الفرق بين التدريب والتعليم
تمتاز عملية اكتساب العلم، والخبرات، بأنها عملية تراكمية، وهي عمليّة يقصد منها الارتقاء بحياة الإنسان في الدنيا والآخرة، فليس هناك ما هو أفضل من توسيع المدارك عن طريق طلب العلم والخبرة في هذه الحياة. ومن هنا فقد اندرج عدد من المفاهيم تحت مفهوم طلب العلم، ولعلَّ أبرز هذه المفاهيم مفهوما التدريب والتعليم، وفيما يأتي بيان الفرق بينهما.
الفرق بين التدريب والتعليم
يعرف التدريب بأنه تزويد فرد معيّن بكافة ما يلزمه من مهارات، وخبرات تؤهله للمضي قدماً في تنفيذ عمل ما أو مهمّة معيّنة؛ بحيث يؤدي ذلك إلى تحسين كفاءته فيما يؤديه من أعمال ومهام، وزيادة معدل إنتاجيّته. أما التعليم فيعرف بأنّه العمليّة الّتي تُعنى بتنمية فرد من الأفراد معرفيّاً دون النظر إلى المنافع الوظيفية.
مع بداية التدريب يلاقي المتدرب صعوبات عديدة وكبيرة، ولكن مع التدريب المستمر يأخذ بالتعلُّم شيئاً فشيئاً، فيتضاءل حجم التجارب الخطأ، ويزداد حجم التجارب الصحيحة؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إتقان المهارات المطلوبة.
أما فيما يتعلق بالتعليم فقد اهتمّت النظريات التي بحثت هذا الأمر بما يعرف بمبادئ السلوك الأساسية إلى جانب اهتمامها بمبادئ التعليم، كما اهتم المختصون كثيراً بدراسة الفرق بين التعلّم والتّعليم، وتحديد أهميّة كل واحد منهما.
من نقاط الاختلاف بين التعليم والتدريب أنّ مدة التعليم أطول نسبياً من مدة التدريب، كما أنّ محتوى المادة في التعليم يكون أكبر وأعم من محتوى المادة في التدريب؛ وذلك لأنّ الغاية من التدريب محددة بامتلاك المتدرب القدرة على أداء مهمة معينة على عكس الغاية من التعليم.
أما نقاط الالتقاء والتوافق بين كل من التدريب والتعليم، فتكمن في أنّ كليهما بحاجة إلى وجود الدافع الذاتي والشخصي من قبل الإنسان ذاته؛ وبدون هذا الدافع لن ينجح الإنسان في الوصول إلى مبتغاه ونيل مراده.
كما يجب على كل من المعلّم والمدرّب أن يتبعا الأسلوب العلمي الصحيح فيما يقومان به من أعمال، وذلك من خلال مراعاة الفروقات الفردية بين المتعلمين والمتدربين؛ فالله لم يعطِ الناس جميعهم الإمكانيات نفسها، وهناك بعض الأشخاص بحاجة إلى أن يبذل معهم المعلم أو المدرب مجهوداً أكبر من الآخرين في سبيل الوصول إلى النتيجة المرجوة؛ لذا فقد وجب على كل من المعلم والمتدرب أن يمتلكا المهارات المطلوبة التي تؤهلهما للقيام بالمهام المناطة بهم بكفاءة واقتدار.
لاتوجد تعليقات