القـــــدر (1)
هاتفني معرفاً نفسه أنه من قناة المعالي.. عرض علي إعداد برنامج عن (القدر) موزعاً على ثلاث عشرة حلقة، قبلت الدعوة.. باشرت إعداد المادة من آيات وأحاديث.
- الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، في حديث جبريل عليه السلام: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» (مسلم).
- وكيف يمكن تحقيق هذا الركن؟
- هذا الركن يتحقق بأمور أربعة:
أولاً: العلم، ثانياً: الكتابة، ثالثاً: المشيئة، رابعاً: الخلق والتكوين، ولكل بند من هذه البنود تفصيل، وحتى لا نتعجل في تفصيل هذه البنود، لو أن المرء التزم بعض القواعد البسيطة لما ضل بإذن الله تعالى.
- ماذا تعني بهذه القواعد البسيطة؟
- أولاً: لا تعارض بين آيات الكتاب العزيز، كلها صحيحة، وكلها متناسقة، وكلها تحمل معاني صحيحة، وإن بدت في ظاهرها خلاف ذلك؛ فالمرء يتهم فهمه ولا يظن في آيات الكتاب تعارضا.
وكذلك أحاديث النبي[ الصحيحة لا تعارض بينهما، ولا تعارض بين الأحاديث الصحيحة وآيات الكتاب العزيز كلها من عند الحكيم العليم؛ فلو أن المرء التزم بهذه القواعد البسيطة؛ فإنه لا يقع فيما يخالف العقيدة الصحيحة في باب القدر.
- كنت وصاحبي نتحاور بينما كنت أبحث في «المكتبة الشاملة» عن الآيات المتعلقة بالقدر.
- وماذا عن بنود تحقيق الإيمان بالقدر؟
- أولاً: العلم، ذلك أن الله علم كل شيء قبل خلق أي شيء، فهو سبحانه وتعالى (العليم)، وهذه الصفة ملازمة لا تنفصل ولا تطرأ على الله عز وجل، أي: إنه سبحانه وتعالى لا يعلم شيئاً بعد أن كان لا يعلمه - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - وذلك أن علمه كامل، يليق بذاته عز وجل، ويذكر الله لنا شيئاً من ذلك في كتابه: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (الأنعام: 58)، فهو سبحانه يعلم كل أفعال العباد قبل أن يولدوا، ويعلم كل صغيرة وكبيرة، وظاهرة وباطنة {وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} (القصص: 69).
ثانياً: الكتابة: لقد أمر الله تعالى (القلم) أن يكتب العلم المتعلق بالخلائق في اللوح المحفوظ، فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله[ يقول: «إن أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد» (صحيح الترمذي)؛ فهذا الذي كتب هو علم الله.
أما المشيئة: فهي أنه لا يقع في الكون شيء دون مشيئة الله، بل لا بد أن يأذن الله للشيء حتى يقع وإن كان هذا الشيء مما لا يحبه الله، فهو سبحانه مالك الكون كله ولا يقع شيء في ملكه دون إذنه، ولو شاء سبحانه لما وقع شيء لا يحبه في ملكه، ولكنه عز وجل سمح لها أن تقع حتى يحاسب الجميع على أعمالهم بالعدل والفضل «فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» (صحيح مسلم).
- ثم الرابعة: أن الله خلق كل شيء، والعباد يختارون من الأفعال ما يريدون من خير أو شر، فالله خلق إبليس لحكمة أرادها، وخلق الشياطين، وخلق الملائكة، وكل شيء - عدا الله عز وجل - فهو مخلوق والمرء يختار من مخلوقات الله ما يشاء من خير أو شر، وعلى اختياره يحاسب يوم القيامة.
لاتوجد تعليقات