رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 13 فبراير، 2012 0 تعليق

القـــــــدر (12)ولو شاء الله

 

- يقول عز وجل: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم..} (المائدة:48).. ويقول سبحانه: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين} (الأنعام:35).. ويقول عز من قائل: {ولو شاء الله ما أشركوا..} (الأنعام 107).. ويقول سبحانه: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض  كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} (يونس:99).. ويقول: {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} (النحل:9).. ويقول: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم   تعملون} (النحل:93)، وفي آية أخرى: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن  يدخل من يشاء  في رحمته والظالمون ما لهم من ولي   ولا نصير} (الشورى:8).

       هذه الآيات تبين جانبا من الإيمان بالقدر. ولنتدبر آخر آيتين إذ يخبر الله عز وجل أنه لو شاء وأراد إرادة كونية لجعل جميع خلقه أمة واحدة مهتدين طائعين.. ولكنه عز وجل يهدي من يسلك طريق الهداية.. ويدخل في رحمته.. ويترك الظالم الذي يختار طريق الضلال، وسيبعث الجميع يوم القيامة ليسألوا عما كانوا يعملون في الدنيا ويجازون على ذلك... وهكذا نوفق بين المعاني التي وردت في هذه الآيات.

كنت وصاحبي في موعدنا الشهري الذي يصادف أول ثلاثاء من كل شهر ميلادي..

- ولكن بعض الناس يتمسك بأن الله: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء}.. عذراً إذا لم يرغب أن يسلك طريق الهداية.

- هذا عذر أقبح من ذنب..  أولا وصف الله بما لا يليق به.. «بهذا المعنى»، وثانياً.. لن ينفعه هذا العذر بين يدي الله عز وجل.. وثالثا.. من ركن إلى هذا العذر لن يبحث عن الهداية.. ومن باب أولى لن يجدها.. باختصار.. كل أحد مسؤول عن عمله.. وسيقف بين يدي الله يوم القيامة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. ومن يعمل مثقال ذرة  شراً يره} (الزلزلة:6).

- وماذا عن الآيات الأخرى؟!

- على الإجمال هذه الآيات تبين أن مشيئة الله نافذة.. لا يردها شيء.. فلو أراد الله سبحانه أن يجعل الجميع مؤمنين مهتدين.. لكانوا كما شاء- ولو شاء أن يجعل الجميع أمة واحدة.. لكانوا كذلك.. ولكن حكمته سبحانه اقتضت أن يترك للناس حرية العمل والاختيار.. وأنزل لهم أنواعا من الاختبارات.. ليتبينوا مواقعهم من الإيمان والتصديق وليزدادوا من الخيرات.. والحسنات.. وأريد أن أذكر آية واحدة من مجموع الآيات التي ذكرناها في البداية.. وهي: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين} (الأنعام:35)، يخاطب بها الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المراد من وراءه.. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من الجاهلين... ولكن من ظن أن الله يعجز عن هداية الناس جميعاً... فهو جاهل.. ومن ظن أن الله يجبر أحداً على الضلال فهو جاهل.. ومن ظن أنه يهتدي دون توفيق من الله فهو جاهل.. ومن ظن أنه يرتكب المعصية رغما عن الله فهو جاهل.. إن الفاسق يرتكب المعصية بإرادته والله أذن للمعصية أن تقع في ملكه مع أنه سبحانه وتعالى يكرهها.. والصالح يعمل الصالحات   بتوفيق الله.. والله يحب ذلك، ويجزي عليها  أضعافا مضاعفة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك