات ثقافية، وكانت على النحو الآتي: (الجالية المسلمة في الغرب كيف تحافظ على هويتها؟)، (مسؤولية أولياء الأمور في تنشئة الجيل الصالح)، (الإسلام وتقوية أواصرة المحبة بين أبنائه)، (دور المرأة المسلمة في تنمية المجتمع)، (الحلول الإسلامية في مشكلات الأسرة)، (أثر الذنوب والمعاصي في استقرار الأسرة)، (الوصايا العشر في سورة آل عمران)، (خطورة الوقوع في أعراض المسلمين)، وغير ذلك من المحاضرات والندوات العلمية، واستمر المؤتمر تسعة أيام وفي ثلاث مدن كندية مختلفة، بدأ من أوتاوا العاصمة الفدرالية للبلاد، ثم تورونتو، ثم في إدمانتون الواقعة في غرب البلاد التي اختتم فيها ندوات المؤتمر في هذا العام.

الوحدة والحفاظ على هويتهم

     ومن جانبه يقول الشيخ محمد عمر درر: إن الجالية الإسلامية في هذه البلاد تحتاج إلى مثل هذه المؤتمرات والاهتمام بوحدتها والتماسك فيما بين أبنائها، وإلا فإن هذه الجالية قد يصيبها العديد من الأمراض الاجتماعية التي تبعد الناس عن دينهم، وتعيق تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة، وفي هذا الصدد حث الشيخ الجالية الإسلامية على أن تستفيد من هذه المؤتمرات، وأن تتعاون فيما بينها في مجالات الخير حتى لا تذوب في هذه  المجتمعات التي تختلف عنهم ثقافيا ودينيا، كما أكد أهمية استخدام الوسائل العصرية لمثل هذه الاجتماعات لجذب الأجيال الصاعدة وتحفيزهم للمشاركة بشرط ألا تخالف هذه الوسيلة الشريعة الإسلامية.

     وعن كيفية الحفاظ على هوية المسلمين في هذه البلاد يقول الشيخ محمد عمر: إذا أرادت الجالية المسلمة الحفاظ على هويتها لا بد أن ينظروا إلى هذه الأمور التي تمثل الركن الأساس للحفاظ على الهوية التي تمثل عقيدة الأمة، وتاريخها، ولغتها، وربط الناس بأوطانهم الأصلية ولاسيما الأجيال القادمة الذين يسهل ذوبانهم تحت الثقافة السائدة إذا لم يتم ربطهم بعقيتهم وتاريخهم الإسلامي المجيد، ويؤكد الشيخ أن الاهتمام بوحدة كلمة المسلمين في هذه  البلاد تمثل عاملا أساسيا لحفظ هوية المسلمين؛ لأن الخلافات والشحناء تضعف كلمة المسلمين، بينما يحتاجون إلى الأخذ بحقوقهم والدفاع عنها بوحدة الكلمة والبعد عن الاختلاف، وقال سبحانه: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، وقال أيضا: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.

الملتقيات العلمية والمدارس الإسلامية

     وفي حديث متصل أكد الشيخ بشير شيل -إمام مسجد خالد بن وليد في تورونتو- أهمية المؤتمر مشيرا إلى أنه كان من أهم المؤتمرات التي شارك فيها؛ من حيث عدد المشاركين والمواضيع المقترحة، مبينا أهمية تركيز قضية الأسرة وتربية الأولاد لحاجة الجالية الإسلامية لمثل هذه الحلول الإسلامية بسبب ازدياد المشكلات التي يتعرض لها الشباب في الآونة الأخيرة التي تجعل العلماء وأولياء الأمور والمهتمين في شأن الجالية أن يتنادوا في وضع الحلول المناسبة، وإيقاف هذا النزيف الذي يمثله انجرار الشباب نحو الجريمة أو الثقافة المنفلتة، وشدد الشيخ على الاهتمام بعقد العديد من المؤتمرات لحاجة الجالية إليهم، مشيرا إلى أن ازدياد الحضور مستمر عاما بعد عام، يؤكد رغبة الجالية إلى التوعية المستمرة  والمؤتمرات الدورية التي تمثل لهم منبعا للعلم والتواصل مع العلماء.

الحفاظ على الهوية

     وعن تربية الأبناء والحفاظ على هويتهم الإسلامية تحت ضغط هذا الواقع يرى الشيخ شيل أن تكثيف مثل هذه اللقاءت وفتح مدارس إسلامية يعدان من العوامل المهمة لهذا الشأن؛ لأن قلة المدارس الإسلامية وانضمام الأبناء إلى المدارس العمومية يمثل السبب الرئيس الذي يجعل الأبناء يبتعدون عن دينهم وهويتهم الإسلامية؛ بسبب الثقافة غير الإسلامية التي يتلقونها في المدارس فضلا عن ثقافة الشارع؛ لذلك فإننا نحتاج إلى تكثيف الملتقيات العلمية، وفتح العديد من المدارس الإسلامية التي قد تمثل للجالية مكانا لتعليم أبنائهم فضلا عن كونها مكانا يعقدون فيها لقاءاتهم الاجتماعية، ويتلاقى فيه أولياء الأمور مع أبنائهم ومع الشرائح الأخرى للجالية المسلمة ليتبادلوا فيها خبراتهم العلمية والثقافية، وقد رأينا الدور المهم الذي تقوم به مدرسة أتاوا الإسلامية التي تمثل صرحا تربويا إسلاميا، وقد كان لها دور مهم في تلك المدنية؛ حيث تمكنت -بفضل الله الكريم- من تخريج العديد من الأجيال الناجحة، وتحتاج الجالية الإسلامية في هذا البلد فتح العديد من مثل هذه المدارس الناجحة إذا أرادت أن تحافظ على هوية أبنائها وتفوقهم العلمي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك