رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أيمن عبدالله 16 مارس، 2020 0 تعليق

اللطائف الربانية في المعاتبات النبوية

 

كعادته مع مقالاته المتميزة التي امتدت بامتداد مسيرة (الفرقان) من خلال مقاله الأسبوعي: (كلمات في العقيدة)، جاء الإصدار الجديد للدكتور أمير الحداد بعنوان: (اللطائف الربانية في المعاتبات النبوية)، وهو تجميع لمقالات عدة نشرت قبل فترة في الفرقان تحت عنوان: (خطاب الله للنبي صلى الله عليه وسلم)، وهو تفسير للآيات التي فيها عتاب من الله لأشرف خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . 

 

     وقد بين د. الحداد في مقدمة إصداره، أنه لا ينبغي للمسلم أن تمر عليه آية دون أن يفهم مراد الله منها، ويعرف معاني الكلمات فيها، ولاسيما إذا تبادر إلى ذهنه معنى يخالف القواعد العامة للعقيدة الصحيحة، ثم أشار للآيات التي يخاطب الله -عز وجل- فيها نبيه بأساليب متنوعة، قد يبدو بعضها عتابًا قاسيًا، لكن بالتتبع والاطلاع على أقوال أهل التفسير يتضح أن هذه الآيات لا تُنْقِص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تقدح في علو مكانته، ولا تمس عصمته، بل ترفع درجته، وتعلي قدره، وتثبت مكانته العليا عند الله -عز وجل.

     وبين د. الحداد أنه ينبغي للمسلم أن يعلم يقينا أن الله ميز محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأمور منها: أنه خير الرسل جميعًا، وسيد البشر؛ حيث يقول: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، كما أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأن الله لم يخاطبه في كتابه قط باسمه المجرد بل قال: {يا أيها النبي} {يا أيها الرسول}، أما باقي الأنبياء؛ فناداهم جميعا بأسمائهم، كذلك فهو -سبحانه- ختم به الأنبياء والرسل جميعًا، ونسخ بشريعته ما سبقه، وجعل معجزاته باقية إلى يوم القيامة، وأنه -سبحانه- بعثه كافة للناس ورحمة للعالمين.

آيات المعاتبة

     وقد بين د. الحداد أن آيات المعاتبة يمكن جمعها تحت الأبواب الآتية: خطاب بصيغة الغائب وعتاب لين بالمغفرة لاجتهاده[ في قضية لم يوح إليه شيء فيها، وكذلك تشريع للأمة في شخص نبيها لخطورة بعض القضايا مثل: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، وإقامة الحجة على الكافرين مثل قوله -تعالى-: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين}، وكذلك إرشاد النبي وأمته من بعده بعدم مهادنة أهل الكفر والنفاق، قال -تعالى-: {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين}، وأيضا بيان إتمام النبي لمهمته وتمام رسالته وشموليتها، قال -تعالى-: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}، ثم بيان فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله -تعالى-: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}.

أقسام الكتاب

     وقسم المؤلف إصداره إلى عناوين جاءت على النحو الآتي : يا أيها النبي اتق الله، يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك؟، يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين، فتطردهم فتكون من الظالمين، فلا تكن من الممترين، ولا تكونن من المشركين، ولا تكن من الغافلين، لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، ولئن اتبعت أهواءهم، فاستقم كما أمرت، ولا تكن للخائنين خصيما، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ، فأما اليتيم فلا تقهر، ما كان لنبي أن يكون له أسرى، عفا الله عنك لما أذنت لهم، عبس وتولى، واستغفر لذنبك، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ليس لك من الأمر شيء، إنك لا تهدي من أحببت، فاعبد الله مخلصا له الدين، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك، فاستمسك بالذي أوحي إليك، فلا يكن في صدرك حرج منه، قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، إنما أنا بشر مثلكم، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا، لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم، إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وما أرسلناك إلا كافة للناس، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، والذين يؤذون رسول الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا نساء النبي.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك