(الفرقان) الإسلامية ماذا تعني؟
عندما حصلت مجلة (الفرقان) على ترخيص الصحافة الإسلامية منذ (30) عاما، حرصت كل الحرص على تناول القضايا الإسلامية بمنهج وسطي معتدل، ونزع فتيل الأزمات، وبيان موقف الإسلام من خلال علماء السلف لكل القضايا والأزمات والفتن التي تعرض لها المسلمون في الداخل والخارج، والصدع بالحق، وبيان عقيدة المسلم وعباداته ومعاملاته؛ فلاقت القبول من خلال انتشارها في أكثر من ستين دولة، وزاد عدد المتابعين لها عن (3) ملايين، وفي كل عدد يتابعها قرابة (50) ألفاً! إيمانا منا بشمولية الإسلام وتكامله؛ لأننا نريد عقيدة، وشريعة، وعبادة، ومعاملة، ودعوة واستقرارا للدولة، وحقا نصدع به، وبيانا وتوجيها وحرصا على وحدة الأمة على ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم بإحسان -رضي الله عنهم جميعا.
قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}(النحل: 89). فالشريعة الإسلامية هي الحاكم علي أفعال المكلفين جميعهم، ولا يخلو فعل ولا واقعة من الوقائع إلا ولها حكم من الأحكام الشرعية.
نحن في (الفرقان) نعتقد أن الصحافة رسالة الحياة كلها، ورسالة الإنسان، ورسالة العالم كله، ورسالة الزمان كله، وغايتنا الوضوح في تناول قضايا أمتنا وشعوبها في إطار سياسة دولتنا الحبيبة، ولم نخرج قيد أنملة عنها!!
ودولتنا الحبيبة جعلت المادة الثانية (دين الدولة الإسلام) فلا نؤمن ببعض الكتاب ونترك بعضه؛ لأن من يفعل ذلك يناله خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة.
(الفرقان) رسالتها ليست لإثارة الفوضى وإيجاد المشكلات، بل رسالتها نشر المعلومة والمشاركة في التوعية، وبذل الجهد كله للاستقرار والأمن، وحل المشكلات، والنهوض والتنمية؛ مرجعيتنا في ذلك كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع السلف والعلماء الأفذاذ المعتدلين في داخل بلادنا وخارجها، قال تعالى: {أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِيْ حَكَمًا وَهُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}(الأنعام: 114).
(الفرقان) من أوائل من تكلم عن خطورة التكفير والخوارج وأصحاب الفساد والضلال، وأهل البدع والهوى والزيغ، والتزمت بالضوابط والقواعد والنظم والمعايير المهنية، بالحكمة والموعظة الحسنة، ودخلت دخول الموجه للخير، الهادي إلى الرشد، المبين للحق، العاصم من الضلال والغي.
(الفرقان) ضد الطائفية والحزبية والظلم والتنازع، وثقافة الكراهية والعداوة، وتعمل على ذلك من خلال الحوار الهاديء والهادف.
لقد سعت (الفرقان) إلى تحقيق الغايات العليا للحياة من توحيد الله -عز وجل- وتزكية النفس وسمو الروح والاستقامة، وتحقيق مقاصد الدين من عبادة الله وحده، وخلافة الإنسان في الأرض، وعمارة الأرض بالحق والعدل، وترابط الأسرة وتكافل المجتمع، وتماسك الأمة، وإبراز الأدوار الإيجابية في دولتنا الحبيبة، وإبراز العمل الخيري والعمل الإسلامي، ونصرة الفضيلة والتصدي للرذيلة، والذبّ عن حياض الإسلام والمسلمين، والدفاع عن دولتنا وما تقوم به من نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف.
(الفرقان) هدفها دائما إبراز النصيحة، وتصحيح المسار، وتقويم الاعوجاج، من خلال القنوات الشرعية والرسمية؛ ففي الحديث: «إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم، فقد تودع منهم» أي: لا خير منهم.
ولذلك قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}(الاحزاب: 39).
(الفرقان): في مقدمة الداعين إلى الوسطية والمصلحة العامة وممارسة السياسة الصحيحة الناجحة، التي نتعامل بها مع ولاة أمرنا -وفقهم الله لكل خير-والابتعاد عن السياسة الماكرة المسيئة المبنية على الخداع والكذب، ونقض العهود والمواثيق والغدر وعدم الوفاء بالوعود؛ فنحن لا نقصي الشريعة من كتاباتنا؛ لأن الدين مرتبط ارتباط الروح بالبدن.
بعد كل هذا تألمنا جدا من تحويلنا إلى النيابة العامة بسبب تناولنا قضايانا الداخلية والخارجية بالطرح المعتدل وفق الكتاب والسنة وأقوال العلماء بحجة أن ترخيصنا إسلامي، ولأننا تناولنا في كتاباتنا الجانب السياسي.
لاتوجد تعليقات