رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 26 ديسمبر، 2011 0 تعليق

القـــــدر (6)

«لا تعارض بين آيات الكتاب العزيز.. ولا تعارض بين أحاديث النبي [ ولا تعارض بين القرآن والأحاديث الصحيحة»

- الله خلق كل شيء... وخلقه إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون... هذا هو الأصل ولا نستثني إلا ماثبت بالحديث الصحيح استثناؤه... والعبد يختار من الأعمال ما يريد.. ويحاسب على اختياره.

- هل يمكن أن تذكر آيات الكتاب العزيز في بيان عمل الإنسان.

- نعم... لقد نسب الله العمل إلى الإنسان في مواضع كثيرة من كتابه العزيز.. {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} (الزلزلة: 8،7).. {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} (الأعراف: 43)، {اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير} (فصلت: 40)، {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون} (الأعراف: 39)، {ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون} (يونس: 52).. {وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} (الزمر: 24).. ففي هذه الآيات وغيرها... نسب الله عز وجل العمل إلى الإنسان وكذلك الكسب... فهو الذي عمل... وهو الذي اختار وهو الذي سعى... وذلك أن الله خلق فيه القدرة على الطاعة... وعلى المعصية... {وهديناه النجدين} (البلد: 10)... {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً} (الإنسان: 3)، وهذه القدرة التي خلقها في الإنسان... هي التي جعلته أهلاً للتكليف... بمعنى: يأتيه الأمر من الله... من الأمور الشرعية... وهو له القدرة على القبول أو الرد... على التطبيق أو الامتناع... هذا في الأوامر الشرعية... وكذلك في المناهي الشرعية... له القدرة على الطاعة... والمعصية... واقتراف المعصية أو تجنبها... فهو قادر على أداء الصلاة... أو الإعراض عنها... وكذلك قادر على شرب الخمر... أو تجنبها... والمرء يختار من هذه الأفعال ما يريد... فإن هو أقبل على الطاعات يسر الله له الأمر... وإن أقبل على المعصية... تركه وما يريد... فالعبد هو الذي يختار... والرب عز وجل ييسر أو يخلي بينه وبين ما يريد... والملائكة تكتب ما يفعله العبد: {وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} (الانفطار: 10-12) {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} (الزخرف: 8) {إن رسلنا يكتبون ما تمكرون} (يونس: 21)... كان صاحبي يستمع باهتمام... تركته ليعلق.

- مع أني أعرف كل هذه الأمور إلا أن ترتيبها وبيانها بهذه الطريقة جعلها أكثر وضوحاً في ذهني... تابع ما تريد.

- والأحاديث الصحيحة... منسجمة مع آيات الكتاب العزيز... في وصف الإنسان بأنه هو الذي يعمل... وهو الذي يكسب... ففي الحديث القدسي: «ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» مسلم... وفي الحديث الآخر: «إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشراً» مسلم... قاطعني:

- طالما ذكرت الأحاديث... ما القول في الحديث الصحيح: «إن الله عز وجل خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي...» السلسلة الصحيحة.

- وتتمة الحديث؟!

- لا أعرفها.

- تتمته: «فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر»... هذا الحديث يضاف إلى الآيات والأحاديث السابقة أن الإنسان يعمل الخير أو الشر... ويكسب الحسنات أو السيئات بعمله والملائكة يكتبون ذلك... وللإنسان القدرة على الطاعة وعلى المعصية... وحسابه يوم القيامة على عمله... الذي عمله في الدنيا وسجلته الملائكة... وهذا هو الكتاب الذي يعرض يوم القيامة: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً... اقرأ كتابك} (الإسراء: 13) وحيث إن علم الله كامل فإنه علم أن هذا الإنسان سيعمل بعمل أهل النار... وسيدخلها بعمله... وأن ذاك الإنسان سيعمل بعمل أهل الجنة... وسيدخلها بعمله الذي وفقه الله إليه... فالنار عدل من الله... والجنة فضل من الله.

- والحديث الآخر?!

لنؤجل هذا الحديث إلى لقائنا القادم إن شاء الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك