رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 23 أبريل، 2012 0 تعليق

القـــــــدر (21) كتابة عمر الإنسان ورزقه

 

- لا يستحدث شيء في علم الله عز وجل.

رغم أني لا أحب الإطالة في حديث الهاتف، إلا أن صاحبي يناقشني أحيانا في قضايا فيمتد حديثنا إلى قرابة الساعة.

- في باب القدر.. نعلم أن الله كتب عمر الإنسان ورزقه، وشقي أم سعيد.

قاطعته:

- الحديث في البخاري عن ابن مسعود أن رسول الله[ قال: «... ثم يبعث إليه الملك فيُؤْذَن بأربع كلمات، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح...».

تابع حديثه:

- نعم.. هذا الحديث جاء بروايات أخرى، ونعلم أن ذلك كتب قبل خلق السموات والأرض، وأنه كان غيباً لا يعلمه أحد، ثم أنزله الله وأعلم به بعض ملائكته، وسؤالي: لقد كتب الله أن يموت شخص ما في لحظة ما من يوم ما، ولكن هل كتب أيضاً كيف يموت؟ أم إن هذا الشخص في اللحظة التي كتب الله عليه الموت قاد مركبته بسرعة كبيرة وتسبب الحادث في موته؟ أم ركب البحر فمات في اللحظة المحددة غرقاً؟

قاطعته:

- اقرأ قول الله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (الأنعام: 59).

        علم الله أحاط بورق الشجر، وقطرات المطر، وحبات الرمل، وما في أعماق الأرضين والمحيطات، وما فوق السموات، أحاط علمه بكل مخلوقاته وملكه: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين} (يونس: 61)، وكذلك: {عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين} (سبأ: 3)، الله تبارك وتعالى علم كيف يتصرف كل منا، وكيف سيموت وأين ومتى، وهذا العلم كتبه في: {كتاب مبين}, فلا يحصل شيء لم يعلمه الله، أو لم يكتبه، وبذلك يكون الفهم الصحيح للآيات التي تبدو في ظاهرها أن الله «سيعلم» كقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} (المائدة: 94)، وقوله سبحانه وتعالى: {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت: 3)، وقوله: {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} (العنكبوت: 11)، {قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} (الأعراف: 129).

         هذه الآيات ومثيلاتها يفهم منها أن يتحقق علم الله السابق، فترونه أنتم، ويكون ماثلاً أمام أعينكم فتقام الحجة، وتعلمون ما كنتم تجهلون أنتم، فلا جديد ولا محدث يكون في علم الله عز وجل، وهذا معنى كمال العلم في حق الله سبحانه وتعالى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك