رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالقادر علي ورسمه 8 سبتمبر، 2015 0 تعليق

القوات الأمريكية لن تكون جزءاً من المعادلة- التدخل البري في سوريا على الأبواب

 بعد أكثر من أربع سنوات الشعب السوري يعيش في مأساة نظام استخدم ضده كل الأسلحة المحرمة والبراميل الحارقة؛ إلا أن المجتمع الدولي ما يزال يتفرج على هذه الكارثة التي  أجبرت الكثير من الأسر السورية أن ترمي بفلذات أكبادها في عرض البحر، وأصبحوا يمثلون أكبر أزمة لاجئين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن لا يوجد تداعيا عربيا أو عالميا لحل هذه الأزمة أو الدفاع عن هذا الشعب المنكوب الذي يناضل لنيل حريته، وأن يعيش بكرامة.

     ويبدو أن العالم توصل إلى قناعة مفادها: أن الأزمة السورية تحتاج إلى حل جذري، وتحاول العديد من دول المنطقة إيجاد حل معقول يعيد سوريا إلى حاضنتها العربية، وقد طرحت المملكة العربية السعودية مرارا وتكرارا أن الحل يكمن في إخراج بشار وزمرته من المعادلة والحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لا يدخل البلد في الفوضى؛ إلا أن دولا مؤثرة في القرار الدولي ماتزال تراهن أن طول الأزمة قد يكون لصالحها، ولكن المشكلة تكمن في عدم وضوح الموقف الأمريكي، وإن كانت تصرحات وزير ا لخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة قد  تعطي بعض الدلالات التي تؤكد أن وقت تحرير دمشق قد حان؛ حيث إن الوزير الأمريكي أكد أنه مقتنع بأن دولا بالشرق الأوسط سترسل في الوقت المناسب قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، وأوضح كيري لشبكة (سي إن إن) أنه يجب أن يكون هناك أناس على الأرض، وأن دولا تتباحث في هذا الأمر، مشيرا إلى أن «في المنطقة من هم قادرون على فعل ذلك» تماما كما أن المعارضين السوريين للنظام «هم أيضا قادرون على ذلك». وقال: إنه مقتنع بأنهم «سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب»، ولكنه أكد أن الولايات المتحدة غير مستعدة لأن ترسل قوات برية إلى سوريا، مبينا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال بمنتهى الوضوح: إن القوات الأميركية لن تكون جزءا من المعادلة بسوريا، و«ليس هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر»، وأضاف «نحن نتباحث في سبل محددة جدا للقيام بذلك مع دول أخرى في المنطقة». وأشار كيري إلى أن سبل مواجهة تنظيم الدولة ستكون «موضوع نقاش» خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية سبتمبر الجاري.

     وكثفت الولايات المتحدة، الأسابيع الماضية، جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل للنزاع الدائر بسوريا منذ 2011؛ حيث عقد لقاء ثلاثي غير مسبوق في الدوحة بالثالث من أغسطس، وضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير فضلا عن كيري.

     كما التقى كيري لافروف -بعد يومين- في كوالالمبور، والتقى –أيضا- الجبير في بيته الصيفي في ماساتشوستس، وكان الملف السوري الطبق الوحيد على مائدة هذه الاجتماعات الثلاثة.

     ويوم 17 أغسطس تمكن مجلس الأمن الدولي -للمرة الأولى منذ عامين- من التوافق على دعم خطة سلام تستهدف تشجيع حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربعة أعوام بسوريا، وتتضمن خطة السلام التي اقترحتها الأمم المتحدة، ويفترض أن يبدأ تطبيقها في سبتمبر تكوين أربع فرق عمل تبحث عناوين (السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار).

     وتستند خطة السلام المقترحة إلى المبادئ الواردة في بيان (جنيف 1) الصادر يوم 30 يونيو2012 عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الدائمي العضوية بمجلس الأمن، فضلا عن ألمانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والداعي إلى تكوين حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بـ«صلاحيات كاملة» تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.

     وتنفيذ هذه الخطة كفيلة بتغيير المعادلة بأكملها، وتحرير دمشق من بشار وزمرته، وأن هناك العديد من القوات الجاهزة لتنفيذها في الوقت المناسب، وأن دول المنطقة ليست ملتزمة بالقتال ضد داعش فقط، بل إن أغلب دول المنطقة مستعدة للدخول في إيجاد حل جذري للقضية السورية ولكن هذا الحل يبدأ من إسقاط رأس النظام بالتفاهمات السلمية، كخطة الأمم المتحدة، أو بهزيمته عسكريا كما أعلنها وزير الخارجية السعودية عادل جبير أكثر من مرة؛ وكذلك أعلنها أكثر من مسؤول تركي، ويبدو أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تحاول عدم الدخول في التفاصيل، ولكن الأمر يؤكد أن الحل بات قريبا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك