رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 17 أبريل، 2012 0 تعليق

اللجنة العليا للانتخابات تتلاعب- أبو إسماعيل يهزم خصومه أمام القضاء الإداري

 

خرج الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح لرئاسة الجمهورية، منتصرًا من «موقعة الجنسية» بعد أن أثبتت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة أن والدته مصرية الجنسية وأنها لا تحمل الجنسية الأمريكية، مؤكدة بذلك أحقيته في خوض السباق الرئاسي، بعدما ثبت زيف ادعاء وزارة الداخلية التي كانت قد قدمت إفادة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية بأنها تحمل الجنسية الأمريكية.

فقد ألزمت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار عبدالسلام النجار، نائب رئيس مجلس الدول، وزارة الداخلية بتقديم شهادة إلى المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، تثبت عدم حصول والدته على أي جنسية أخرى غير جنسيتها المصرية، وذلك من واقع السجلات الرسمية بمصلحة الجوازات والهجرة والجنسية.

         وقالت المحكمة: إنه من واقع الأوراق والمستندات قد تأكد لديها أن والدة أبو إسماعيل كانت تحمل وثيقة سفر أمريكية وليس جواز سفر أمريكيا، وأمرت المحكمة بوقف تنفيذ القرار السلبي بامتناع وزارة الداخلية عن استصدار قرارها بإعطاء شهادة لأبو إسماعيل توضح حقيقة جنسية والدته (السيدة نوال عبدالعزيز نور) بأنها تحمل الجنسية المصرية دون غيرها، مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها إعطاء المدعي شهادة تفيد بأن والدته تتمتع بالجنسية المصرية فقط لا غير، على أن ينفذ الحكم بمسودته دون إعلان مع إلزام جهة الإدارة بالمصروفات مقابل الأتعاب.

فرحة عارمة بين أنصار أبو إسماعيل

         وعقب صدور النطق بالحكم، سيطرت حالة من الفرحة العارمة على أنصار أبو إسماعيل داخل مجلس الدولة الذين احتشدوا منذ الصباح، وخرجوا في احتفالية كبيرة بعد سماع القرار وتوقفت حركة المرور أمام مجلس الدولة، مرددين هتافات: «الله أكبر الله أكبر»، «الرئيس اهوه»، «اسمع مني كويس قولنا حازم هو الريس»، «شدوا حيلكم يا شباب حازم جاي على الأبواب»، «الشعب يريد حازم أبو إسماعيل»، «يحيا العلم ويحيا الدين حازم صلاح أبو إسماعيل».

         وكان تأخر الحكم قد أثار حالة من اللغط والسخط لدى أنصار أبو إسماعيل داخل قاعة المحكمة بمجلس الدولة، وقاموا بترديد هتافات بصوت عال: «لو فيها فساد حي على الجهاد»، و»لو فيها تزوير إعدام يا مشير»، وذلك للإعراب عن استيائهم من عدم صدور حكم المحكمة وحجز الحكم حتى وقت متأخر.

         وأدى أنصار المرشح الرئاسي صلاة المغرب والعشاء داخل قاعة المحكمة، وأثناء الصلاة دعا الإمام لنصرة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وإظهار الحق في القضية.

         وأكد أنصار أبو إسماعيل أنهم كانوا على ثقة في عدل قضاة مجلس الدولة لأنهم يمثلون الحصن الحصين لقضاة العدل، وقام بعض شباب حملة «لازم حازم» بترديد هتافات على غرار هتافات ألتراس الأهلي، مرددين: «اوووو حازم.. هيلا هيلا وهيلا هيلاه حازم ريسنا مافيش زيو»، و«قالوا أمه أمريكية.. علشان قال إسلامية»، «الشعب يريد حازم أبو إسماعيل».

         وعلق جمال صابر منسق حمله «لازم حازم»، قائلا: «إننا فرحون بهذا النصر العظيم وإن القضاء المصري قد امتثل قول الله تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، وأضاف أن الأوراق أثبتت أن والدة أبو إسماعيل مصرية وأن قضاء مصر مازال بخير.

         وعدّ أن ما حدث مؤامرة ليست مع شخص الشيخ حازم لكنها ضد المشروع الإسلامي؛ وهذا يؤكد رفض أمريكا وإسرائيل والمجلس العسكري استكماله المشوار في سباق الانتخابات؛ لأنهم على ثقة أنه سينافس بقوة.

مؤامرة لإقصاء الشيخ حازم

         برغم صدور قرار محكمة القضاء الإداري بأحقية الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في الترشح للرئاسة، إلا أن الشيخ حازم حذر من مؤامرة تحاك ضده بين جهات حكومية مصرية والسفارة الأمريكية بهدف توفير أي مستندات تساعد اللجنة العليا للانتخابات على إبعاده من سباق الرئاسة، وحذَّر أبو إسماعيل اللجنة من التورط في هذه المؤامرة أو استخدام أي مستندات أو أوراق لا قيمة لها قانونيا دون إطلاعه عليها.

         وأضاف أبو إسماعيل: أحذر لجنة الانتخابات الرئاسية تحذيراً شديداً من استخدام مستندات لا قيمة لها بهذه الصورة خصوصاً بعد أن وصفها حكم المحكمة بأنها لا يؤبه بها ولا قيمة لها؛ لذا فإنني أحذر من الاستناد إليها تحدياً لحكم القضاء وتحدياً لرغبة الشعب في ترشحي.

         وقال المرشح الرئاسي في بيان بثه على صفحته على الفيس بوك: قد كنت أحب ألا يداخلني أي قلق تجاه لجنة الانتخابات الرئاسية لولا رفضهم مقابلتي وإعطائي صورا من المستندات التي بحوزتهم ولا سيما أنها لا تخصهم على الإطلاق.

         وأضاف قائلاً: إنني ترامت إلي أنباء بعد الساعة الرابعة عصر الجمعة بأن هناك ورقة تفصيل تم طلب إصدارها من الحكومة المصرية والسفارة الأمريكية وأنها جار استخراجها الآن لتصل الآن إلى لجنة الانتخابات الرئاسية.

وكرر أبو إسماعيل بشدة التحذير من الاستناد إلى مستند لا يتم إخطاره به وإطلاعه عليه أولاً أو إصدار قرار في غيبته بناء عليه.

مظاهرات حاشدة أمام اللجنة

         عقب سماع أنصار الشيخ حازم أنباء عن نية تلاعب اللجنة العليا للانتخابات وتجاهلها لقرار القضاء الإداري، اتجه عدد كبير منهم للتظاهر في محيط اللجنة العليا للانتخابات بشارع صلاح سالم والشوارع المحيطة به في أطراف ميدان روكسي بمصر الجديدة؛ حيث وصلت الأعداد إلى الآلاف في المنطقة مما استدعى حضور أعداد كبيرة من قوات الأمن لتأمين مقر اللجنة، ورابطت مدرعات القوات المسلحة أمام أبوابها لزيادة التأمين، وقام متظاهرون مؤيدون لحازم أبو إسماعيل بلصق صور دعايته على مدرعات الجيش مما أحدث بعض التوتر البسيط وتم احتواؤه مع ضباط تابعين للقوات المسلحة، غير أن الأجواء حول المنطقة يشوبها التوتر الملحوظ، ويقوم نشطاء من المتظاهرين بتنظيم حركة المرور في المنطقة وخاصة في شارع صلاح سالم لتسيير حركة السيارات ومنع الاختناقات المرورية.

اللجنة تعلّق أعمالها

         بعد تزايد أعداد المتظاهرين حول مقر اللجنة العليا للانتخابات قرر أعضاء اللجنة إخلاء مقر اللجنة من جميع قضاتها والعاملين والموظفين وتسليم المقر بالكامل لقوات الجيش والشرطة ووضعت في عهدتهم توكيلات المرشحين بالكامل وبقية أوراق الترشيح، وتم تهريب عدد من أعضاء اللجنة من الباب الخلفي حيث يحتشد الآلاف أمام الباب الرئيسي لها.

توجه إلى حرمان أبو إسماعيل من الترشح

         كشف المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة العليا للانتخابات عن توجه اللجنة إلى حرمان أبو إسماعيل من الترشح؛ حيث صرح في عجالة بأن لدى اللجنة مستندات تثبت أن والدة أبو إسماعيل أمريكية الجنسية، دون أن يتطرق لحكم المحكمة الإدارية التي نفت ذلك وألزمت الحكومة بمنحه شهادة عكس ذلك وأنها لا تحمل سوى الجنسية المصرية، ولا يعرف متى تنعقد جلسات اللجنة من جديد.

         هذا وقد هاجم بجاتو أنصار أبو إسماعيل ووصف تظاهراتهم بمحاولات إرهاب اللجنة وهي لجنة قضائية، قائلا: نحن لن نرضخ للإرهاب ولدينا ما يثبت أن أم حازم أبو إسماعيل أمريكية الجنسية، وهي أول تصريحات تكشف عن اتخاذ اللجنة قرارا فعليا غير معلن باستبعاد أبو إسماعيل.

         ويبقى السؤال: هل يمكن للجنة العليا للانتخابات أن ترتكب مثل هذه الحماقة باستبعاد الشيخ حازم دون سند رسمي أو قانوني، وهي تعلم مدى ردة الفعل الغاضبة التي ستحدث في الشارع المصري نتيجة هذا القرار؟! أم إن هذا الأمر مقصود بذاته لإدخال البلاد في حالة من الفوضى لقطع الطريق على الإسلاميين لاستكمال مسيرة الإصلاح من خلال رئيس منتخب لأول مرة في تاريخ البلاد.

 

 

التيارات الإسلامية في مصر تتوحد في مواجهة الفلول

 

 

      وفي حديث ذي صلة شاركت جميع القوى والفصائل الإسلامية وعلى رأسها حزب النور، وحزب الحرية والعدالة، ومجلس أمناء الدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، وجماعة الجهاد، والإصلاح والنهضة، وحزب الأصالة، والجبهة السلفية الجمعة  الماضية في مليونية «حماية الثورة» التي كان الهدف منها إيصال رسالة بأن شعب مصر لن يقبل بأن تعود عقارب الساعة إلى الوراء مجددًا بعودة رموز نظام حسني مبارك إلى صدارة المشهد مجددًا باعتبار ذلك استهزاءً بعقلية الشعب المصري وسخرية من دماء الشهداء، وذلك عقب ترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية.

مليون ونصف المليون مشارك

         وقد وصلت مسيرات ضخمة تضم مئات الآلاف من المواطنين من مختلف أنحاء مصر إلى ميدان التحرير لتشكل مليونية جديدة لم تشهدها مصر منذ أيام الثورة، حيث وصل العدد في الميدان وما حوله إلى مليون ونصف المليون مواطن، وكانت كبرى المسيرات قادمة من مسجد الفتح في شارع رمسيس ومسجد السيدة زينب ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وسط هتافات حماسية تندد بترشح فلول نظام مبارك وإعادة تصديرهم للمشهد السياسي من جديد.

المليونية لمنع سرقة الثورة

      من جانبه أكد محمد نور المتحدث باسم حزب «النور» أن القوى الإسلامية والوطنية تشارك في هذه المليونية لمنع سرقة الثورة وإعادة رموز نظام مبارك مجددًا لصدارة المشهد، حيث سنعمل على تأكيد وحدة الصف الوطني والإسلامي ضد فلول النظام السابق والتأكيد على أن الشعب سيعود للميدان مجددًا؛ لمنع بقايا النظام السابق من الوصول لمثل هذا المنصب الرفيع.

ردود فعل مزلزلة

         فيما أكد الدكتور محمد إمام رئيس «مجلس أمناء الدعوة السلفية» أن المجلس قد نسق مع جميع القوى الوطنية والإسلامية للتصدي لأعداء الثورة والتأكيد لهم على وحدة الشعب المصري وقدرته على التصدي لمحاولات تفريغ الثورة من مضمونها؛ لافتا إلى أن هذه المليونية ستكون غير مسبوقة وستشهد ردود فعل مزلزلة ضد رموز النظام السابق.

الشيخ المحلاوي: رب ضارة نافعة

         وفي سياق متصل، قال الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية: إن ترشيح عمر سليمان وغيره هو ضارة نافعة؛ لأن ذلك جمع الملايين من الأحزاب والجماعات والقوى السياسية والشعب المصري مرة أخرى، بعد أن تفرقوا وتبادلوا مع بعضهم الاتهامات بالعمالة والتخوين.

         واستنكر المحلاوي ما قاله عمر سليمان، بأن الشعب المصري لم يستوِ بعد وليس جاهزا لإدارة البلاد، قائلاً: «سوف يريك هذا الشعب كيف يكون جاهزا ومستعدا؟».

         وأضاف المحلاوي أن اليوم ليس مليونية ولكنه لفت نظر للفلول وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لمن يحاول خيانة الثورة، مؤكداً أن ثورة 25 يناير لم تنته، وإذا نجح هؤلاء في تولي منصب رئيس الجمهورية ستقوم ثورة أكبر من ثورة 25 يناير.

         وأكد المحلاوي ضرورة العمل من أجل الله، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى موقع مصر بين الدول، والعمل على جعلها قدوة لهذه الدول، مطالباً بالتكاتف والبعد عن الاشتباكات المستمرة بين الأحزاب والقوى السياسية حتى لا تتم سرقة الثورة.

الشيخ حافظ سلامة: هناك مؤامرات لضياع الثورة

         قال الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس: إن هناك مؤامرات لإضاعة ثورة 25 يناير التي ضحى من أجلها شهداء كثيرون، لافتا إلى أنه لن تعود مصر كما كانت عليه سابقا ولن يعود فلول النظام مرة أخرى.

        وأضاف سلامة عقب خطبة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، أن مجرد أن يتقدم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق لرئاسة الجمهورية، فهذا يدل على أن هناك مؤامرات واجتماعات ضد الثورة، ولاحظنا الفرق عندما تقدم بأوراق ترشحه في موكب يذكرنا بالنظام السابق، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع المجلس العسكري والجماعات ليتقاسموا التورتة ونسوا الشعب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك