رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 28 يونيو، 2016 0 تعليق

الفتوى الحاخامية بتسميم مياه الشرب فاقت ما جاء في «البروتوكولات» فحشاً وحقداً وإجراماً

هذه الفتاوى ليست بغريبة عن أفواه حاخامات اليهود فما هي إلا امتداد لفحش حاخاماتهم على اختلاف انتماءاتهم العرقية وفرقهم الكثيرة

اليهود يتلقون من التلمود والتوراة الروح العدوانية التي تدعوهم لارتكاب المجازر البشعة وتدعو حاخاماتهم إلى إصدار مثل هذه الفتاوى الإرهابية

مسلسل تلك الفتاوى يتكرر في كل عام زاعمين أن الأرض التي يزرعها الفلسطينيون تابعة لليهود

استمرار صدور مثل هذه الفتاوى الإرهابية يؤكد استمرار مجازر جنود الاحتلال فهناك تبادل أدوار بين المؤسسة الدينية الصهيونية والمؤسسة العسكرية

 

نداء لكل من شكك فيما جاء في (بروتوكولات حكماء صهيون) - حينما ترجمت إلى العربية – فلينظر إلى الفتاوى الحاخامية التي فاقت ما جاء في (البروتوكولات) فحشاً وسوءاً وحقداً وإجراماً ومكراً. قبل أيام مضت دعا مجلس حاخامات (المغتصبات) في فتاوى دينية، المستوطنين إلى تسميم مياه الشرب في القرى والمدن الفلسطينية المحتلة، بهدف «تهجير المواطنين الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم أو قتلهم».

حيث أصدر (الحاخام شلومو ملميد) رئيس ما يسمى (مجلس حاخامات المستوطنات) فتوى تجيز للمستوطنين تسميم مياه الشرب المغذية للقرى والبلدات الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

والهدف من تسميم المياه، وفق ما كشفت عنه مؤسسة منظمة (يكسرون الصمت) الإسرائيلية، يتمثل في دفع السكان المحليين الفلسطينيين إلى ترك قراهم وبلداتهم ليتسنى للمستوطنين السيطرة على أراضيها، أو تسمّمهم.

فتاوى شاذة

     وهذه الفتاوى ليست بغريبة عن أفواه حاخامات اليهود، فما هي إلا امتداد لفحش صرح به حاخاماتهم على اختلاف انتماءاتهم العرقية وفرقهم الكثيرة، فمما لا يتخلف عليه اثنان من بين حاخامات اليهود هو ذلك الكم من الفتاوى المحرضة على الإسلام والمسلمين، بل والدعوة لقتل المدنيين من أهل فلسطين، وأضافوا لهم الآن الأبرياء والمهجرين من إخواننا في لبنان، وإليك -أخي القارئ- نماذج من تلك الأقاويل التي قالوها ونشروها علناً:

     «قال الحاخام الأكبر للكيان اليهودي (ابراهام شابير) في رسالة وجهها لمؤتمر شبابي يهودي عقد في (بروكلين) في الولايات المتحدة: «نريد شباباً يهودياً قوياً أو شديداً، نريد شباباً يهودياً يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم».

 وأفتى الكولونيل الحاخام (أ.افيدان زيميل) في إصداره (طهارة السلاح في ضوء الهالاخاه): أن اليهودي الذي يقتل - أحد الأغيار - يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة.

     والزعيم الروحي لحزب شاس اليهودي الشرقي الحاخام (عوفاديا يوسف) قال بعد أحداث اقتحام شارون المسجد الأقصى واصفاً العرب والمسلمين: إنهم أسوأ من الثعابين، إنهم أفاع سامة. وقال: هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية أن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء، وإن العرب يتكاثرون كالنمل تباً لهم فليذهبوا إلى الجحيم.

وأشاد الحاخام (بورج) بالمجرم منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي بمنتصف رمضان 1994م بالخليل بقوله: إن ما قام به (باروخ جولد شتاين) تقديس لله ومن الواجبات اليهودية الدينية.

الشخصية اليودية

     ولهذا فالذي يبحث في الشخصية اليهودية وتعقيداتها ودوافعها دون أن يدرس قوة الشر الكامنة في التلمود فكأنه لم يعرف ولن يعرف (دليل الشخصية اليهودية)!! ولكي تعرف اليهود لا بد أن تعرف ماذا يقرؤون وماذا يدرسون؟ وما حواه تلموذهم، لتتكشف حقيقة غرائز اليهود ومكونات الشخصية اليهودية وسمات هذه الشخصية.

     فاليهود يتلقون من التلمود والتوراة الروح العدوانية التي تدعوهم لارتكاب المجازر البشعة بحق الفلسطينيين، وتدعو حاخاماتهم إلى إصدار مثل هذه الفتاوى الإرهابية. كذلك العقلية الصهيونية تقوم على عقيدة شعب الله المختار – افتراءً على الله – تلك العقيدة التي تعزز الحقد على الآخرين وعدّ كل من سواهم نعاجًا وعبيدًا لليهود بناءً على نصوص توراتية على لسان الرب والرب منها براء.

     والثقافة التوراتية العنصرية وعقيدة شعب الله المختار مترسخة في العقلية الصهيونية وتدرس في المدارس الدينية الصهيونية من خلال الحاخامات الصهاينة  والأحبار اليهود، ثم تأتي تطبيقاتها من خلال الجنود الصهاينة والمؤسسة العسكرية الصهيونية، فبلا شك فأن التوراة المحرفة والتلمود بين أيدي الحاخامات الصهاينة هي مصدر تلك الفتاوى.

إباحة السرقة والتسميم:

     في كل عام وفي موسم قطف الزيتون ينشط المغتصبون اليهود في تدمير المحاصيل وسرقتها، وتُنشر الفتاوى الحاخامية التي تدعو المغتصبين الذين يسكنون المستوطنات في الضفة الغربية والقريبة من القرى والأراضي الزراعية لنهب المحاصيل الزراعية وحرقها بل وتسميم الآبار، ومسلسل تلك الفتاوى يتكرر في كل عام زاعمين أن الأرض التي يزرعها الفلسطينيون تابعة لليهود، ولفتت صحيفة (معاريف) الصهيونية أن حاخامات صهاينة أصدروا فتاوى تبيح تسميم مواش ودواب فضلا عن آبار المياه التي يملكها المزراعون الفلسطينيون في البلدات والقرى المجاورة للمستوطنات مع فتوى تجيز نهب محاصيل الزيتون.

وكان الحاخام (إلياهو) وهو أحد أبرز كبار حاخامات اليهود أيضا قد شرع للمغتصبين سرقة الزيتون الفلسطيني قائلا: «إنه يمكن جني المحصول وقطف الزيتون وسرقته من مزارع الفلسطينيين، لأنهم يزرعون في أرضنا».

والمستوطنون ينفذون هذه الفتاوى بحذافيرها ؛ وكان إجمالي ما دمرته قوات الاحتلال والمغتصبون من أشجار الزيتون خلال الخمس سنوات مضت حوالي 173 ألف شجرة، و410 آلاف من أشجار الحمضيات.

الحل السحري لإفساد المسلمين !!

أكد الحاخام اليهودي (مردخاي فرومار) للمستمعين في أحد المعابد اليهودية أنه يمتلك حلاً سحريًا للصراع العربي الصهيوني، ورأى أن هذا الحل سيؤدي في حال تنفيذه إلى إنهاء الصراع الصهيوني مع الإسلام تمامًا.

     ولخص الحل بالآتي: «لا بد أن تبذل الدوائر الصهيونية في إسرائيل والعالم كله قصارى جهدها من أجل علمنة المجتمع الإسلامي كله بحيث يتم القضاء نهائيًا على أسس الإسلام وتاريخه وتعاليمه على أن يتم ذلك عن طريق نشر فنون الجنس والإباحية ونشر ثقافة الدعارة في أوساط المسلمين».

     وأضاف: «علينا استخدام الإنترنت بشكل أكبر من أجل ترويج الأفلام والفنون الجنسية التي تسيطر على حماس شباب المسلمين حتى يصبحوا أكثر اقترابًا من الغرب ويبتعدوا تمامًا عن ثقافتهم الإسلامية»؛ و«على إسرائيل أن تنسى تمامًا أية محاولة للتخلص من المسلمين عسكريًا فلن تبلغ ذلك أبدًا طالما تبقت بداخلهم أدنى علاقة بهويتهم الإسلامية.. ولكن «إسرائيل» تستطيع عقب علمنتهم التخلص منهم بسهولة منقطعة النظير هذا إذا احتاج الأمر لذلك علينا فقط من اليوم دفع العاهرات إلى المجتمعات الإسلامية وعلينا أيضًا ترويج الأفلام ومواقع الإنترنت الجنسية»!!.

     وختم حله السحري بقوله: «علينا شحذ حماسة المرأة المسلمة نحو تجميل نفسها وارتداء أقل الملابس حتى تكون أكثر فتنة للرجال.. وعلينا أن نضع في ذهن كل امرأة مسلمة أن إنجاب أكثر من طفل أو طفلين يذهب بجمالها.. وأن على المرأة المسلمة أن تعمل على الاهتمام بإظهار جمالها وليس ارتداء الحجاب الذي يغطي ذلك الجمال, ولنعمل على أن تسير كل امرأة مسلمة وهي عارية البطن».

جواز قتل غير اليهودي:

وفي خضم تلك الفتاوى وفي عام 2009 صدر كتاب من 230 صفحة تم توزيعه في أوساط اليمين المتطرف يشمل تعليمات تتعلق بالحالات التي يمكن فيها لليهودي قتل الأغيار (من غير اليهود).

     والكتاب بعنوان (شريعة الملك)، ومؤلفاه هما رئيس مدرسة دينيّة يهوديّة في مستوطنة (يتسهار يتسحاق شبيرا) وحاخام آخر من المدرسة يدعى (يوسي اليتسور)، ومدار الكتاب هو جواب عن سؤال: في أي الحالات يمكن إيذاء غير اليهودي؟ وكان الجواب تصريح لقتل (الأغيار) الذين يطالبون بأن تكون الأرض لهم، وأولئك الذين يُضعفون بكلامهم حقنا في ملكية الأرض، فإن مصيرهم الموت!!

     ويعتمد المؤلفان في تشريعهما قتل الأغيار على مئات النصوص من التوراة ومقالات لحاخامات يهود من آباء الصهيونية الدينية القومية المتطرفة.ويؤكد المؤلفان أن قتل من يخالف (وصايا نوح السبع) من الأغيار مشروع، كذلك كل من يساعد على قتل يهود و«في كل حالة يشكل فيها وجود غير يهودي خطراً على إسرائيل». ويضيفان أن القتل في هذه الحالات لا يحتاج إلى إذن من الأمة (السلطة) وبإمكان الأفراد القيام به.

ويضيفان بأن قتل الأطفال الأغيار مسموح أيضاً «إذا تبيّن أنهم سيكبرون من أجل المس بنا». كذلك «يسمح قتل أطفال زعيم شرير من أجل الضغط عليه ليكف عن أعمال الشر».

ويذهب المؤلفان إلى أن «كل من يتبع للشعب العدو عدواً لأنه يساند القتلة».كما يجيزان في كتابهما الثأر والانتقام «والقيام أحياناً بأعمال فظيعة ضد الأشرار بهدف خلق ميزان رعب صحيح».

وضمن فصل «المساس المتعمد بالأبرياء» يمضي الحاخامان في استباحة الأطفال الأبرياء بالحكم بصلاحية المس بأولاد زعماء الأغيار لممارسة الضغوط عليهم.

     وعدّ الحاخامان الفتاوى مفيدة وذات صلة بالواقع الراهن. وفي دعوة غير مباشرة للمزيد من قتل الفلسطينيين يتابعان: «يكفي أن ننظر إلى الإطلالة المهينة لزعماء إسرائيل حيال قضية الجندي الأسير (جلعاد شاليط) الذي يعاني في الأسر جراء الامتناع عن عمليات هجومية بسيطة فيما يجلس رؤساء الأفاعي من الأعداء في غزة بين المدنيين ويسخرون منا ليل نهار».

     وعلقت صحيفة (معاريف) العبرية على الكتاب بأن أوساطاً يمينية معروفة أوصت بقراءة الكتاب الذي يتم توزيعه في المدارس الدينية وعبر شبكة الإنترنت، وتم بيع الكثير من النسخ في الذكرى السنوية لمقتل الحاخام المتطرف (مئير كهانا)، رغم كل الانتقادات والدعوات للمقاضاة تتواصل عملية تسويق الكتاب.

     ولا شك أن استمرار صدور مثل هذه الفتاوى الإرهابية  يؤكد استمرار المجازر التي يرتكبها جنود الاحتلال. فهناك تبادل أدوار بين المؤسسة الدينية الصهيونية والمؤسسة العسكرية، بل هناك تجاوب واضح بين ما تصدره حاخامات الكيان الصهيوني وما تطبقه حكومة المحتل على الأرض.

وهكذا يبدو الأمر ليس غريبًا عندما نشاهد طفلاً رضيعًا مستهدفًا بقذيفة أضعاف وزنه، فهناك حاخامات قد غذاهم الشيطان فأباحوا دم هذا الرضيع قبل أن يخرج إلى هذه الدنيا!!

بعد الكشف عن الكتاب والضجة الإعلامية الملازمة له أصدر الحاخامان تعقيبا أكدا فيه تشبثهما بكل كلمة وردت فيه.

«ويبقى السؤال: لماذا السكوت الواضح على هذه الفتاوى من قبل وسائل الإعلام الغربية؟! لعلها في دائرة نشر السلم والسلام، ولكننا لا نعي معانيها ومقاصدها!!

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك