رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 12 يونيو، 2012 0 تعليق

القـــــــدر (28) الخـلاصــة

 

- الآن وقد قضينا قرابة ستة أشهر نتحدث عن العقيدة في القدر، نريد أن نخرج بخلاصة قصيرة جامعة مانعة.

- الأمر ليس بهذه السهولة، ولكن ربما نستطيع أن نضع لأنفسنا بعض القواعد التي إن التزمناها بقينا على قصد السبيل، وهي:

- الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، من أنكره هدم دينه.

- علم الله أحاط بكل شيء قبل خلق السموات والأرض، وأمر الله القلم أن يكتب هذا العلم.

- خلق الله كل شيء في الكون، والمرء يختار الخير فيوفقه الله، أو يختار الشر فيتركه الله لاختياره.

- أذن الله أن يقع في ملكه ما لا يحبه من شر ومعصية؛ فإنه لا يقع في الكون شيء إلا بإذن الله.

- لا نستشهد بآية واحدة أو حديث واحد لإثبات قضايا القدر، بل نجمع جميع الآيات والأحاديث، فإنها يبين بعضها بعضا ولا تعارض بينها مطلقاً.

- العبد مسؤول مسؤولية كاملة عن تصرفاته التي سيحاسب عليها بين يدي الله.

الإيمان بالقدر يستوجب الرضا بما يجري على العبد مما لا يحب.

استوقفني صاحبي قبل أن أذكر النقطة التالية:

- أظن أن أحدنا يحتاج أن يذكر نفسه دائماً بالقدر، فما الأذكار المتعلقة بهذا الأمر التي تعين المرء على الرضا بقضاء الله؟!

- لاشك أن معظم السخط إنما يكون حال المصيبة؛ ولذلك يذكرنا الله في كتابه بما يجب أن نقول بألسنتنا: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} (البقرة: 156)، وكذلك قوله عز وجل: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (التوبة: 51)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم حين فقدان عزيز: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى» متفق عليه.

       ومما يعين العبد على الرضا بما قضاه الله عز وجل أن يذكر نفسه بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، فهو اللطيف، الرحيم، الحكيم، الغفور، العليم، الودود، فاقرأ مثلا قوله عز وجل: {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز} (الشورى: 19)، {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} (الملك: 14)، {وهو الغفور الودود} (البروج: 14)، {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} (الحديد: 1)، فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق، وهو أرحم بهم منهم بأنفسهم، وهو لطيف بعباده، رحيم بهم، يدبر الأمور بحكمته سبحانه؛ فربما وقع على العبد ما يكره وهو خير له، كما في آية القتال: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} (البقرة: 216)، فمن آمن يقينا بأسماء الله وصفاته، أيقن أن ما قضاه الله عليه خير له، ويذكّر نفسه دائماً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويدعو الله دائما؛ فإن الدعاء جزء من الإيمان بالقدر وهو من القدر وينفع مما وقع ومما لم يقع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك