رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 4 سبتمبر، 2012 0 تعليق

القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى

      من بركات شهر رمضان هذا الصيف طول النهار، حيث يمكن للمرء أن يقضي متطلبات بيته، وينال قسطا من الراحة، ويقرأ القرآن، ويتبقى وقت لأمور أخرى، هاتفني بعد صلاة العصر مخبراً أنه سيزورني.

- أشعر أن الأسماء الحسنى لم تحظ باهتمام كبير من العلماء كما حظيت قضية التوحيد؟

- لا أستطيع أن أجزم أو أنفي، ولكن هناك العديد من الكتب القديمة والحديثة في قضية الأسماء الحسنى.

- ولكنها ليست منتشرة، وكثير منها ينقصه شيء، إما من حيث اللغة أو شرح المعاني أو وجود أحاديث ضعيفة، مثلا أشهر حديث في الأسماء الحسنى، الذي ورد عند الترمذي: ضعيف، ويشمل أسماء لا ينبغي أن يسمى الله بها؛ لأن أسماء الله عز وجل توقيفية ولا يجوز لأحد أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه.

- صدقت؛ وذلك لأن القواعد في إثبات الأسماء الحسنى غير معروفة عند معظم الناس.

- قاطعني:

- وأنا شخصياً لا أعرف هذه القواعد.

قالها طالبا ذكر القواعد.

- لاشك أن الاسم يجب أن يكون (علماً)والعلمية في اللغة تتحقق بدخول حرف الجر على الاسم، كقوله عز وجل: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} (الفرقان: 58)، أو أن يرد الاسم منوناً كقوله عز وجل: {بلدة طيبة ورب غفور} (سبأ: 15)، أو يكون معرفاً بالألف واللام، كقوله عز وجل: {تنزيل من العزيز الرحيم} (يس: 5)، أو تدخل عليه (ياء) النداء كما في الحديث: «يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم» أبو داود، وصححه الألباني، أو يكون المعنى مسنداً إليه محمولا عليه، كقوله: {الرحمن فاسأل به خبيرا} (الفرقان: 59)، فهذه شروط خمسة تتحقق من خلالها (العلمية) للاسم، وبالطبع يجب أن يكون الاسم قد ورد في آية من كتاب الله أو حديث صحيح عن رسول الله[.

استغرب صاحبي.

- هذه أول مرة أسمع هذه القواعد الخمس.

- ألم تسمع قول الشافعي: «كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي»؟ كلنا نتعلم شيئاً جديداً كل يوم؛ ولذلك من لم يلتزم هذه القواعد، أضاف إلى أسماء الله الحسنى ما ليس منها، مثلاً: «المعز - المذل - الخافض - الرافع - المبدئ - المعيد - المنتقم - المميت - العدل - الباقي - المقسط - المحصي - المغني...» هذه كلها لا تنطبق عليها قاعدة العلمية في الاسم وتم اشتقاقها أو استنباطها من آيات من القرآن، مثلاً سموا الله (العدل) من قوله عز وجل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان...} (النحل:90)، وسموه الباعث من قوله تعالى: {والموتى يبعثهم الله} (الأنعام: 36)، وسموه (المحصي) من قول الله عز وجل: {لقد أحصاهم وعدّهم عداً} (مريم: 94)، والمميت من قوله عز وجل: {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} (غافر: 68).

قاطعني:

- هذه انتشرت على ألسنة الناس.

- ولذلك يجب أن ننشر الصحيح من الأسماء الحسنى حتى نصحح ما انتشر من أسماء لا ينبغي أن نسمي الله بها.

- وماذا بعد؟!

- من الأسماء التي انتشرت (الجليل) ولا دليل عليه، وإنما استنبطوه من قول الله عز وجل: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (الرحمن: 27)، و(المنتقم) من قوله عز وجل: {إنا من المجرمين منتقمون} (السجدة:  22)، فإذا التزمنا هذه القاعدة في الأسماء الحسنى، وصلنا إلى ما أراد الله لنا أن نعرفه من أسمائه مع التزامنا بالقرآن والأحاديث الصحيحة فقط.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك