رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. فهد بن صبح 30 يناير، 2023 0 تعليق

الفكر التربوي عند الشيخ: عبد العزيز بن أحمد الرشيد  (3)

                                                      

الدراسة تستهدف التعرُّف على الفكرِ التربوي عند الشيخ عبدالعزيز الرشيد (ت 1356هـ، 1938م)، وإسهاماتِه في الحركة الثقافية، سواءٌ على مستوى الكويت أم خارجها، وذلك بالنظر إلى المشاريع التي قادها في هذا الاتجاه. وخلصت الدراسةُ إلى أن الشيخ عبد العزيز الرشيد رائدٌ من روّادِ الإصلاح الكبار على مستوى الكويت والخليج العربي، في اتجاهات عدة، ولاسيما التعليمُ وما استحدثه من مناهجَ جديدةٍ، اعتنى فيها بأركان العملية التعليمية (المتعلِّم، المعلِّم، المنهاج)، أدَّت إلى النهوض بالتعليم النظاميّ في الكويت. واتخذ الرشيد من إنشاء الصِّحافة وتأليفِ الكتب وإلقاء المحاضرات سبيلاً لإرساء النهضة الثقافية الكويتية مطلعَ القرن العشرين، وحاول جاهداً إبرازَ سماحة الدين الإسلامي في أحسن صورة، وأنه صالحٌ لكل زمان ومكان، وطبق ذلك عملياً في المشاريع التي تبنّاها، وأثبت أنه لا تعارض بين التطور الذي هو سِمةُ الحياة وبينَ الدين الإسلامي الحنيف.

إسهاماتُه في الصحافة الخارجية

- في عام (1928) بدأ نقل البريد للكويت باستخدام السيارات الذي بدوره سهَّل الاتصال بالمحيط الخارجي، واستمر الرشيد في نشاطه التعليمي والصحفي؛ حيث أصبح مراسلاً لجريدة (الشورى) المصرية التي تعدُّ الأوسعَ انتشاراً في الكويت، وكتب في بعض الصحفِ، مثلِ (نداء الشعب) العراقية، وكان متقرَّراً عنده أهميةُ الصحف وأثرُها في رفع المستوى الثقافي للمجتمع الكويتي.

أول مجلةٍ في الخليج

- لكن كانت ثمة صعوبات تحول دون ذلك الحلم المنشود، فلم تعهَد الكويتُ ولا دول الخليج العربي مثل هذا الأمر، وهناك صعوباتٌ ماليةٌ، فعزمَ الشيخُ عبدالعزيز الرشيدُ على إصدار مجلةٍ، في الكويت، وسعى إلى ذلك بالطرائق الرسمية، وتمت موافقة تلك الجهات على إنشاء مجلة تصدر من الكويت، وتحمـل اسم بلد المنشأ الكويت فـي (20/06/1928)، تُطبع في المطبعة العربية في مصر، وتصل بالبريد البحري إلى الكويت، واستمر صدورها إلى (01/03/1930)، بعد صدور العدد العاشر من المجلد الثاني. وقد تعثرت محاولاته في إصدار (جريدة الصباح)، وبذلك يكون الشيخ عبدالعزيز الرشيدُ رائدَ الصحافة في الكويت والخليج العربي.

مجلاته خارج الكويت

- ويدل على شغف الرشيد بالصحافة: أنه لم يقتصر نشاطه على هذا؛ بل أعاد إصدار (مجلة الكويت) في الخارج حينما استقر في أندونيسيا، أصدرها تحت اسم مجلة (الكويت والعراقي) (01/09/1931)؛ لأنه قد شاركه التحريرَ شخصيةٌ عراقية في المهجر، هو السائحُ العراقي الشهير يونس بحري، والفارقُ الزمني بين توقف (مجلة الكويت) وإصدارها مرة أخرى حوالي سنة وستة أشهر، وهذا يعطي دلالة واضحة على أهميةِ الصحافة في الحياة الثقافية في ذلك الحين، وإيمانِ الرشيد بضرورة رفعِ المستوى الثقافي للشعوب عن طريق المجلات والصحف، واستمر صدورُ مجلة (الكويت والعراقي) حتى يونيو عام (1932)؛ وأنشأ جريدة (التوحيد) في مارس عام (1933)، وواصل مسيرته الصحفية مؤديا دوراً إيجابياً في رفع ثقافة الشعوب حتى ديسمبر عام (1933)، وبذلك توقف نشاط الشيخ عبدالعزيز الرشيد الصحفي.

إسهماتُه في تطوير التعليم

- إن الرحلات العلمية التي طاف بها الشيخُ عبدالعزيز الرشيد كثيراً من العواصم التي تعدُّ حاضرةَ العالم العربي والإسلامي، مثل: إسطنبول وبغداد ودمشق ولبنان والقاهرة والحجاز، والاطلاعَ الواسعَ على المجلات والجرائد التي كانت تصدر من تلك العواصم ويصل بعضُها إلى الكويت، والتطوراتِ التعليميةَ في البلدان التي زارها، واجتماعَه بالعديد من زعماء الإصلاح في العالم العربي والإسلامي، كلُّ ذلك قد أثَّر في تكوينه الشخصي، فصارت نتيجةً حتميةً لهذا التطور الفكري الذي عاشه الرشيدُ وأراد منه واقعاً ملموساً ينهضُ بالتعليم في الكويت، رغم علمه السابقِ أن هناك من لا يتفق معه في الرأي ممن يشكِّلون حجر عثرة في طريق الإصلاح كما يراه هو، فهناك شيوخُ دين يعارضون قيامَ المدارس الحديثة بمناهجها التي تُدرِّس اللغاتِ الأجنبيةَ وعلومَ الجغرافيا والهندسة وغيرها من النظريات الحديثة؛ لأنها تؤدى بالطلبة إلى الإلحاد كما يرون.

عين مدرسا ومديرا في المباركية

- رغم ذلك فقد خاض هذه التجربةَ، وأصبح مدرِّساً، ثم مديراً لمدرسة المباركية عام (1917)، إلا أنه وجد مقاومة شديدةً ضد إدخال تعديلات على عناصر المثلث التعليمي (المنهاج - الطالب - المعلم)، وأدى ذلك إلى تركه العملَ في مدرسة المباركية عام (1919). فواصلَ الرشيدُ الكفاح في طريق الإصلاح التعليمي، وانضم إلى المدرسة العامرية عام (1919)، ونفذ بعض ما يصبو إليه من تطوير المنهاج المدرسي فيها. وفي عام (1921) كانت البلاد بحاجة ماسة لكوادر وطنيةٍ تتعامل والواقع الجديد الذي بدأ يضغط على الدولة، فكان لابد من توفير هذه الكوادر على أحدث طراز، وكان الشيخ عبد العزيز الرشيدُ صاحبَ الفكرة الرائدة للمدرسة الجديدة الأحمدية التي يطمحُ من خلالها إلى تنفيد خطته للإصلاح التعليم، وإدخالِ منهاج جديد وفق المعايير الحديثة، ويشتمل على تعليم اللغاتِ وعلوم الجغرافيا والهندسة وغيرها.

عين مديرا لمدرسة الإرشاد

- وفعلاً تم له ذلك؛ فشمَّر عن ساعد الجدِّ والاجتهادِ رغم المقاومة الشديدة التي حصلت له، إلا أن إيمانَه بصدق مبادئه كانت وراء هذا النجاحِ الذي عم الكويت فيما بعد. فأصبحَ يشجعُ المحسنين والمصلحين على إنشاء المدارس الحديثة وتبنيها، وأصبح عضو هيئةِ تدريسٍ في مدرسة الهداية الخليفية في البحرين (الرشيد: مجلة الكويت 2019). وعندما انتقل إلى مَهجَرِه عيِّن مديراً لمدرسة الإرشاد في بكالونجان في إندونيسيا، فتحقق ما يصبو إليه من إدخال الإصلاحات على التعليم لرفع مستوى الأمة، وخلَّد التاريخُ مساهماتِ الشيخِ عبدالعزيز الرشيدِ في تطوير التعليم النظامي في الكويت وغيرها.

 

المجلات والجرائد في الجزيرة العربية قبل عام 1928

     تأخر وصول المطابع إلى البلاد العربية حتى ظهرت أول مطبعة عام 1702، إلا أن الصحافة لم تأخذ نصيبها من الصدور إلى أن جاء الجنرال الفرنسي بونابرت ليصدر أول جريدة عرفتها البلاد العربية في مصر عام 1800 وسماها(التنبيه)، كما أن صحفية (الوقائع المصرية) وهي ثاني صحفية عربية من حيث القدم صدرت عام 1828 وظهرت على يد الوالي محمد علي الكبير، أما ثالثة الصحف العربية جريدة (المبشر) الجزائرية، فقد اصدرها المستعمرون الفرنسيون في مدينة الجزائر عام 1847 بأمر من الملك لويس فيليب، ولكن سرعان ما اخذ العرب يخوضون ميدان الصحافة بأنفسهم، وقد طبعوها بطابعهم الخاص دون ان يقلدوا في ذلك الغربيين. وبدأ بعد ذلك ظهور الصحف العربية في البلاد العربية.

 

 

م

 

السنة

 

المجلة/الجريدة

 

البلد

 

الشخص/الجهة

 

ملاحظات

 

01 

 

1800

 

التنبيه

 

مصر

 

بونابرت

 

-

 

02 

 

1812

 

شمس الحقيقة

 

مكة

 

عربية تركية

 

-

 

03 

 

1828

 

الوقائع المصرية

 

مصر

 

 

محمد علي الكبير

 

04 

 

1844

 

الجمورية

 

الجزائر

 

-

 

-

 

05 

 

1847

 

المبشر

 

الجزائر

 

الاستعمار الفرنسي

 

الملك لويس فيليب

 

06 

 

1865

 

سورية

 

سوريا

 

-

 

-

 

07 

 

1869

 

الزوراء

 

العراق

 

-

 

-

 

08 

 

1879

 

صنعاء

 

اليمن

 

الجريدة الرسمية

 

العهد العثماني

 

09 

 

1883

 

السالنامة الحجازية

 

الحجاز

 

-

 

تشبه الكتاب السنوي

 

10 

 

1884

 

حجاز

 

الحجاز

 

-

 

العهد العثماني

 

11 

 

1909

 

شمس الحقيقة

 

الحجاز

 

-

 

-

 

12 

 

1909

 

الصفاء

 

الحجاز

 

-

 

-

 

13 

 

1909

 

صفاء الحجاز

 

الحجاز

 

-

 

-

 

14 

 

1909

 

الإصلاح

 

جدة

 

راغب مصطفى

 

-

 

15 

 

1916

 

الرقيب

 

الحجاز

 

-

 

-

 

16 

 

1916

 

الحجاز

 

الحجاز

 

محب الدين الخطيب

 

آخر جريدة في العهد العثماني

 

17 

 

1916

 

القبلة

 

مكة

 

-

 

العهد الهاشمي

 

18 

 

1917

 

المدينة المنورة

 

المدينة

 

-

 

-

 

19 

 

1918

 

الإيمان

 

صنعاء

 

عهد الإمام يحيى

 

اللسان الرسمي

 

20 

 

1919

 

الفلاح

 

مكة

 

عمر شاكر

 

من سورية

 

21 

 

1920

 

الزراعية

 

مكة

 

-

 

-

 

22 

 

1924

 

بريد الحجاز

 

جدة

 

-

 

-

 

23 

 

1924

 

أم القرى

 

مكة

 

يوسف ياسين

 

العهد السعودي

 

24

 

1928

 

الإصلاح

 

مصر

 

محمد حامد الفقي

 

-

 

25 

 

1928

 

الكويت

 

الكويت

 

عبدالعزيز الرشيد

 

مجلة خاصة

 

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك