رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 11 مايو، 2015 0 تعليق

القلمون: هل تكون معركة الفتح؟

في إطار التحضير والحشد الإعلامي والعسكري الميداني على جبهة القتال في القلمون التي من المتوقع بأن تكون معركة حامية الوطيس بين جنود ومقاتلي (جبهة النصرة) و(الفصائل المعارضة المسلحة) من جهة وميليشيات (حزب الله) وقوات نظام بشار والمرتزقة الموالون لهم من جهة أخرى؛ حيث لم تندلع المعركة بين حزب الله و(جبهة النصرة) ميدانياً في القلمون بعد، إنما الحرب النفسية التي يشنّها الطرفان افتراضياً غير مسبوقة. واستعراض عسكري للحزب بحشد آلاف عدة من مقاتليه على أكثر من جبهة، بالتزامن مع تداول معلومات عن احتمال بدء المعركة في أي لحظة.

جيش الفتح

     وقد أشارت تقارير من داخل سوريا إلى أن حزب الله اللبناني يجهز لخوض معركة كبيرة في القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي بسوريا، وصاحب هذا زخم إعلامي تمهيداً للمعركة القادمة بالقلمون، وتأتي هذه الحملة الدعائية عقب خسائره الفادحة في أراضي سوريا عامة، وفي القلمون خاصة.

     وكشف  المتحدث الإعلامي باسم (تجمع واعتصموا بحبل الله) نور القلموني أن معلومات وردت من مصادر خاصة وموثقة، مفادها أن حزب الله يسعى لفتح معارك مع المعارضة السورية المسلحة في القلمون لريف دمشق في هذه الفترة، يهدف من خلالها للسيطرة على جرود القلمون، من أجل نقل معدات عسكرية وصواريخ بالستية، والسكود من سوريا إلى أراضيه المحاذية لجرود القلمون الغربي؛ ولأن جرود القلمون هي الأقرب والمحاذية لقراه، ويسهل عليها المرور من جبال القلمون إلى الأراضي اللبنانية والمعارك باتت على الأبواب، وأشار القلموني إلى أن حزب الله سيخوض هذه المعركة بمساندة مليشيات عراقية، إلى جانب قوات النظام

     وأردف القلموني: «المعركة في جبال القلمون ستكون كبيرة ومهمة، وستكون الحاسمة والنهاية لتلك الميلشيات على أرض القلمون، فالمجاهدون على استعداد تام لها، ويعدون العدة والعتاد، وسيتوحدون تحت راية واحدة وهدف واحد»، وقد اتفق قادة الفصائل العسكرية المنتشرة في جرود القلمون على التوحد تحت مسمى واحد هو (جيش الفتح) للتحضير لإطلاق معركة ضخمة لإعادة تحرير مدن وقرى القلمون من قوات الأسد والدفاع الوطني ومن يساندها من ميليشيا حزب الله اللبناني، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة عسكرية موحدة باسم جيش الفتح في القلمون، وتضم كلاً من تجمع {واعتصموا بحبل الله}، جبهة النصرة وأحرار الشام، إضافة إلى جيش القلمون.

مكر وخداع

     وفي السياق ذاته أكّد حسن نصر الله أن المعركة ضدّ الجماعات الإرهابية المسلّحة في جرود القلمون «أمر محسوم»، لكن «الزمان والمكان لم يتم الإعلان عنهما بعد». وأشار نصر الله إلى أن الحزب لن يصدر بياناً رسمياً يعلن فيه بدء المعركة، إلّا أن «العملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على الإعلام».

معارك كلامية وحروب نفسية

     وبالتوازي مع الحرب الإعلامية والتصريحات هناك أيضًا حرب تصريحات على مستوى القيادات الميدانية للفصائل المتقاتلة، ففي معسكر حزب الله، يُحكى عن «معركة الربيع» كحقيقة واقعة لـ«حماية الحدود اللبنانية من خطر التكفيريين ووقف الاستنزاف»، لكنها لدى النصرة غير ذلك؛ إذ تستبعد قيادة الأخيرة بدءها في المدى المنظور، رغم تأكيدها استعدادها لها، وترى المصادر أن الحزب لن يدخل في معركة استنزاف طويلة يخسر فيها مئات القتلى في منطقة لا خطر داهماً فيها، لافتة إلى أن أولويته في حلب وإدلب واللاذقية لتعويض خسارة النظام».

     وتعد مصادر النصرة أن «مبالغة الحزب في الاستعراض والاستثمار الإعلامي لحربه النفسية تكشف أن نيته تقتصر على إرسال رسائل، لا على خوض معركة، وعما يشاع عن مفاوضات بين حزب الله ومجموعات المسلحين لفتح طريق آمن تمهيداً لانسحابهم إلى الداخل السوري، تؤكد مصادر مطّلعة أنها نجحت مع بعض الفصائل، لكنها لم تُحسم مع (النصرة) بعد، غير أن مصادر (النصرة) تنفيها قائلة: «نعد الانسحاب خيانة لدماء الشهداء، لو أردنا الانسحاب لانسحبنا من القلمون باتجاه الشمال عندما كان الطريق سالكاً وليس الآن.

توقعات غير محسومة

     ولا شك أنه لا يستطيع أحد التكهن بنتائج هذه المعركة في حال وقوعها، ففي الميدان، وعلى أرض الواقع تختلف الحسابات، فبالتأكيد لا يوجد مقارنة بالنسبة إلى موازين القوى بين المعسكرين، حزب الله يتفوق في العدة والعدد كاملا، أما النصرة، التي يُفترض أنها في موقع المدافع ويُروِّج عناصرها أنها ستلعب دور المهاجم لاستعادة السيطرة على قرى القلمون التي فقدتها قبل نحو عام، فقد خبرت الجرود ودروبها طوال السنوات الثلاث الماضية، وهي تمتلك صواريخ كورنيت غنمتها من اقتحام «مستودعات دنحا ومهين والسين في القلمون» قبل عام، مشيرة إلى أن هذه المخازن كانت تحتوي أيضاً على صواريخ (كونكورس) و(غراد)، و(ميلان)، وفي النهاية التوفيق والنصر من عند الله تبارك وتعالى {وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم} (آل عمران- 126).

الأهمية الاستراتيجية للقلمون

- تعد القلمون ذات أهمية استراتيجية لأن سلسلة الجبال هذه تعد مدخل دمشق الرئيسي، ولاسيما من جهة الغوطة الشرقية، ومنطقة القلمون هي أقرب نقطة تربط بين حمص ودمشق وتعد نقطة انطلاق إلى المحافظتين، وتسمح طبيعتها الجغرافية بتأمين المقاتلين نظرا لمساحاتها الشاسعة ووجود أودية ومرتفعات وأحراج وجرود. وهذه المنطقة، تضم أيضا أكبر قطع عسكرية ومخازن أسلحة للجيش السوري النظامي، وتقع فيها مطارات عسكرية مثل الناصرية والضمير.

- كذلك فمنطقة القلمون محاذية ومتاخمة لمنطقة البقاع اللبنانية، ولاسيما عرسال وبعلبك، وتعد المنفذ الوحيد المتبقي بوصفه خط إمداد وتواصل للمقاومة السورية مع الداخل اللبناني بقاعا بعدما أقفلت معركتا القصير وتل كلخ خط الإمداد والتواصل شمالا. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك