القاديانية (الأحمدية) وموقفهم من المسجد الأقصى
كانت بداية القاديانية التي تلقب نفسها بـ (الجماعة الإسلامية الأحمدية) في فلسطين حين وصل بعض أتباعهم إليها عن طريق حيفا، وكان في مقدمتهم ابن مؤسس الفرقة القاديانية وخليفته بشير الدين محمود أحمد عام 1924وحضر معه القادياني جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في قرية الكبابير على قمة جبل الكرمل في حيفا, وقد تبع ذلك بناء أول معبد للجماعة هناك عام 1934، وكان ذلك برعاية حكومة الانتداب البريطاني المحتلة لأرض فلسطين آنذاك, وتم إعادة بناء ذلك المعبد في عام 1979 ويعرف تدليساً بمسمى (مسجد سيدنا محمود) وتضم قرية الكبابير الآن قرابة 3000 نسمة معظم سكانها من أتباع القاديانية.
وقد عاشت الجماعة في شبه عزلة عقائدية حيث لم تنتشر القاديانية بين العرب المسلمين المقيمين في أراضي عام 1948 بدليل أنهم من خارج قرية «الكبابير» لا يتجاوزون العشرات بمن فيهم متبعو القاديانية من سكان الضفة الغربية.
وقبل خمس سنوات تقريباً كان لي نقاش مع أحد الفلسطينيين الذين اعتنقوا العقيدة القاديانية الباطلة, واستفزتني مقولة لذلك الضال «من أنهم سيعملون جاهدين لجعل كل أهل فلسطين قاديانيين» , فقلت له: وهذا ما يسعى له اليهود كذلك !! ولكن أنى لكم ذلك والمسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين والشام هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين, والأرض التي إليها محشر العباد, ومنها يكون المنشر, وفيها مقتل الدجال وأتباعه, وفيها يشهد نطق الحجر والشجر حين يقول: «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله»، والتي ستعود فيها الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة, فهي الأرض التي باركها الله للعالمين, ولن تكون مقاماً للمجرمين.
عقيدة (القاديانية الأحمدية):
تعتقد القاديانية أن النبوة لم تختم بمحمد [ بل هي جارية والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً، ويعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحي إليه, وأن إلهاماته كالقرآن. ويعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، وقد نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن. وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية, كما أن من زوج أو تزوج من غير القاديانيين فهو كافر.
ولم يقف ادعاء النبوة عند غلام أحمد القادياني, بل ادعى النبوة عدد من أتباع القادياني كمحمد صادق القادياني وغلام محمد القادياني وغيرهما, والمصيبة العظمى أن يزعم الغلام أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً ويقرر ذلك ولده محمود أحمد الخليفة الثاني للقاديانيين في ص 288 من كتاب (حقيقة النبوة) إذ يقول: «ومما هو واضح كالشمس في رابعة النهار أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً»
وادعى خليفة «غلام أحمد» أنه أفضل من محمد [ فيقول في كتاب (حقيقة النبوة) ص 257 لميرزا بشير أحمد الخليفة الثاني «إن غلام أحمد أفضل من بعض أولي العزم من الرسل».
وفي صحيفة (الفضل) المجلد الرابع عشر (29 أبريل سنة 1927 م): «أنه كان أفضل من كثير من الأنبياء ويمكن أن يكون أفضل من جميع الأنبياء».
وفي صحيفة (الفضل) المجلد الخامس: «لم يكن فرق بين أصحاب النبي [ وتلاميذ ميرزا غلام أحمد إلا أن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية» عدد 92 يوم 28 مايو 1918 م.
عقيدتهم في المسجد الأقصى:
هم يعتقدون قدسية «قاديان» في الهند, ويعتقدون بأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس. جاء في صحيفة (الفضل) القاديانية عدد 3 سبتمبر سنة 1935 م:«لقد قدّس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته». وفي عدد 23: «إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان». وهدفهم من ذلك واضح ليقولوا كاذبين بأن القدس لا مكانة لها ولا رابط دينيا بينها وبين الإسلام, والمسجد الأقصى هو مسجد آخر غير الموجود بالقدس، هو مسجد في «قاديان»!!
ومن المعلومات الخاطئة التي تُشاع عنهم أنهم يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، بينما المعلومة الصحيحة في معتقدهم هي: أنها قبلة القاديانيين وحجهم إلى مكة المكرمة، لكنهم يعتقدون قدسية قاديان أيضاً وأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس.
وحول هذا كتب أمجد السقلاوي في مجلة (الراصد) العدد الرابع والثمانين - وكان في فترة من الفترات قد تأثر بالقاديانية ثم رجع إلى الإسلام وأصبح يكتب عنهم وهو أعلم بخفاياهم – أن فكر الدين الأحمدي القادياني كله فكر خياني يسلب من المسلمين كل مقدساتهم ومن تلك المقدسات: المسجد الأقصى المبارك، فالقادياني لا يعترف بالمسجد الأقصى الذي في القدس، بل الأقصى عنده هو مسجده الذي بناه في منطقة قاديان بالهند!! وهذا صريح في كتابه (خطبة إلهامية) ص 25، حيث يقول ميرزا: «والمسجد الأقصى المسجد الذي بناه المسيح الموعود في القاديان»، وأكد هذا القول الناشر لـ (خطبة إلهامية) نقلا عن كتاب (أصحاب أحمد)، ضياء الدين القاضيكوتي (ص119-121).
وجاء في صحيفة (الفضل) القاديانية عدد (3) (سبتمبر - سنة 1935م): «لقد قدس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته».
وفي العدد (23): «إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان».
ويقول (Abur Rahim Dard) وهو من القاديانيين المنظرين للدين القادياني في كتابه المنشور على الانترنت في موقع (الإسلام أون لاين ستور) ما نصه: «المسجد الأقصى تمّ بناؤه على يد ميرزا غلام مرتضى، أما الأرض التي بني عليها المسجد فكانت مملوكة للسيخ لكنه اشتراها منهم».
ويضيف السقلاوي تأكيداً لذلك: « فعلى سبيل المثال منظر القاديانية الفلسطيني هاني طاهر لا يرى ضيرا في إعطاء اليهود المحتلين جزءا من المسجد الأقصى المبارك حين كتب مقالا بعنوان (الحل النهائي والمسجد الأقصى)، قال فيه:
«الناس في بلدي قلقون بشأن الأوضاع السياسية؛ فالحواجز تخنقنا، والمساعدات لا تكاد تصلنا، والعدو يسيطر على كل برّنا وجوّنا، والجدار يضيق علينا، ولا حلّ في الأفق. ليس لنا أن نهمل حقوق الذين هُجّروا من أراضيهم في فلسطين كلها، لكن لا غضاضة من تعديل الحدود وتشذيبها إذا كانت لا تضيع أي جزء من الأرض. أما موضوع المسجد الأقصى، فلا أرى ضيرًا من أن يُعطى اليهود تحته معبدًا يعبدون الله فيه، بحيث يكون مدخله من الجهة الغربية.
أما الخشية من هدم المسجد الأقصى، فيمكن تجنبها من خلال وضع مراقبين دوليين في المعبد... وما الكارثة في بناء عدة طوابق تضم الجميع؟».
انظر: مدونة هانى طاهر، ومن أجل تلك الغاية الخبيثة الضالة أوّلوا القرآن الكريم وفق الإلهامات الشيطانية الباطلة لأنفسهم المريضة, يقول القاديانى خليفة مسيلمة الكذاب: إن الآية {ومن دخله كان آمناً} تعنى المسجد الذي أُسس في «قاديان» ويُضيف: إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} هو المسجد المؤسس في قاديان (براهين أحمدية).
جوابهم على سؤال أين المسجد الأقصى؟:
في الموقع الرسمي للقاديانية (الأحمدية) على الشبكة العالمية الإنترنت – باللغة العربية – وفي مدخل أسئلة وأجوبة جاء السؤال التالي: هل صحيح إنكم تعتبرون أن المسجد الأقصى المذكور في القران الكريم هو مسجد الميرزا غلام أحمد الموجود في قاديان؟
فأجاب هاني طاهر بالآتي: «نقول إن الإسراء إلى المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو كشف روحاني يشير إلى عدة أحداث، أولها: الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. وثانيها: امتلاك المسلمين بيت المقدس وما حوله، وهذا حدث زمن الخلفاء الراشدين، وثالثها: ظهور الإمام المهدي وهو حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام، باعتبار بعثته بعثة أخرى لسيدنا محمد [؛ لأنه خادم له ولدينه وخير مدافع عنهما. وهذا مشار إليه في قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، أي أن الله تعالى سيبعث سيدنا محمدا [ مرة ثانية في الآخرين، وحيث إن من توفاه الله لا يعود إلى الدنيا، فالمقصود من بعثته الثانية بعثة رجل من أمته خادما له ولدينه، وقد فسر سيدنا محمد [ هذه الآية بقوله: «لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل أو رجال من آل فارس». البخاري، كتاب التفسير.
وبهذا يمكن أن نُطلق اسم المسجد الأقصى على المسجد الذي بناه حضرته عليه السلام. وليس هناك تعارض بين أن يكون مسجدٌ أقصى في القدس ومسجدٌ أقصى في قاديان، ولا تنسَ أنه لم يكن للمسجد الأقصى الموجود حاليا في القدس أي وجود في زمن رسول الله [، وإنما بناه الخليفة الأموي. ولا تنسَ أن هنالك العديد من المساجد في العالم التي سماها المسلمون: المسجد الأقصى, وللتفصيل نرجو أن تعود إلى تفسير قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} في التفسير الكبير في الموقع. هاني طاهر.
وفي نفس الموقع وتحت مدخل (سيرة خلفاء الإمام المهدي) « والتعريف بإنجازات الخليفة الأول نور الدين البنجابي والذي ولد في قرية (بهيرا) في (البنجاب) عام 1841؛ ويطلقون عليه تدليساً مسمى: نور الدين القرشي؛ لأنه مكث في أرض الحجاز أربع سنين, كتبوا نصاً: قام حضرة الخليفة الأول بالعديد من الإنجازات الهامة في الجماعة الإسلامية الأحمدية منها: تم في عهده توسيع المسجد الأقصى والمدرسة العليا لتعليم الإسلام ومساكن الجماعة الإسلامية الأحمدية, وافتتح مشفى النور ومسجد النور في قاديان.
علاقتهم مع الكيان الصهيوني:
ولا يخفى أن للقاديانية علاقات وطيدة مع الكيان اليهودي, فقد فُتحت لهم المراكز والمدارس ومُكِّنوا من إصدار مجلة تنطق باسمهم, ولهم مطلق الحرية والدعم في طباعة كتبهم وضلالاتهم وتوزيعها في العالم, وانتقالهم الحر بين فلسطين ودول العالم.
يقول الميرزا مبارك أحمد القادياني في كتابه (بعثاتنا الخارجية): «ويمكن للقارئين أن يعرفوا مكانتنا في إسرائيل بأمر بسيط، بأن مبلغنا جوهدري محمد شريف حينما أراد الرجوع من إسرائيل إلى باكستان سنة 1956م، أرسل إليه رئيس دولة إسرائيل بأن يزوره قبل مغادرته البلاد، فاغتنم المبشر هذه الفرصة وقدم إليه القرآن المترجم إلى الألمانية الذي قبله الرئيس بكل سرور».
- انظر الموقع الرسمي للقاديانية على الشبكة العالمية باللغة العربية.
وقبل ذلك كان ولاؤهم عظيماً لبريطانيا فقد أوجب الميرزا طاعة الملكة فكتوريا – رئيسة الكنيسة الأنجليكانية - وطاعة حفدتها، فيقول في ختام كتابه (حقيقة المهدي) ما نصه: «ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لقتلوني بالسيوف والأسنة، ولكن الله منعهم بتوسط هذه الدولة المحسنة، فنشكر الله ونشكر هذه الدولة التي جعلها الله سببا لنجاتنا من أيدي الظالمين، إنها حفظت أعراضنا ونفوسنا وأموالنا من الناهبين، وكيف لا نشكر وإنا نعيش تحت هذه السلطنة بالأمن وفراغ البال، ونجينا من أنواع النكال، وصار نزولها لنا نزول العز والبركة، ونلنا غاية رجائنا من الدنيا والعافية، فوجبت إطاعتها أو سلامتها بصدق النية، بل جعل قلوبنا أسارى بأيادي المنة والنعمة، فوجب شكرها أو شكر ميرتها، ووجب طاعتها وطاعة حفدتها، اللهم اجز عنا هذه الملكة المعظمة واحفظها بدولتها وعزتها يا أرحم الرحمين، آمين».
الراقم المرزا غلام أحمد القادياني 21 فروري سنة 1899.
وللقاديانيين قناة فضائية (التلفزيون الإسلامي الأحمدي) ومواقع على الشبكة العالمية « الإنترنت» ويطلقون على أنفسهم مسمى (الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية), والمتصفح لمواقعهم باللغة العربية يجدهم قد هذبوها من أغلب ما يثير المسلمين عليهم, حيث تقرأ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أعلى الصفحة الرئيسية للموقع وصورة الكعبة في مكة المكرمة؛ حتى يدلسوا على المتصفح لذلك الموقع بأنهم لا يخالفون عقيدة المسلمين, وأكثروا فيه من مدح العرب وخدمات قادتهم وخطاباتهم ومواقفهم من القضايا العربية, ليدفعوا التهم بعلاقتهم بالاستعمار.
وكتب عنهم أمجد سقلاوي مقالاً في مجلة (الراصد) في العدد الرابع والثمانين بعنوان: (من خيانات القاديانيين الهند موطن المسجد الأقصى)!! جاء فيه: «لقد سعى اليهود لزرع جماعات وفرق ذات طابع ديني إسلامي تكون كجواسيس لهم تستطلع الأخبار وتنشر بعض الأفكار التي تخدم إسرائيل، ومن تلك الجماعات: القاديانية، التي تلقب نفسها بالجماعة الإسلامية الأحمدية لتخدع البسطاء من المسلمين بهذا الاسم الرنان، وهي طائفة أجمع العلماء على كفرها وردتها، ظاهرها الإسلام وباطنها الولاء المطلق للإنجليز واليهود وأعوانهم, وأتباع هذا الدين يؤمنون برجل هندي اسمه الميرزا غلام أحمد القادياني، والأخير قد ادعى المهدوية ومن ثم أنه المسيح المنتظر، بل زاد وبالغ أنه هو الظهور الأكمل لسيدنا محمد [»!!
هدف اليهود من رعاية الفرق الباطنية:
ولليهود في ذلك مقاصد وأهداف واضحة جلية, أولها شق صف المسلمين في فلسطين بزرع الفرق الباطنية وتسهيل مهامهم, لهدف أساس وهو كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله, وشحن المسلمين بسيل من الشبهات والشهوات, وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوس المسلمين.
والهدف الأهم كذلك هو إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه؛ بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التبديل، في مرتبة الأديان المحرفة, وإظهار الخلاف العقدي بين المسلمين.
من لهؤلاء الضُلّال:
إن مسؤولية المسلمين قادة ودعاة وعلماء وموجهين تتعاظم أمام شبهات الفرق الباطنية والدعوات المنحرفة؛ لكشف زيفهم وضلالهم حتى لا ينطلي باطلهم على الناس, ولا يكون كشف ذلك الضلال إلا بدراستهم ومعرفة واقعهم وقادتهم, وأماكن تواجدهم, وكيف ينشرون ضلالهم ؟ وما هي الأساليب التي يستخدمونها؟ وحجم الدعم الذي يتلقونه؟ وما هي الشخصيات التي يستغلون نفوذها؟
ولا بد من الحذر الشديد من استفادة الفرق الباطنية وبالأخص القاديانية من تقصير الإعلام الإسلامي والعربي بشأنها, حيث إنه شنع على هذه الطائفة وحذر منها, إلا أنه في أغلب الأحيان ارتكب أخطاء جسيمة عندما لم يلتزم الدقة وبالغ في بعض الأحيان فيما يتعلق بأفكار وتاريخ هذه الطائفة, التي استغلت هذه الأخطاء لتوهم أفرادها والمتأثرين ببعض آرائها بأن هناك حملة شعواء حول هذه الجماعة تهدف إلى تشويهها، وبأن كل التهم التي يكيلها الإعلام لها إنما هي افتراءات بل كذب محض بدليل وجود أدلة قوية على كذب بعض تلك الاتهامات، بل إن بعض قادة هذه الطائفة والمنظرين لها تمادوا أكثر فادعوا بأنه ليست لجماعتهم أي صلة بما يطلق عليه الناس اسم (الطائفة القاديانية)، وأن هذه الطائفة هي جماعة وهمية من اختراع الناس وإعلامهم الكاذب!!
ولو أنك بحثت مثلاً في الإنترنت عن هذه (القاديانية) لوجدت آلاف المواضيع المنسوخة عن بعضها في الغالب، لكن القليل من تلك المواضيع هو الذي يوضح حقيقة هذه الطائفة, وطرق دعوتهم الحديثة الباطلة.
فلا يصلح لمحاربة القاديانية إلا شخص يعرف الحق بداية, ولديه ذكاء وعقل, وحسن تصرف ولباقة في الحديث؛ وذلك أن الدين القادياني قائم على الكذب والخداع ونشر الشبهات, فلن يصلح رجل يحسن الظن بكل ما يقال أو يقرأ. وأيضاً القادياني لا يروج عقيدته إلا بشبهات شيطانية يصطادها خبثاء من بطون الكتب غالباً ما تكون مكذوبة أو محرفة أو من قبيل المنسوخ أو المقيد والخاص فيجعلونه عاماً مطلقاً.
ولهذا يجب توعية المؤثرين في المجتمع وهم العلماء والدعاة والخطباء وأئمة المساجد ومدرسو الجامعات والمدارس وقادة العمل الإسلامي والمسؤولون المحليون، من خلال تعريفهم بحقيقة عقيدة الطائفة القاديانية اليوم بنص أقوال قادتهم المعاصرين, وكذلك بحقيقة المواقف السياسية الطائفية التي ينتهجها أتباع القاديانية, والرعاية والدعاية التي تخدم انتشارهم.
وفي الختام لا خير فينا إن لم ننشر عقيدتنا الإسلامية الصافية, ونبين صفة الفرقة الناجية التي ذكرها الرسول [ وهي المتمسكة بكتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد [ حيثما كانت, امتثالاً لقول الله تعالى: {وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}, وقوله تعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون}, ولوصية الرسول [: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة».
وأوجز ذلك كله ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} فقال: «إن هذه الآية عامة في كل من فارق دين الله, وكان مخالفاً له؛ فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق, فمن اختلف فيه {كانوا شيعاً} أي: فرقاً كأهل الملل والنحل, والأهواء والضلالات, فإن الله تعالى برأ رسوله [ مما هم فيه».
والحمد لله رب العالمين.
لاتوجد تعليقات