رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 19 يناير، 2015 0 تعليق

القاهر .. القهار

- أعلم أن (القهار) صيغة مبالغة من (القاهر) وكلاهما من أسماء الله الحسنى.

- دعنا نبدأ بالاطلاع على المعنى اللغوي للكلمة، في لسان العرب (قهر) القهر الغلبة والأخذ من فوق، وتقول أخذتهم قهرا. أي: من غير رضاهم.

وفي حق الله -عز وجل- (قهر) خلقه بسلطانه وقدرته وصرفهم على ما أراد طوعا وكرها، قال ابن الأثير: (القاهر) الغالب لجميع خلقه.

والآن دعنا نذكر الآيات التي ورد فيها اسم الله (القاهر) وتلك التي ورد فيها اسم الله (القهار).

كنت وصاحبي كعادتنا نقضي ما بين العشائين في زاوية المسجد التي زودناها بمنضدة صغيرة وكرسيين وجهاز حاسوب.

     {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}(الأنعام: 18)، وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} (الأنعام: 61)، و{يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ}(يوسف: 39)، و{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(إبراهيم: 48)،، و{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}(ص: 65)، و{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}(الزمر: 4)، و{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(غافر: 16).

     القاهر - ورد الاسم مرتين، مقرونا بـ(فوق عباده)، وفي التفسير أي هو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء، وعلا علي عرشه فوق كل شيء، قال ابن جرير: «ويعني بقوله القاهر أي المذلِّل المستعبِد خلقه العالي عليهم، وإنما قال فوق عباده؛ لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعليا عليه، فمعنى الكلام إذا: والله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه.

     القاهر هو الذي له علم القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده، له علو القهر مقترنا بعلو الشأن والفوقية، فلا يقوى ملك من الملوك على أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه وظلمه وإلا قهره القهار، ومعلوم أن المقهور يحتمي من ملك بملك، ويخرج بخوفه من سلطان أحدهما ليتقوى بالآخر، لكن الملوك جميعا إذا كان فوقهم ملك قاهر قادر فإلى من يخرجون؟ وإلى جوار مَنْ يلجؤون؟ قال تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(المؤمنون: 88)، فهو قاهر فوق عباده، له علو القهر مقترنا بعلو الشأن والفوقية، فلا يقوى ملك من الملوك على أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه.

     أما القهار فهو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء، أو باعتبار نوعية المقهور، فالقهار كثير القهر قهره عظيم أليم، يقصم ظهر الجبابرة من أعدائه فيقهرهم بالإماتة والإذلال، ويقهر من نازعه في ألوهيته وعبادته، وربوبيته وحاكميته وأسمائه وصفاته.

وورد اسم (القهار) في بيان تفرده بالألوهية والربوبية كما في سورة (يوسف)، و(الرعد)، و(ص)، و(الزمر).

وكذلك في أهوال يوم القيامة؛ حيث يرى الجميع بعين اليقين أن الله هو (الواحد القهار)، كما في سورة (إبراهيم)، (غافر).

     فاستخدم (القهار) في أعظم الأمور، إثبات الألوهية والربوبية لله في الدنيا، وفي ظهور ذلك يوم القيامة، واستخدم (القاهر) في قدرته العامة على جميع مخلوقات برضاهم، أو تمنعهم (طوعا وكرها) في الدنيا سبحانه هو (القاهر) و(القهار).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك