رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 19 يوليو، 2016 0 تعليق

الفتــاة والـزينـــة

الزينة أمر فطري تحبه الفتاة من ذهب وفضة وملابس وحناء وما في مقامها، وتحدث كثير من الصراعات داخل الأسرة بسبب هذه الزينة، وقد تكون مبنية على أدلة أو عادة أو عناد أو فرض الهيمنة.

     فزينة المرأة منها ما هو مباح مثل: الحرير والحلي والطيب الذي لا يتعدى رائحته مَحْرمها، والزينة المستحبة، وهي كل ما رغب فيها الشرع وحث عليها من سنن الفطرة، والزينة المحرمة: كل ما حرمه الله -تعالى- ونهى عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وزجر فاعله كالنمص والوصل، ومشابهة أهل الفجور من الملل والنحل الأخرى.

الإسلام دين الوسطية والاعتدال والتوازن؛ فستر المرأة وعفافها وكفافها ولبسها الشرعي دليل على مدى تمسكها بالدين والالتزام به.

والناظر إلى من يفرض الموضات والماركات، ويزينه للنساء يعرف حجم المؤامرة على إفساد المرأة المسلمة؛ لأن في إفسادها إبعاد لها عن الدين، وهو أول فتنة ابتلي بها بنو إسرائيل، وأخطر فتنة خافها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أمته.

     والمرأة لها أنواع من الملابس؛ فلباسها داخل غرفتها ومع زوجها يختلف عن لباسها مع محارمها وداخل الوسط النسائي، وخارج بيتها سواء في المدرسة أم العمل أم السوق أم السفر، فهي تجمع بين ملبس الزينة وملبس الحشمة والنظافة وملبس التقوى وملبس الستر والعفاف؛ فلا تؤثر على الرجال، وتكون قدوة صالحة لبنات جنسها ولأهلها ولذويها.

     ولا تعطي لنفسها المسوغات لنزع ملابس الحياء في السفر أو في النوادي الرياضية أو في البحر وغيره؛ فالمرأة المسلمة تلتزم بما أمرها الله -عز وجل- ولا تنظر إلى عادات الشعوب وتقاليدهم، ولا تجعل قدوتها المشاهير عبر الشاشات والإعلام والتواصل الاجتماعي أو تلبس لباس شهرة، قال تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن}، وفي الحديث: «صنفان من أهل النار لم أرهما ثم ذكر ونساء كاسيات عاريات....» أخرجه مسلم.

     وتبتعد عن لباس الجاهلية: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}، أي لا تظهر مفاتنها للأجانب، أو تظهر محاسن ثيابها، أو تختال في مشيتها وتتمايل، ولا تخرج مبخرة معطرة، أو تضرب برجلها ليعلم ما تخفي من زينتها، وفي الحديث: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية» رواه أحمد.

     ولا تلبس الضيق الشفاف، ولا تتساهل، ولا تُروج لملابس أهل السوء، ولا تتشبه بلباس الرجال أو لباس الكافرات، ولا تكون سببا في إشاعة الانحلال وفتح باب الفساد؛ ففي الحديث: «لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» أخرجه البخاري.

ولا تظهر شيئا من شعرها أو أذنها أو رقبتها أو ما حرم الله؛ بل تكون ملتزمة، وقدوتها نساء النبي  ونساء الصحابة، حتى تتأصل على الشرف والعفاف، ولا تَفتن ولا تُفتن، ولا تسلم نفسها للغرائز والشهوات والملذات.

ففي الحديث: «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيام» حسنه الألباني.

وكذلك المساحيق والأصباغ التي تساهلت فيها البنات في هذا الزمان، إنه التبرج والزينة ولفت الأنظار، والوقوع في المحرمات حتى لو فعلته أغلب النساء فهي لا تعذر بذلك.

نسأل الله أن يصلح الأحوال، ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك