الكليات الشرعية وكيفية النهوض بها
مؤتمر كلية الشريعة الأخير فتح آفاق النقد البناء والتعاون المثمر بين مؤسسات الدولة في النهوض بمستوى الخرجين؛ حيث كانت الشفافية هي الطبع الغالب في الطرح؛ فتناول مسؤولو الأوقاف تدني مستوى خريج الشريعة؛ من حيث ضعف حفظه للقرآن وتجويده وتفسيره، وعدم إجادته اللغة العربية، والارتجال في تناوله لأي موضوع ديني، فهو لا يستطيع أن يذكر خمسة أحاديث بوصفها أدلة فقهية، ولا يستذكر أقوال أهل العلم، ولا يحفظ أسماء الكتب الأساسية ومؤلفيها، وأسباب ذلك ربما يكون في أسس التقييم والاختبارات، وتزايد نسبة الغياب، والمبالغة في إعطاء درجات عالية، ولا تدل أبدا على المستوى الحقيقي للطلبة، وربما التركيز على الحفظ وليس الفهم والتركيز على الكتابة وليس النطق.
والمؤلم في المسألة عدم إجراء مقابلات للاختيار النوعي، وعدم إقامة دورات إلزامية، وعدم وجود مقررات التدريب في المدارس والمساجد وحلقات القرآن.
وربما تدني اختيار معلمي القرآن وقلة مقررات اللغة العربية … والمطلوب تدريب الطلبة على الدعوة إلى الله وتعليمهم الحوار وبرامج الإقناع ورفع الشبهات، ورفع مستوى الحفظ للآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والعلماء المعتبرين.
وزيادة المقررات ولا سيما في طرائق التدريس ومناهج التربية والخطابة، وهذا لا يعني أبدا أن كلية الشريعة خالية من الكفاءات والإبداعات والتطور والعلماء الأفذاذ؛ فلقد سطر خريجو كلية الشريعة أروع الأمثلة في الحصول على الدكتوراه من جامعات كبرى، والوصول إلى إدارة التحقيقات في الداخلية والنيابة، وإدارة الخبراء والقضاء، والملاحق الثقافية في سفارات الكويت في الخارج، والإمامة، والخطابة، والتلفاز وإذاعة القرآن، ومعلمين في وزارة التربية، والأوقاف، ومشاركات في مؤتمرات محلية، وإسلامية، ودولية، ومؤلفاتهم النافعة والمبدعة، وعملوا مستشارين في هيئات خاصة وحكومية عدة، وعملهم التطوعي الكبير في جمعيات ومبرات، وشاركوا في إعداد بيت الزكاة، والوقف الخيري، والإفتاء ومحكمين للأبحاث ومسابقات القرآن الدولية، وتحكيم في الإصلاح الأسري في العدل، والإشراف على البنوك الإسلامية، والإشراف على مراكز ذبح الأَنْعَام في الداخل والخارج، ووعاظ في حملات الحج، وإقامة الدورات التثقيفية في تخصصات عدة، ولهم دور كبير في مجلس الأمة، وفِي الاستقرار الأمني، والتوجيه المعنوي في الجيش والشرطة، وإقامة محاضرات في المؤسسات العقابية، ولهم دور في حل المشكلات، والإجابة عن التساؤلات، وإنكار المنكر، والنقد الهادف البناء وتوجيه الشباب، وأوجدوا الكفاءات في المجتمع، وإعداد كوادر للاكتفاء الذاتي في مجال التعليم.
فالشريعة لها دور كبير في التواصل الاجتماعي والتآلف بين أفراد المجتمع، والاهتمام البالغ في الطلبة الوافدين، والمحافظة عليهم بوصفهم أمانة من دولهم وأسرهم، والكلية لها دور في نشر الوسطية ومحاربة التطرّف والأفكار الدخيلة على المجتمع؛ فنسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
لاتوجد تعليقات